سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مهجرو مخيم نوروز.. تحدّ لظروف التهجير وآمال في العودة 

مركز الأخبار ـ “مستعدون للعيش تحت خيمة صغيرة على أرض عفرين”؛ هذا ما أكد مهجرو عفرين؛ ممن هجروا قسراً من مناطق شمال وشرق سوريا بعد العدوان التركي على مناطقهم واستقروا في مخيم نوروز وبينوا استمرارهم في المقاومة حتى العودة إلى عفرين، وأشاروا إلى دور الإدارة الذاتية الهام في تقديم المستلزمات لهم بإمكاناتها المحدودة. وتمنوا تحرير عفرين من دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها والعودة إلى منازلهم..
وصل عدد المُهجرين في مخيم نوروز إلى 62 عائلة, من أهالي المناطق المحتلة من قبل دولة الاحتلال التركي والمجموعات المرتزقة التابعة لها وبخاصة منطقتي سريه كانيه وكري سبي، إلا أن من بين المُهجّرين أناس لا زالوا يعانون من مشقة التهجير والنزوح منذ عامين، مع بداية هجمات الاحتلال التركي والمرتزقة على عفرين.
عبد القادر بلال كغيره من آلاف المُهجّرين من أبناء عفرين, تعرض للتهجير القسري نتيجة الممارسات الوحشية للاحتلال التركي والجماعات المرتزقة في عفرين؛ بدأ رحلة النزوح بالتوجه نحو مقاطعة الشهباء، ومن ثم إلى كوباني وصولاً إلى سري كانيه، واستقر في المدينة, ليواجه مرة أخرى معاناة التهجير؛ نتيجة قصف الاحتلال التركي لمدينة سري كانيه في التاسع من تشرين الأول 2019، الأمر الذي أدى إلى تهجير سكان المنطقة, من كردٍ, وعربٍ وسريان من مدنهم وقراهم. وفي لقاء لوكالة أنباء هاوار معه؛ قال : “بالرغم من الأوضاع الجيدة، وتوفر المستلزمات الأساسية في مخيم نوروز، وجهود الإدارة الذاتية، وإدارة المخيم لتأمين كل متطلباتنا, إلا إننا نفضل العودة إلى مدننا وأرضنا في عفرين”.
وندد عبد القادر بلال بالصمت الدولي حيال الانتهاكات والممارسات التي تقوم بها تركيا والمجموعات المرتزقة التابعة لها في عفرين, سري كانيه وكري سبي بالقول: “تقف المؤسسات الدولية موقف المتفرج من تركيا ومرتزقتها الذين يمارسون أبشع الانتهاكات في المناطق المحتلة من قبلهم”.
ليلى عبد الله هي الأخرى من أهالي عفرين, هُجّرت قسراً من قبل المرتزقة, لتستقر في سريه كانيه، قالت: “كنا مجبرين على النزوح من عفرين, وتوجهنا إلى الشهباء خوفاً على أولادنا من وحشية المرتزقة، ومنها إلى سري كانيه، لنستقر هناك ونبدأ حياة جديدة”.
وتابعت: “اخترنا الاستقرار في سري كانيه, وكنا نعمل في الزراعة لتأمين متطلبات العيش، إلا أننا اضطررنا إلى الهجرة مرة أخرى بعد القصف التركي الوحشي على سري كانيه”. وأضافت: “وصلنا إلى مخيم نوروز, منذ حوالي أربعة أشهر, الأوضاع هنا جيدة نوعاً ما, إدارة المخيم قدّمت لنا الاحتياجات

والمستلزمات الضرورية، كما حصلنا على مادة المازوت، إلا أنها لا تسد حاجتنا لبرودة شتاء هذا العام”.
ووصفت ليلى أمنيتها الوحيدة بالقول: “أنا مستعدة للعيش تحت خيمة صغيرة على أرض عفرين، وكل أملي هو أن تتحرر عفرين من الاحتلال التركي ومرتزقته”.
وبدورها؛ قالت الإدارية في مخيم نوروز دجلة محمد: “في بداية شهر حزيران من العام الماضي؛ عاد الإيزيديون الذين كانوا في مخيم نوروز إلى شنكال، ولم يبق أحد في المخيم. ولكن؛ بعد هجمات الاحتلال التركي منذ تشرين الأول على سري كانيه وكري سبي, هُجّر الآلاف من مناطقهم وقراهم وتوجهوا نحو مدن وبلدات إقليم الجزيرة، فبادرت الإدارة الذاتية إلى ترميم المخيمات، ومنها مخيم نوروز الذي استقبل الأهالي منذ الأسبوع الأول, وبلغ عدد العائلات التي وصلت إلى مخيم نوروز إلى 62 عائلة، والعدد يتزايد بشكل يومي” وأضافت: “المخيم يتسع لـ 1300 عائلة، والإدارة الذاتية بالتنسيق مع الهلال الأحمر الكردي يؤمنان الاحتياجات والمواد للمُهجّرين”.
وأشارت دجلة إلى ضعف المساعدات المقدمة من قبل المنظمات الدولية لمُهجّري عفرين بالقول: “العديد من المنظمات الإنسانية والإغاثية وعدت بتقديم الاحتياجات للمُهجّرين، إلا أنها لم تقدم شيئاً لهم حتى اللحظة”.
وناشدت دجلة محمد في ختام حديثها المنظمات الدولية بالقول: “ندعو جميع المنظمات الإنسانية والإغاثية بتقديم ما يلزم للمُهجّرين الذين أجبروا على مغادرة مناطقهم بسبب الهجمات من قبل تركيا والجماعات المرتزقة”.