الحسكة/ كولي مصطفى ـ
يقطنون في خيمٍ أمنتها الإدارة الذاتية لإيوائهم، يتحملون برد الشتاء القارس، وجوههم تحكي قصصهم وأوجاعهم وما مروا به من تهجيرهم القسري، ورغم ذلك فإن أمل بالعودة لا يفارق أحلامهم، مؤكدين: “المحتل التركي حطم حياتنا وشردنا ولكننا سنعود حتماً”.
اليوم الأسود
“نشتاق لبيوتنا ولشوارعنا ولكل قطرة ماءٍ من أرضنا ولن نفقد الأمل بالعودة”، بهذه الكلمات لخص مهجرو سري كانيه معاناته وآمالهم، أحمد سلمو النهار، مهجر من سري كانيه في العقد السابع من عمره، غزا الشيب رأسه، وملأت التجاعيد وجنتيه وجبينه، يتحدث لجريدتنا عن معاناته وتهجيره من أرضه وما عاشه من ظروف قاسية قائلاً: “عندما دخل المحتل لأرضنا كنت مع زوجتي في دمشق أتعالج لأنني أعاني من ألم شديد في قدمي ولا أستطيع المشي, اتصل بي ابني الكبير وقال دخل الاحتلال التركي مع مرتزقته لاحتلال أرضنا. حينها لم أعد أشعر بالألم في قدمي فقط، بل أصبح يسري في جسدي بأكمله”.
لولا عجزي لحملت السلاح
ويستمر السبعيني في سرد قصته وهو جالس على كرسيٍ بلاستيكي أمام خيمته التي تؤوي عائلته، وعكازاته مسنودة على رجله المتعبة من آلام التهجير والمرض: “عدت من دمشق إلى مدينتي لأتفقد منزلي فوجدته خالياً من كل شيء، لتبقى الجدران شاهدة على ما حدث”.
طرد الاحتلال التركي ومرتزقته العم أحمد سلمو وزوجته من منزله، والتجأ مع أسرته إلى مدينة الحسكة، ويقول: “كان مرتزقة الاحتلال التركي في بيتي وطردونا أنا وزوجتي, كان أسوأ شعور أعيشه في حياتي، لقد لجأنا إلى المدارس بمدينة الحسكة، وعندما جُهِّزَ المخيم انتقلنا إليه”.
ويضيف: “مهما اعتدنا على العيش في المخيم، والظروف الصعبة فإننا لن ننسَ مدينتنا”، وفي حرقة القلب ولوعة الشوق لبيته يختتم حديثه بالقول: “لو كنت أستطيع المشي لحملت السلاح ودافعت عن أرضي ومنزلي”.