مهرجان أدب وفن المرأة… الفن امرأة

قامشلو/ عبد الرحمن محمد –

ككل عام وفي آذار تبتسم الدنيا للأرض والإنسان، ويرقص الكون للربيع، وكذا هو حال شعوب شمال وشرق سوريا، إذ تشهد العديد من الفعاليات والمناسبات الهامة، ومنها عيد نوروز ويوم المرأة العالمي، وفي السنوات الأخيرة، مهرجان أدب وفن المرأة الذي بات تقليداً ثقافياً سنوياً.

شهدت قامشلو خلال يومي الإثنين والثلاثاء الأول والثاني من آذار الجاري إقامة فعاليات مهرجان أدب وفن المرأة السادس، التي أقيمت في مركز محمد شيخو للثقافة والفن، وشهدت صالات العرض وقاعة الأعمال اليدوية نشاطات لافتة عكست مدى امتزاج الأدب والفن بتفاصيل حياة شعوب شمال وشرق سوريا عامة وأدق تفاصيل حياة المرأة بشكل خاص.

تنوع الفعاليات والمشاركات أظهر عمق العشق المتبادل بل والامتزاج الروحي للمرأة مع الفن وما تضمنته اللوحات المعروضة في صالة المعارض، التي عرضت فيها العشرات من الأعمال التي رسمت بالألوان الزيتية والمائية إضافة لعدد من اللوحات التشكيلية التي رسمت بطريقة فريدة وهي الرسم بالخيط والمسمار والتشكيل بحركات الخيط بلمسات لا تخلو من الإبداع والحرفية والكثير من الإتقان.

الفن بالفطرة والتميز بالتمرين

ما لفت انتباهي في صالة المعارض خمس لوحات فريدة في شكلها وطريقة تناولها للموضوع والمواد التي استعملت فيها، هذه اللوحات للفتاة الشابة “جيهان فريد حسو” من قامشلو، وقد رسمتها بطريقة مبتكرة، ولا عجب فالشابة جيهان ابنة الفنان والخطاط المعروف فريد حسو، وقد حدثتنا عن مشاركتها وسبب تناولها لهذه الطريقة بالرسم: “فرصة سعيدة ومميزة أن أشارك بهذا المعرض، بحكم متابعتي عن قرب لعمل والدي وهوايته، وهي الخط والرسم، عشقت هذا الفن الإنساني، واطلعت على نماذج من فن الرسم بالخيط، وأردت تطبيق ذلك وتجربة إمكاناتي، لأنني أرسم اللوحات العادية وبالألوان المائية والفحم، وقررت خوض هذه التجربة، وبتشجيع من الأهل والأصدقاء قررت المشاركة في هذا المهرجان وبخمس لوحات، والفكرة بسيطة في أدواتها، وتحتاج للإبداع واللمسة الفنية كتنفيذ، لأنها تمنح الحياة لمواد جامدة”.

جيهان أضافت وبثقة بدت على محياها: “والدي فنان وقد شجعني وكذلك فعل الأصدقاء، وأنا اخترت هذا النمط من الرسم لأنه لم ينتشر بعدُ في منطقتنا، لأنني أحب أن يكون لي ما يميزني وأنفرد به، المرأة والفن صنوان وتوأمان بالفطرة، ولا بد من اكتشاف تلك الموهبة في الأدب والفن لتنميتها، هذه مشاركتي الأولى ورأيت الكثير من التشجيع، وبالتأكيد تكون فاتحة نشاطاتي ومساهماتي وحافزاً للتقدم أكثر والتمرين والتدريب لأكون متميزة كإنسان وكامرأة”.

جيهان حسو اختتمت حديثها: “الزمن الذي كانت فيه المرأة أسيرة ولّى، المرأة تتقن كل شيء، تعزف، وتغني، وترسم، وتقاتل، وتبدع وتتفوق، وتهب الحياة”.

التراث الأصيل والإبداع يتكاملان

في صالة المعارض كذلك عرضت نماذج للزي الشعبي والتراثي الكردي، كان لافتاً فيها التمازج بين فكرة الحفاظ على التراث وإظهار بعض اللمسات الفنية والإبداعية، مصممة الأزياء “نورهان فتحي” تحدثت عن مشاركتها في المعرض وعما عرضته بالقول:

“مشاركتنا كمشغل تابع لهيئة الثقافة، لتصميم وخياطة الأزياء النسائية /مشغل ليليت/ وهي المرة الثانية التي ننضم فيها لفعاليات مهرجان أدب وفن المرأة، ونحن نعتمد بالدرجة الأولى على الأزياء التراثية، وقد نضيف

إليها بعض التعديلات البسيطة، وكذلك يمكننا أن نخيط التصاميم التي يرغب بها الزبائن، وهذه فرصة للتعريف بالموديلات والتصاميم التي نقوم بها، ودائماً ما أحاول كمصممة أن تكون لي لمستي الخاصة التي أحاول من خلالها تقديم كل ما هو مميز وخاص بنا”.

المهرجان فرصة لتلاقي الثقافات المتنوعة والتمازج الفني والاطلاع على كل جديد، وتضيف نورهان: “كل العاملات في المشغل من النساء، نهتم بالتراث

الأصيل، ودائماً ما نشهد الإقبال الكثيف على طلب الأزياء التراثية وخاصة في المناسبات القومية والاجتماعية كما في عيد نوروز، ونقوم بتلبية طلبات الفرق الفنية من الثقافات المتنوعة كالفرق السريانية والعربية، وفي يوم المرأة، ولذلك صممت أحد عشر موديلاً هذا العام، أغلب التصاميم أعتمد بها على نفسي، وتكون مزيجاً بين الأصالة والإبداع”.

يذكر أن فعاليات المهرجان التي كانت مميزة من حيث المشاركة والحضور اللافت، وكمِّ الأعمال الفنية التي قدمت خلال يومين، اختتمت الثلاثاء، بحفل فني ألقيت فيه بعض القصائد الشعرية وباللغات العربية والكردية والسريانية، ووصلات فنية موسيقية وعرض مسرحي، وفي الختام كرمت إدارة المهرجان المشاركات الفائزات في الأعمال الادبية، وفي الأجناس الأدبية المختلفة.