مهجرات عفرين: “النظام السوري يفرض حصاراً خانقاً علينا”

الحصار المفروض على مقاطعة الشهباء من قِبل حكومة دمشق يؤثر سلباً على أوضاع مهجري عفرين الاقتصادية والمعيشية وأيضاً الصحيّة، ونساء عفرين يطالبنَ بإنهاء الحصار الخانق، لأن ارتفاع الأسعار واحتكار التجار يصعّب على الأهالي تأمين احتياجاتهم اليوميّة.

مع ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السوريّة ترتفع أسعار المواد يوماً بعد يوم بشكلٍ كبير, وهذا ما يزيد من معاناة الشعب السوري بالعموم ومهجري عفرين في الشهباء على وجه الخصوص, خاصةً في ظل فرض النظام السوري حصار خانق على المقاطعة وفرض الضرائب على البضائع.

وحول هذا الموضوع تحدثن صاحبات المحلات التجارية في مقاطعة الشهباء لوكالة أنباء المرأة؛ حيث قالت المواطنة ملك عبد الحنان صاحبة محل للألبسة والعطورات: “مع تهجيرنا قسراً من مقاطعة عفرين نحو الشهباء باتت الحياة المعيشية صعبة كثيراً بالنسبة لنا، فأرضنا وممتلكاتنا ومنازلنا نُهبت وسُلبت من قبل مرتزقة الاحتلال التركي”.

وتابعت ملك قائلةً: “لدي محل صغير أقوم منه بإعالة عائلتي وأحقق منه اكتفائي الذاتي, حتى لا أحتاج لأحد, وكان العمل جيداً, لكن ازداد سوءاً مع ارتفاع سعر الدولار”.

وأضافت ملك: “الآن ومع ارتفاع سعر الدولار والحصار المفروض على المقاطعة يصعب علينا العمل, والتجار يستغلون الوضع وهذا ما يؤدي لارتفاع سعر المواد, وغالبية الأهالي لا يستطيعون شراء ما يلزمهم خاصةً لصعوبة توفر العمل في المنطقة”.

ونوهت ملك بالقول: “قبل شهرين من الآن كانوا يشترون المواد من التجار بسعر جيد لكن الآن الأسعار مضاعفة، ولهذا فأن المواد تبقى غالية الأسعار والتجار يتحكمون بأصحاب المحلات كثيراً, ويبيعوننا القطع بأضعاف أسعارها التي يجلبونها من مدينة حلب”.

ويفرض النظام السوري حصاراً خانقاً على مقاطعة الشهباء التي تتواجد فيها خمسة مخيمات لمهجري عفرين, الذين هُجّروا قسراً من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته عام 2018 بعد احتلال عفرين, وهذا الحصار يؤدي إلى تدهور الحياة المعيشية للمهجرين.

وطالبت المواطنة ملك عبد الحنان صاحبة محل للألبسة والعطورات في حديثها بفتح الطرقات أمام أهالي وأصحاب المحلات في مقاطعة الشهباء وعدم تحكم التجار بالأسعار, وقالت: “من جهة هُجرنا قسراً من أرضنا ولا يزال الاحتلال التركي ومرتزقته يقصفوننا, ومن جهة أخرى النظام السوري يفرض حصاراً على الشهباء, للنيل من إرادتنا, لكننا سنستمر بالنضال والمقاومة, ولن نرضخ وسنعود إلى عفرين بعد تحريرها من المحتلين”.

ومن جهتها أشارت حنيفة طوبال وهي صاحبة محل للمواد الغذائية والخضروات والفاكهة, بالقول: “نواجه في هذه الفترة ارتفاع في الأسعار على عكس ما كان في السابق، إذ أن الأهالي لا يستطيعون شراء احتياجاتهم الضرورية، لأن النظام السوري يفرض الحصار على المقاطعة ويريد من خلال ذلك التحكم بنا”.

وفي نهاية حديثها طالبت حنيفة إنهاء الحصار المفروض والتدخل لإنقاذ المهجرين من المعاناة والصعوبات.

وبدورها تحدثت شهرزاد مستو التي تعمل في محل للملابس بالقول: “بعد تهجيرنا قسراً لمقاطعة الشهباء, عانينا الكثير من الصعوبات وحتى نستطيع اجتياز هذه الصعوبات المعيشية قمنا بافتتاح المحل كان الوضع جيد بالنسبة لنا وللأهالي إلا أنه مع مرور الأسابيع بدأت أسعار المواد والملابس ترتفع كثيراً، ولم تعد كالسابق”.

وواصلت شهرزاد حديثها قائلةً: “نجلب البضائع من مدينة حلب ومع فرض النظام السوري الحصار وأيضاً فرض الضرائب على التجار, أصبح الغلاء يؤثر على أوضاع الأهالي الاقتصادية والمعيشية”.

وأنهت شهرزاد مستو حديثها بمطالبة فك الحصار على مقاطعة الشهباء ليتمكنوا من الذهاب إلى حلب وجلب بضائعهم, وكسر احتكار واستغلال التجار للبضائع, فأوضاع المهجرين صعبة للغاية.

كما أنه في ظل الحصار الخانق يفرض النظام السوري ضرائب كبيرة على البضائع والشاحنات التي تدخل لمقاطعة الشهباء وعلى رأسها المحروقات منها مادة المازوت الأساسية في هذا الشتاء.