سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مهرجان روج آفا السابع.. نهاية جميلة لبداية أجمل

تقرير/ هايستان أحمد –

روناهي/ قامشلو: بعد سبعة أيامٍ من الأنشطة الثقافية الفنية والأدبية، انتهى مهرجان روج آفا السابع للثقافة والفن، ليكون بذلك قَدّم لوحاتٍ عديدة وكثيرة لإرث وثقافات الشعوب، بمهرجانٍ واحد، فكان ختامه مسكاً، ومرَّ كما كان مخططاً له بتنظيم.
تتميز الفعاليات الثقافية الفنيَّة عن غيرها بالتنوع والمرح والانسيابية الكبيرة، فهي مليئة بالطاقة الإيجابية وتنشر المعرفة والخبرات بطريقةٍ جميلة وتجمع المثقفين مع الناس والفنانين بجوٍ ثقافيٍ لطيف، ومن هنا بدأت المؤسسات في مناطق شمال وشرق سوريا بتنظيم مهرجانات مختلفة لتكون بذلك أعطت اللون الحيوي والجميل للإرث الثقافي للشعوب وتعريفه للمجتمع، ومن أهم المهرجانات التي تُقام في المنطقة مهرجان روج آفا للثقافة والفن، فهذا المهرجان بدأ منذ عام 2013م، والذي يهدف بدرجته الأولى تسليط الضوء على ثقافات الشعوب والفن بمختلف نماذجه من مسرح وغناء وعزف وفن تشكيلي وكل أجناس الأدب باللغتين الكردية والعربية.
جائزة الإبداع وماهيتها
وهذه السنة كان كما سابقتها؛ حيث أقيم المهرجان في قامشلو في مبنى الاتحاد، وفي شهر تموز، فقد بدأت فعاليات مهرجان روج آفا السابع تحت عنوان “ينابيع خضراء تحية إلى كل مدن القلب” في العاشر من هذا الشهر، وكان المهرجان غنياً ومليئاً بشتى أنواع الفن والأدب والمسرح، وكان يوم الجمعة المصادف 17/ 7/ 2020م، اليوم الأخير للمهرجان، وتم فيه الإعلان عن جائزة اتحاد مثقفي روج آفا كردستان للإبداع، وهذه الجائزة عبارة عن مبلغٍ قدره ألف دولار بالإضافة إلى درع الاتحاد لدعم المبدعين والتشجيع على المداومة على الإبداع الفكري، وهذه الجائزة ليست من نصيب المشاركين في المهرجان بالتحديد إنما لشخصٍ له دور هام في تطوير الثقافة الكردية ونشرها بطريقةٍ صائبة، ويشرف على اختيار الفائز الهيئة الإدارية للاتحاد، وفي هذه السنة جاءت جائزة  للإبداع مناصفة بين مُبدعين قدما الكثير للغة والثقافة الكردية خلال تاريخهما الإبداعي المميز والممتد لسنوات طويلة، منحا من وقتهما الكثير من الاهتمام بالأدب الكردي بشكل عام، لكل واحد منهما بصمته الواضحة والمميزة عن الآخر، نجمان ساطعان في سماء البحث اللغوي والتاريخي الكرديين، وثّقا وكشفا كنوز اللغة الكردية العريقة، وهما “دحام عبد الفتاح ـ  ومروان بركات”.

 

 

 

 

 

 

 

مسرحية جمعت آلام الكثير
وبعد سبعة أيامٍ متواصلة لفعاليات مختلفة اختتم المهرجان بمحاضرة عن تاريخ سري كانيه، وبعدها عرض مسرحية لـ “فرقة المسرح” باسم “الخادمات”، حيث تناولت هذه المسرحية موضوع الطبقات والسلطوية التي كانت تمارس في المجتمع منذ القِدم وما زالت إلى يومنا هذا، فالمسرحية كانت عبارة عن خادمتين تعملان في قصرٍ كبيرٍ عند عائلة رأسمالية، دخل الرجل السجن بسبب ما سرقه ونهبه من الوطن، وزوجته الجشعة التي مازالت تدافع عن زوجها رغم أنها تعلم ما ارتكبته يداه، ولكنها بعيدة عن الواقع وتعيش حياتها متسلطة على الخادمتين، تتخذ الأوامر كروتينٍ جميلٍ لها في حياتها لا تستطيع الاستغناء عنه، عدا تهجمها وتنمرها عليهما، هذا ما خلق نوعاً من السخط والقلق والخوف الذي دفع إحدى الخادمات إلى الانتحار نهاية المطاف، فكلتاهما تكرهان بعضهما رغم عيشهما سوية ويكرهان سيدة المنزل “الخانم”، التي تكره رائحتهما وتنفر من ملامحهما وتعاملهما كالجماد، وكل ما يهمها جمالها ورونقها وإطلالتها ورائحة عطوراتها، ولعل اختيار هذا الموضوع كان مهماً لأنه ما زال المجتمع يعاني من هذه الحالات التي يجب أن تُعالج.
 وفي هذا الصدد ألتقينا بالممثلة الرئيسية في المسرحية “ميديا بكندي”، التي أشارت إلى خصوصية هذا العرض لأنه كان يركز على الصراع الطبقي في المجتمع، الذي يوّلد الحقد والكره بين الأفراد، وأنه يجب أن يكون المسرح مرافقاً لكل الفعاليات لأنه أساس معالجة القضايا الإنسانية التي لا يراها الكثير مشكلة بل يزيد منها، ونهاية عبرت عن فرحها بالمشاركة في المهرجان وتمنت أن يستمر المسرح بالتنقل بين أزقة البلاد وتنشر الثقافة والفكر للناس.