“آهين إبراهيم هردم” من سكان مدينة سري كانيه، تحدثت عن معاناتها وعائلتها نتيجة هجمات دولة الاحتلال التركي ومرتزقة ما يسمى الجيش الوطني السوري على المدينة، واستهداف منزلها الكائن على الحدود بقصف من طيران الاحتلال التركي, مشيرةً إلى أنها غادرت هي وزوجها، قبل القصف بدقائق مع أختها وأخيها المتزوجين مع عوائلهم بالإضافة إلى والديها إلى مدينة تل تمر, وبقوا هناك برفقة أطفالهم أربعة أيام ضمن دكاكين مهجورة لا تصلح للسكن أبداً.
آهين وأهلها سابقاً كانوا في مدينتهم يملكون آلات لفرز الكمون والفول، وكانت تعمل مع زوجها في التصوير والمونتاج بالإضافة إلى محل للهواتف الخليوية وأجهزة تصوير حديثة, وأخوها كان يعمل سائقاً على شاحنته الخاصة قبل احتلال تركيا لسري كانيه, ولكن بعد تهجيرهم اضطر زوجها وأخوها للعمل كعمال بأجور زهيدة، ولا يستطيعان تقديم المال الكافي لإعالة أسرهم, وتتكلم آهين بحسرة: “بقي كل شيء هناك في سري كانيه, أموالنا ومنازلنا وكل ما كنا نملك بقيت هناك, لم نأخذ معنا شيئاً, حتى دفتر العائلة نسيانه في المنزل عندما غادرنا”.
ومنذ ما يقارب السنة وهم يعيشون في قامشلو, في منزل لا يقيهم حالياً من شدة البرد، ومدفئتهم قديمة لا تفي بالغرض، فهم يعيشون أوضاع مأساوية، فبعد الحياة الجميلة والأمن والاستقرار الذي كانوا يعيشونه انقلبت حياتهم إلى مأساة تراجيدية.. تبحث آهين حالياً عن العمل وهي خريجة قسم الأحياء لمساعدة عائلتها في تدبير أمورهم اليومية.
إن الاحتلال التركي ومرتزقته “ما يسمى بالجيش الوطني السوري” تسببوا بتهجير سكان المناطق التي احتلوها بكل وحشية، والنسبة الأكبر من الوحشية واجهتها النساء اللواتي هجرن مع أطفالهن وسكنّ في منازل لا تصلح للعيش، وذلك في مدن أخرى بإقليم الجزيرة وسط تغيب الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية بتقديم الدعم اللازم لهن.
السابق بوست
القادم بوست