مهندس زراعي: في حال توفرت الشروط الزراعية المناسبة سيكون الموسم الزراعي ناجحاً هذا العام

جل آغا/ أمل محمد –

أكد الخبير والمهندس الزراعي “محمد سعيد” إن الهطولات المطرية مع بداية فصل الشتاء لها تأثر إيجابي على المحاصيل الزراعية وضمان لنجاح الموسم الزراعي، ونوه بأن لكل محصول احتياج معين من المياه، وعلى المزارعين مراقبة المحاصيل للوقوف على الأمراض والإصابات الحشرية التي تظهر في أواخر شهر شباط.

تعد الزراعة من أهم المقومات الاقتصادية في إقليم شمال وشرق سوريا، حيث يعتمد الاقتصاد المحلي على المهن الزراعية بنسبة كبيرة جداً، هذا ويرتبط نجاح الزراعة من عدمه في أي منطقة بالأمطار الموسمية، مع بداية فصل الشتاء هطلت الأمطار في كافة المناطق بكميات جيدة جداً وذلك لتعرض البلاد لعدة منخفضات جوية، وبحسب الخبراء والمزارعين فإن الموسم الزراعي في العام سيكون ناجحاً بنسبة كبيرة.

أهمية الأمطار على نمو المحاصيل

وبصدد هذا الموضوع تحدثت صحيفتنا “روناهي” بالخبير والمهندس الزراعي “محمد سعيد” والذي تطرق لعدة نقاط حول الموسم الزراعي والأمطار من خلال حديثه إلينا بالقول: “الجميع يعرف مدى أهمية الأمطار على نمو المحاصيل لما لها من دور في ري هذه المحاصيل وغسل جميع الأملاح المتواجدة في الأراضي وتحسين الإنتاجية وكذلك غسل الفطريات والبكتيريا والغبار عن النبات مما يساهم في تحسين جودة المحاصيل ونموها ومدها بالآزوت الجوي المفيد للنمو الخضري”.

ويتابع: “تقريباً جميع المحاصيل أخذت كفايتها من الأمطار لهذه المرحلة من مراحل النمو المختلفة، ولكن لا يمكننا القول بأنها ستنجح أم لا، فحتى هذا التاريخ فالمحاصيل الزراعية ناجحة أما بعد ذلك فالأمر يتعلق بالأمطار الربيعية التي ستلعب دور هام في اكتمال نمو المحاصيل ودور كبير في تحديد الغلة الإنتاجية”.

لكل محصول احتياج معين من المياه 

وهل حصلت المحاصيل على كفايتها من الأمطار؟ عن هذا حدثنا المهندس الزراعي محمد سعيد: “المحاصيل جميعها تحتاج لكميات أخرى وكافية من المياه لأن لكل مرحلة من مراحل النمو احتياجها المائي المحدد، وبالنسبة للأمطار فحاجة المحاصيل البعلية لها كبيرة فاكتمال نموها وحصادها يتوقف على الأمطار فيما هو قادم من أيام النمو الطويلة ونخص بالذكر الأمطار الربيعية التي غالباً ما تكون على شكل زخات غزيرة ومتفرقة فعلى سبيل المثال القمح  ليصل لمرحلة النضج الفيسيولوجي والإنتاجية المثالية فهو يحتاج من (350-600) ملم من المياه خلال مراحل نموه المختلفة”.

ويزيد: “من المعلوم أن لكل محصول احتياج معين من المياه مثله مثل الظروف المناخية الأخرى كالحرارة والضوء والعناصر الغذائية، وإن ازدياد كميات المياه (الأمطار) عن هذا الحد سيؤثر بشكل سلبي على هذه المحاصيل وقد يؤدي لتلف بعضها وانتشار بعض الأمراض والآفات وضعف الإنتاجية وتعتبر النباتات العطرية أكثر المحاصيل تأثراً بكميات الأمطار الكبيرة كالكمون مثلاً لا يحتاج لكميات كبيرة من المياه لأن الرطوبة العالية لها تأثير ضار على نموه وتؤدي لانتشار الأمراض الفتاكة كالذبول وعفن الجذور والبياض الدقيقي”.

وعن التوجيهات التي يقدمها للمزارعين يضيف سعيد: “في هذا التوقيت لا يمكن نصح الإخوة المزارعين إلا بأهمية مراقبة المحاصيل للوقوف على الأمراض والإصابات الحشرية التي من الممكن أن تنتشر في مثل هذا الوقت من العام لمكافحتها بالتوقيت المناسب وكذلك ننصح بتنظيم عمليات الري والتسميد ومكافحة الحشائش الغريبة والضارة”.

أمراض وآفات 

من الأمراض التي تنتشر في مثل هذا الوقت هي الأصداء في المحاصيل الاستراتيجية كالقمح والشعير التي تظهر في أواخر شهر شباط ويزداد انتشارها في آذار وأحياناً تمتد حتى شهر نيسان، وهناك إجراءات وقائية كزراعة الأصناف المقاومة في المواعيد المناسبة والاعتدال بالتسميد والاهتمام بالعمليات الزراعية، وهناك إجراءات علاجية كرش المبيدات الفطرية في حال ظهور الإصابة وأفضل المبيدات هي التي تكون المادة الفعالة فيها هي دايفينوكونازول هذا ما بينه الخبير والمهندس الزراعي محمد سعيد من خلال حديثه عن الأمراض التي تصيب المحاصيل الزراعية.

وفي ذات السياق يضيف: “البياض الدقيقي من الأمراض التي تنتشر من أواخر شباط وبداية آذار وتتم المكافحة من بداية ظهور الإصابة برش المبيدات التي تحتوي على المادة الفعالة بروبيكونازول 25%، أهم الأمراض هما الأصداء والبياض الدقيقي، أما عن أهم الآفات الحشرية فهناك طيف واسع منها تصيب القمح كالحفار ودبور الحنطة المنشاري والدودة القارضة والتربس والمن والنطاطات والبق (الخضراء ـ البني) وصانعات أنفاق القمح وجعل الورد الزغبي”.

الدودة القارضة من الأمراض الأكثر انتشاراً

ويزيد: “أكثر الأمراض انتشاراً في المنطقة هي الدودة القارضة التي تتغذى يرقاتها على قواعد الأوراق والقمم النامية للبادرات وعلى سيقان النبات عند سطح التربة، وتتم مكافحتها من خلال الاهتمام بالحرث وترك الأرض المحروثة معرضة للشمس لقتل اليرقات والعذارى المختبئة فيها، وإضافة مادة السولار مع مياه الري وإزالة الحشائش والاعتدال في التسميد العضوي”.

هذا وقد أكد الخبير والمهندس الزراعي “محمد سعيد” في ختام حديثه بأنه قد وصل معدل الهطول المطري في سوريا بشكلٍ عام إلى 60% من المعدل السنوي العام، وإذا استمرت الهطولات وخاصةً الأمطار الربيعية في الأوقات المناسبة، سيكون الموسم ناجحاً في حال توافرت جميع الظروف المناخية الملائمة الأخرى.

كميات الأمطار الهاطلة خلال 24 الساعة الماضية وحتى تاريخ يوم الثلاثاء المصادف 20 شباط في عموم مناطق إقليم شمال وشرق سوريا كانت كالتالي: كوباني 11 ملم، منبج 16 ملم، السفيرة 12 ملم، تل أبيض 29 ملم، بئر محيسن 19 ملم، الرقة 1 ملم، المنصورة 3 ملم، الكرامة 2 ملم، السبخة 1 ملم، جديدة خابور 1 ملم، ديرك 1 ملم، الزهيرية 1 ملم، تل كوجر 9 ملم، أبو قصايب 7 ملم، تل حميس 1.5 ملم، تل براك 0.5 ملم، تل علو 16 ملم، الحسكة 4 ملم، مبروكة 24 ملم، تل تمر 3 ملم، أم مدفع 25 ملم، تل بيدر 1 ملم، الشدادي 16 ملم، العريشة 2 ملم، مركدة 12 ملم، دير الزور 3 ملم، الكسرة 8 ملم، الميادين 2.2 ملم، البو كمال 0.4 ملم. بحسب المكتب الاعلامي لهيئة الزراعة والري لإقليم شمال وشرق سوريا.

والجدير ذكره، أن هيئة الزراعة والري في مقاطعة الجزيرة بدأت مؤخراً بحملة رش أطراف الطرقات الرئيسية بالمبيدات تجنباً لحدوث أية حرائق بالموسم الزراعي 2024.