سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مهجرة من بين جدران مدرسة تصنع قوتها وتأمل بعودة قريبة..

الحسكة/ كولي مصطفى ـ

معاناة التهجير القسري ومرض أختها لم تثبط عزيمتها.. على العكس صنع منها امرأة جبارة، صبورة، قوية، تدعم زوجها وبقية المهجرين في المدرسة، وجل أمنيتها العودة إلى مدينتها سري كانيه بعد تحريرها من المرتزقة.
مهجرو سري كانيه لديهم قصص مؤلمة لا تنتهي, ورغم كل أوجاعهم لديهم القوة الكافية لتحملها، وبشكل خاص المرأة لأنها أينما حلت حل الياسمين معها كنساء سري كانيه القويات, اللواتي يشجعن من حولهن على الاستمرار والمقاومة لحين العودة.
بين جدران تلك المدرسة توجد امرأة صبورة لم ترزق بأطفال, وتقوم بأعمالها المنزلية بحب رغم وضعهم المعيشي وتهجيرهم قسراً من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته؛ زهية رشيد محمد من سكان مدينة سري كانيه تبلغ من العمر ثلاثة وثلاثين عاماً, تقطن في مدرسة “دحام بوزو” بمنطقة المفتي بالحسكة مع زوجها ووالدها وأخيها المتزوج أيضاً في غرفة تأويهم, وفي الغرفة المجاورة تقطن أخواتها الأخريات المتزوجات مع أطفالهن.

المرأة تعاني بشكل أكبر من التهجير
 تتحدث زهية لصحيفتنا “روناهي” عن معاناتها من التهجير: “المرأة تعاني بشكل أكبر من التهجير بسبب مسؤوليتها الكبيرة, فالرجل يتعب ليجني بعض المال لنعيش، ولكن المرأة هي من تطبخ، هي من تحمل هم المنزل بأكمله، وهي من تربي أطفالاً، فما بالك بكل ذلك وأنت مهجر”.
مضيفةً بأنه ليس من السهل أن تعيش في مدرسة وليس لديهم خصوصية لحياتهم, مؤكدةً بأنه رغم النزوح أيضاً فمعاناتهم تزداد بسبب غلاء الأسعار والمعيشة.
منوهةً بأن زوجها ليس لديه عمل ثابت “أحياناً يعمل سائق سيارة “سرفيس” ما بين مدينة الحسكة وقامشلو, وأحياناً يعمل في بناء الشقق السكنية”.
وتابعت: “كل هذه الصعاب أتحملها وأدعم من حولي نفسياً, ولكن بعد مرض أختي الصغرى بمرض سرطان الثدي واستئصال ثديها أصبحت أريد من يدعمني نفسياً”.
مشيرةً إلى أن اختها التي تبلغ من العمر ثلاثين عاماً بعد النزوح من مدينتهم مرضت بالسرطان وتتلقى العلاج في مدينة دمشق الآن.
مناشدة للجهات المعنية..
 تناشد زهية المنظمات الدولية والإنسانية أن تتدخل ليعودوا لأرضهم وبيوتهم التي سلبت منهم في سري كانيه. ويذكر بأنه في التاسع من شهر تشرين الأول من عام 2019، بدأ الجيش التركي ومرتزقته بشنّ هجوم بري وجوي استهدف مدينتي سري كانيه وكري سبي/ تل أبيض وتسبب بسقوط عشرات الضحايا من الأطفال والنساء والرجال، وهجر قسراً أكثر من 200 ألف مدني باتجاه المناطق الآمنة في الرقة والحسكة.