سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مورين كونولي تصنع المجد في التنس خلال أربعة أعوام فقط

استمرت المسيرة الرياضية للاعبة التنس الأمريكية الراحلة مورين كونولي، 4 أعوام فقط في بداية خمسينيات القرن الماضي، لكنها رغم ذلك كانت كافية لترك بصمة كبيرة في عالم اللعبة.
واشتهرت مورين كونولي البالغ طولها 165 سنتيمتراً بأدائها الهجومي وقوتها الفطرية، وأطلق عليها لقب “ليتل مو” على غرار البارجة الحربية الأمريكية ميزوري التي كانت تعرف وقتها باسم “بيغ مو”.
وشقت كونولي طريقها بقوة إلى الشهرة، وفرضت نفسها على المشهد بفوزها بلقب بطولة أمريكا المفتوحة في 1951 عندما كان عمرها 16 عاماً و11 شهراً و19 يوماً، وكانت وقتها أصغر من فاز بلقب البطولة، ثم كررت الإنجاز في العامين التاليين.
وأضافت مورين كونولي التي اشتهرت بضرباتها القوية من الخط الخلفي، والتي كانت تكره الهزيمة، لقب بطولة ويمبلدون إلى مجموعة جوائزها في 1952، قبل أن ترسخ مكانها بين أعظم نجوم اللعبة في العام التالي.
وبعد انفصالها عن مدربتها إيلينور تينانت، للعمل مع هاري هوبمان قائد المنتخب الأسترالي في كأس ديفيز للرجال، أصبحت كونولي أول امرأة تفوز بألقاب جميع البطولات الأربع الكبرى في عام واحد، وهو إنجاز حققته فقط الأسترالية مارجريت كورت والألمانية شتيفي جراف.
نهاية مُبكرة
لكن رغم كل هذا التألق، كانت مورين كونولي تدرك الجوانب السلبية لمسيرتها مع التنس التي سرعان ما توقفت وهي في قمة العطاء والتميز في 1954، بعد أن احتفظت بلقبي بطولتي فرنسا المفتوحة وويمبلدون، وذلك بعد تحولها إلى شغف آخر هو ركوب الخيل.
وخلال ركوبها الفرس كولونيل ميري بوي، الذي أهدته إليها مدينة سان دييجو مسقط رأسها، صدمتها شاحنة وأصيبت بكسور في العظام إلى جانب تهتك في الأوعية الدموية للساق اليمنى.
ورغم محاولات الأطباء الكثيرة، فإنها لم تستعيد كامل قوتها ولياقتها واعتزلت التنس بعد حصولها على 12 لقباً كبيراً.
ونقل عنها قولها ذات مرة لأحد الصحفيين “ليست لدي ذكريات جميلة مع التنس.. التنس يمكن أن يكون ثقيلاً إذا كرست كل حياتك له. لأن هذا يمكن أن يجعلك تشعر بالمرارة في حالة لم يكن لديك شيء تفكر فيه سوى التدريب وخوض المباريات”.
وأضافت الراحلة “التنس لعبة عظيمة لكني أتركها غير نادمة على شيء. عشت حياة الأبطال وسافرت كثيرا والتقيت بالكثيرين.. الآن أنا أتوق إلى حياة هادئة. حياة أسرية. وأنا سعيدة”.
وتزوجت مورين كونولي، الرياضي نورمان برينكر الذي كان عضواً في منتخب الفروسية الأمريكي في أولمبياد 1952، وأنجبت طفلتين.
وتماماً مثل مسيرتها الرياضية، انتهت حياة مورين كونولي مبكراً عندما كان عمرها 34 عاماً في 1969، عندما توفيت بعد صراع مع السرطان بعد 3 سنوات من اكتشاف الإصابة بالمرض.