مهرجان ميتان الخامس… ثورة المسرح الكردي ومنبر وحدة الثقافات

الشهباء/ فريدة عمر ـ

حقق مهرجان ميتان الخامس، الذي جرت فعالياته في مقاطعة الشهباء، تمازجا بين الثقافات، واستطاع أن يجمع العديد من اللغات والمواهب على خشبة مسرحها، لتؤكد الشهباء أنها ماضية إلى تحقيق أهداف ميتان وجعلها مهرجانا على مستوى كردستان. 

وتحت شعار “كلنا أمل، ميعاد العودة اقترب”، عقد مهرجان ميتان المسرحي دورته الخامسة، في مقاطعة الشهباء، والذي انطلقت أعماله، بتاريخ 10-1-2024، واستمرت حتى تاريخ 18 كانون الثاني، وانتهت أعماله بتكريم الفرق المشاركة. 

تاريخ ميتان وأهميته

يعدُّ مهرجان ميتان، ثورة للمسرح الكردي، ومنطلقا تاريخيا، لما حققه المسرح، مع انطلاقة ثورة التاسع عشر من تموز، حيث أن مهرجان ميتان الأول انطلق في مدينة عفرين، في عام 2014، كأول مهرجان للمسرح باللغة الكردية، وأتم دورته الثانية والثالثة في مدينة عفرين.

وبعد احتلال مدينة عفرين، وتهجير أهلها صوب مقاطعة الشهباء، توقفت أعمال ميتان لفترة، لظروف التهجير وقلة الإمكانات، وبعد فترة وجيزة، قرر كومين المسرح إدارة ميتان، من إعادة العمل على استمرار المهرجان، حيث أقيم ميتان الرابع، والخامس في مقاطعة الشهباء.

ميتان الخامس

على الرغم من الظروف، التي تشهدها عموم مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، ومقاطعة الشهباء على وجه الخصوص، إلا أن الإصرار على إقامة مهرجان ميتان بدورته الخامسة، كانت أولى أهداف إدارة المهرجان.

فالتحضير للمهرجان دام عدة أشهر متتالية، حيث بدأ انطلاق فعالياته، في تاريخ 10-1-2024، عبر افتتاح جماهيري وكرنفال، تجول في كل من مخيمي سردم وبرخدان، من ثم بدأت العروض المسرحية ثاني أيام المهرجان، بمشاركة سبعة عروض مسرحية من تقديم كروب عفرين، وكوباني، والرقة، والحسكة، وحلب، وكروب للهلال الذهبي، ومشاركة من كركوك. وبعناوين “وجهة نظر، ومتراس، وغير مبرر، وتيريج، والمطرقة، وكش ملك، والعزف على حقائب الانتظار”.

وكان ما يميز مهرجان ميتان المسرحي، في دورته الخامسة، مشاركة من كركوك، وتقديم عرضهم باللهجة السورانية، إلى جانب مشاركة من الرقة والتقديم باللغة العربية، ليؤكد ميتان أن أهدافه في توحيد الثقافات، واللغات تحققت مع كل دورة.

حضور المرأة في مهرجان ميتان

وكعادتها، استطاعت المرأة أن تضفي تميزا خاصا بها للمهرجان، فكان لها دور ملحوظ من التحضيرات وحتى عقد المهرجان، وصولا إلى مشاركتها في العروض المسرحية، حيث لعبت دورا بارزا في العديد من العروض التي قدمت مثل العرض المسرحي “تيريج، ووجهة نظر، والعزف على حقائب الانتظار”.

حفل الختام

واختتم مهرجان ميتان الخامس، يوم الخميس المنصرم، بتاريخ الـ18 من شهر كانون الثاني الجاري، بعد أن استمر ثمانية أيام متواصلة، حيث كان العرض المسرحي تحت عنوان “العزف على حقائب الانتظار”، من تقديم كروب الرقة، آخر أيام المهرجان.

وخلال الحفل، ألقيت كلمة ختامية، من إدارة مجلس مقاطعة عفرين، والشهباء، ألقاها فرحان كوباني، حيث أثنى على الجهود المقدمة لإقامة المهرجان، مؤكدا بأن ميتان سيكون مسرحا يحافظ على الإرث الثقافي ويكون منبرا لتوحيد الثقافات كلها.

فيما ألقيت كلمة أخرى، من اللجنة التحضيرية للمهرجان، ألقتها الإدارية في حركة الهلال الذهبي، شيرين رشيد، التي أشارت إلى ما حققته ثورة التاسع عشر من تموز، وأشادت بدور المرأة الطليعي على الأصعدة كافة.

من ثم قيم شكو عمر مجمل أعمال المهرجان، والعروض المسرحية، وهو عضو لجنة التقييم، والذي حضر المهرجان من باشور كردستان، حيث نوه إلى العديد من النقاط التي من شأنها تطوير المسرح وتأهيل فئة من المؤلفين والمخرجين، كما وأثنى على ما أنجز من أعمال هامة، على الرغم من ظروف الهجمات والحصار.

كما وتم تكريم الفرق المشاركة، إضافة إلى تكريم عدد من الجهات، التي كان لها الجهد خلال المهرجان منها؛ إدارة المقاطعة، وحركة الثقافة والفن، والحماية، والإعلام. وتم تكريم محي الدين أرسلان، بجائزة أفضل مخرج عن العرض المسرحي” تيريج”، وبرهم أحمد عن العرض المسرحي “غير مبرر”.

 وتكريم آزاد محمد حاجي، ونالي عسكر، كأفضل تقديم وتمثيل، وتكريم زينب محمد، ورومات بكو، وجيان أرسلان عن أفضل تقديم للمرأة خلال مشاركتهن في العرض المسرحي.

واختتم المهرجان، بتقديم فرقة الرقص الفلكلوري، وفرقة الغناء، مقاطع فنية مميزة، وسط هتافات المشاركين والحضور، على الإصرار على العودة، وتحقيق أهداف ميتان.