سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مواطنو قامشلو: نقص الخبز مشكلة لم تُعالج… وإدارة الأفران تصرح بالحلول القريبة

قامشلو/ علي خضير –

بات هم المواطنين اليومي في مدينة قامشلو، تأمين ربطة من الخبز، التي توَزَّع في الأحياء عن طريق الكومينات، مبينين معاناتهم في صعوبة الحصول على ربطة واحدة من الخبز، رغم عجزها سد حاجة عائلة واحدة، تستهلك أكثر من ربطتين في اليوم، مشددين، “أنَّ موسم إنتاج القمح لهذا العام كان جيداً”، وهيئة الأفران في شمال وشرق سوريا توضّح الآلية المتَّبعة لاجتياز مشكلة نقص مادة الخبز.
وللوقوف أكثر على حقائق المشكلة، ورأي الأهالي إزاء هذا الموضوع، كان لنا جولة في أحياء قامشلو، فالتقينا المواطن “علي كلش” من أهالي حي الكورنيش، والذي استهل لقائه مبيناً، أنّ هناك أزمة غير طبيعية عند توزيع مادة الخبز في مراكز توزيعه في الكومينات، بسبب نقص الكمية، التي لا تكفي جميع المواطنين، بالإضافة لعدم كفايتها للعائلة الواحدة.
موضحاً: “نشتري الخبز من مراكز التوزيع، ولكن الكمية قليلة جداً، فأي عائلة تستهلك في اليوم ربطتين من الخبز على الأقل، ويتم توزيع ربطة واحدة فقط، ومهما كان عدد أفرادها، فأنا استهلك مع عائلتي المكونة من خمسة أشخاص على الأقل ربطتين من الخبز في اليوم، ولا أحصل إلا على ربطة واحدة”.

تجاوزات في التوزيع… ومواعيد تسليم غير محددة
واستكمل كلش حديثه، مشيراً إلى أنَّ هناك تجاوزات في التوزيع أيضاً، فبعض الأشخاص يتم منحهم ربطتين من الخبز لبطاقة واحدة، والبعض ربطة واحدة لبطاقتين، متسائلاً لماذا هذه التجاوزات؟: “ونعاني من غياب الانتظام لوقت محدد للتوزيع، فأحياناً يتم توزيع الخبز منذ ساعات الصباح الباكر، وأحياناً في وقت الظهيرة، وأحياناً أخرى في آخر الليل”.
وفيما يتعلق بجودة الخبز أوضح أنَّه أحياناً يكون هناك التزام بالجودة العالية، وأحياناً يأتي الخبز وكأنه قطع من العجين، “ولكن منذ فترة ما يقارب العام ظهر تحسين جودة الخبز، ولكن ليست على أكمل وجه”.
وأضاف: “قمنا بتقديم شكاوى من أجل زيادة عدد ربطات الخبز، فموسم القمح هذه السنة جيد جداً وقادر على سد حاجات المواطنين من الخبز، ورغم ذلك لم يتم تلبية الشكاوى، ولم توضع حلولاً جذرية من أجل تجاوز هذه المشكلة التي يعاني منها كافة الأهالي في المنطقة “.
اقتراحات الأهالي لتفادي أزمة الخبز
كما وكان للمواطن “حسين يونس” من أهالي حي الغربية، اقتراحات للحد من أزمة توجه الأهالي على مراكز توزيع الخبز في الكومين، وتوسيع دائرة اقتضاء مادة الخبز، وبأسعار تتناسب مع دخل المواطن: “من المفروض وضع مندوبين على الأفران، ليقوموا بتشكيل لجان توزع مادة الطحين بشكل جيد، فعند توزيع الطحين بكميات كافية، سيتم القضاء على نقص الخبز، وعند توفّر مادة الطحين، سيكون هناك هبوط في أسعار الخبز الحر أو المدعوم، الذي يلجأ إليه الأهالي الآن في ظل نقص توزيع الخبز في الكومينات، فأنا شخص لا أتوجه إلى الكومين لاستلام الخبز، بسبب الأزمة الموجودة هناك، والكمية غير الكافية، بل أُفضِّل أن أشتريه بشكل حر من الأفران الخاصة”.
وتابع: “رغم ارتفاع الأسعار وأمور المعيشية الصعبة، أقوم بشراء الخبز (السياحي) بسعر 2500 ليرة سورية للربطة الواحدة، والمكونة من تسعة أرغفة، لعائلتي المكونة من عشرة أشخاص، مع العلم أن أصغر عائلة تحتاج لاستهلاك ثلاث ربطات من الخبز السياحي في اليوم، أي ما يعادل ثلاثة أرباع الراتب الذي يتقاضاه أي موظف، فالعامل العادي، أو الموظف لا يجد ما يسد به حاجته من مادة الخبز”.
واقترح أن تكون هناك مراقبة على الأفران الحجرية بشكل خاص، بسبب ارتفاع الأسعار لبيع الخبز المدعوم، والذي يتوجه إلى شرائه أغلب المواطنين، وبالتالي تخفيف الضغط عن استلام الخبز في الكومينات: “من المفروض وجود لجان مراقبة للأفران الخاصّة، والتحقق من سعر كيلو الخبز، مقارنةً مع سعر الطحين، فهناك غلاء كبير، حيث يصل سعر الكيلو الواحد من الخبز في هذه الأفران إلى 5000 ليرة سورية، ناهيك عن تفاوت الأسعار من فرن لآخر”.

حلول أُنجِزَت ومنها قيد الإنجاز
ولتبيان آلية عمل إدارة الأفران في شمال وشرق سوريا، وما تمَّ إنجازه، وتبيان العمل الجاري في الوقت الراهن لتفادي نقص توزيع الخبز على الأهالي، صرَّح لصحيفتنا “روناهي” الرئيس المشترك لمكتب الأفران في شمال وشرق سوريا كديم عيدان: “نحن، مكتب الأفران في شمال وشرق سوريا، المعنيون بتأمين مادة الخبز في مناطق الإدارة الذاتية، ومن هذا المنطلق واعتماداً على استراتيجية وعمل مكتبنا، نحن قائمون على دراسة وضع الأفران من الناحية الفنية، ومدى جاهزية آلية الأفران بغية الوصول إلى هدفنا المنشود، وهو تأمين رغيف الخبز وبالمواصفات المتبعة، وأيضاً تأمينه حسب الحاجة والكثافة السكانية الموجودة في كل منطقة أو حي أو كومين، ناهيك عن في حال اقتضت الحاجة والمصلحة العامة، سنقوم بإنشاء وتأهيل أفران جديدة”.
وقد نوّه عيدان إلى ضرورة سماع صوت المواطنين، وتلبية شكواهم إن وُجِدَتْ، فعلى سبيل المثال هناك نقص بمادة الخبز في مقاطعة الحسكة مقارنةً ببقية المناطق، حيث بيَّن أنَّهم قاموا بتبديل الخط الأول في فرن (تل حجر)، كونه كان قديماً وخارجاً عن الخدمة، وتم أيضاً تركيب خط جديد ثلاثي الإنتاج وبطاقة إنتاجية عالية. وأردف عيدان، أنَّ الفرن ينتج ما يقارب عشرة آلاف رغيف من الخبز في الساعة، أي ما يعادل طناً ومائتي كيلو من مادة الطحين، وأنَّ مكتب الأفران الآن بصدد تجهيز فرن في (هنغار معمل الملح)، وفي القريب العاجل سيتم تركيب خط جديد وفق تقنية عالية ومتطورة وفق المواصفات العالمية، وسيتابعون عملهم في مناطق شمال وشرق سوريا، لتحسين كمية وجودة مادة الخبز، وتأمينه للمواطنين.
إحصاء السكان خطوة أولية لسدّ النقص
وأشار عيدان إلى: “وجهت هيئة الاقتصاد كتاباً إلى الإدارة الذاتية، والمجالس المحلية للقيام بإحصاء سكاني دقيق، من خلال مكاتب الإحصاء، والتنمية التابعة لهم، وبالتنسيق مع الكومينات، وذلك حرصاً منا على تأمين مادة الخبز لكل مواطن، وأينما كان”.
كما وأبرز دورهم في الحرص على وضع خطة للحفاظ على الأفران والمنشآت التابعة لها، والمستودعات الموجودة فيها، وتأمين مخزون استراتيجي مستدام، تحسباً للسنوات القادمة، فقد تكون المواسم ضعيفة، وكون الاستهلاك اليومي من القمح لمناطق شمال وشرق سوريا، يبلغ ما يقارب الـ (1250) طناً.
واختتم “كديم عيدان” الرئيس المشترك لمكتب الأفران لشمال وشرق سوريا حديثه: “ما تجدر الإشارة به أنَّ السياسة التركية ما زالت مستمرّة في حبس مياه نهر الفرات، ما يؤدي إلى انخفاض منسوب النهر، وبالتالي يؤثر على الآبار السطحية والارتوازية، وبالنتيجة يعكس سلباً على إنتاج محصول القمح، الذي يشكل المادة الأساسية ومصدر قوت شعبنا في شمال وشرق سوريا”.