قامشلو/ شيرين خليل ـ
أحلام العودة إلى الديار لا تزال تراود مخيلة مهجري سري كانيه وكري سبي في ظل استمرار الانتهاكات من قبل دولة الاحتلال التركي ومرتزقته في مناطقهم.
بعد هجوم واسع شنه الاحتلال التركي ومرتزقته في التاسع من تشرين الأول عام 2019 وسيطرته على مناطق حدودية بطول “120” كم تمتد بين سري كانيه شمال الحسكة وكري سبي/ تل أبيض شمال الرقة، يعاني المهجرون قسراً في مخيمات النزوح، حيث ارتكبت دولة الاحتلال التركي جرائم حرب وسرقة ونهب أموال المدنيين ومصادرة منازلهم، وقتل الأبرياء على غرار ما حصل في عفرين عام 2018 عند احتلالهم لها.
داخل مخيم يحوي ثلاث عائلات أو أكثر قرب مدينة ديرك في شمال وشرق سوريا يعيش “جاسم إبراهيم”، الذي هجر مع عائلته من قرية “جلبية” قرب مدينة سري كانيه قبل عام جراء هجوم الاحتلال التركي على المنطقة.
ويقول إبراهيم: “هجرنا من قريتنا في يوم 11/10/2020 بأول قصف تعرضت له قريتنا، أجبرنا على الخروج من منازلنا، لأن المرتزقة كانوا يقتلون ويغتصبون من يبقى في المدينة، خرجنا أنا وزوجتي بثيابنا فقط، ومشينا سيراً على الأقدام من قريتنا إلى مدينة تل تمر، استغرقنا يوماً كاملاً حتى وصلنا إلى المدينة، بقينا في ضيافة أحد المواطنين شهرين كاملين، كنا نسكن في المنزل نحن وأكثر من عشرة عوائل، ومن ثم ذهبنا إلى قرية عين التين بمدينة الحسكة، وبقيت أمي وأبي هناك للعيش بغرفة واحدة”.
أتمنى العودة لحراثة أرضي
ويضيف: “بعدها ذهبنا إلى قرية الحمى التي تبعد “25” كم عن مدينة الحسكة، وبعدها جاؤوا بنا إلى مخيم نوروز بديرك في شمال وشرق سوريا، قدموا لنا خيمة والمستلزمات الضرورية والإسعافية والماء والكهرباء، نعيش ظروفاً صعبة في المخيم خصوصاً أيام البرد وهطول الأمطار، حيث لا نستطيع تشغيل المدفئة خوفاً من اندلاع الحريق، تقوم إدارة المخيم بتقديم المواد الغذائية الأساسية شهرياً، كنت أعمل في قريتي فلاحاً أحرث أرضي، أما الآن أعمل عتالاً، أهالي المنطقة يعاملونا بكل احترام ولطف وكأننا منهم لا يفرقون بيننا وبين أبناء المنطقة، ولكنني أتمنى العودة إلى دياري وقريتي وأعود لحراثة أرضي”.