سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

من خلافة الوهم في الواقع إلى الخلافة الإلكترونيّة

بدرخان نوري

الخلافة الإلكترونيّة أو الخلافة الرقميّة مصطلحاتٌ باتت متداولة للدلالةِ على النشاطِ الذي تقوم به جماعاتٌ إرهابيّةٌ مختلفةٌ على منصاتِ التواصل الافتراضي، ويتصدّر مرتزقة “داعش” هذا النشاط بعد هزيمته الجغرافيّة في سوريا، وعكفوا على نشر مقاطع مُصوّرة وخطابات دعويّة حماسيّة تدعو للثأرِ والقتالِ في مسعى لتحريض خلايا والإيحاء بأمل العودة، وبذلك أضحى الفضاء الإلكترونيّ متنفساً لهم، يوفر له الإيواء والقدرة، بعد العجز عن الظهور العلنيّ. وباتت التكنولوجيا أحد أهم الأسلحة المعاصرة بيد الإرهاب، وزادت خطورته باستخدام الذكاء الاصطناعيّ.

النهاية الجغرافيّة والمعركة الإلكترونيّة

أعلن البيت الأبيض في 22/3/2019 للصحافيين إنَّ جميع الأراضي التي كانت خاضعة لسيطرة مرتزقة “داعش” في سوريا تم تطهيرها “بنسبة 100%”، بأنّ الرئيس دونالد ترامب اطلع على التطور من قبل القائم بأعمال وزير الدفاع باتريك شاناهان. واطلعت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز للصحافيين على خريطة للعراق وسوريا تُظهِر أنّ “داعش” لم يعد يسيطر على أيّ أراضٍ في المنطقة. وذلك بعدما عرض الرئيس الأمريكيّ ترامب على الصحافيين صورة لخريطتين لسوريا تظهر على إحداهما نقاط حمراء تشير إلى مناطق سيطرة داعش فيما تبدو الأخرى خالية من تلك النقاط في إشارة إلى زواله، وقال ترامب مشيراً بإصبعه إلى الخريطة الأولى المليئة بالنقاط الحمراء “هنا داعش يوم الانتخابات”. ثم أشار إلى الخريطة الثانية قائلاً “هنا داعش اليوم”.

وقال ترامب في تغريدةٍ: “إنّ “داعش” يستخدم الإنترنت أفضل من غيره، وهو قادر على التأثير الإعلاميّ عبره، والمعركة في الفضاء الإلكترونيّ ضده صعبة ومعقدة”.

عملياً فقد “داعش” بعد معركة الباغوز جزءاً مهماً من خطابهم الإعلاميّ الذي كان يبثه على الإنترنت، ولم يعد قادراً على التفاخر بإنجازاته على الأرض والادعاء بقوة عناصره وثباتهم والسيطرة على الأرض، ولم يعد قادراً أيضاً على نشر مقاطع مصوّرة تُظهِر قيادييه وقضاته وجلاديه وهم ينزلون العقاب بالناس ويعذبونهم. كانت آثار الهزيمة العسكرية عميقة جداً وقد حالت دون تصديق مريديه له. لكنه ظل محتفظاً ببعض القدرة في الفضاء الإلكترونيّ، والذي يمكنه استغلاله لتوجيه رسائل التحريض والتحفيز، ذلك لأن الفضاء الإلكترونيّ متاح ومفتوح للجميعِ، ويمكن لأي شخص أن يُدلي بخطابه عبر منصاته العيدية ومن طبيعته أن المستخدم يمكن أن يكون موجوداً في أي مكان ولا يحتاج الأمر منشآت ومباني ومكاتب مجهّزة بل فقط هاتفاً محمولاً أو حاسوباً والاتصال بشبكة الإنترنت ليصل إلى أيّ مكان في العالم.

المعركة الإلكترونيّة ضد مرتزقة “داعش” التي خاضتها الولايات المتحدة الأمريكيّة ودول أوروبا عام 2018 وما قبله، أثبتت صعوبة المهمة وأنّه ليس سهلاً إلغاء العدد الكبير من الحسابات الإلكترونيّة العائدة لمؤيديه على منصات الإنترنت، وقد وضعت التقنيات الحديثة مختلف السلطات في العالم أمام تحديات كبيرة ومعقدة، فضلاً عن كون عمليات التجنيد لا تحتاج تنظيم عقود أو دورات تأهيل، فقوامها خطاب حماسي وعدائي عالي النبرة ينطوي على شحنة كبيرة من الكراهية وفتاوى التكفير ووجوب القتال نصرة للدين وإعلاء رايته وسيجد هذا النمط من الخطاب مؤيدين في أماكن مختلفة من العالم ممن يبدون الاستعداد لمناصرته وحتى القتال من أجله.

مسعى لإقامة الخلافة الإلكترونيّة

المعهود من الجماعات الإرهابيّة إدراكها لقيمة التكنولوجيا ودورها، وسعيها إلى تطوير نفسها وقدراتها التكنولوجيّة والإعلاميّة، وهذا ما أوضحه تقرير أصدره المؤشر العالميّ للفتوى عن الذكاء الاصطناعيّ في خدمة التنظيمات الإرهابيّة، وأوضح حضور الذكاء الاصطناعيّ ضمن الأدوات والآليات المطروحة في خطة عمل تنظيم “القاعدة” الإرهابيّ، ما يعنيه هذا من خطرٍ مُحيق يجب الانتباه إليه، لما يملكه الذكاء الاصطناعيّ من إمكانيات هائلة، وتطوّر سريع غير مضمونة عواقبه.

ومن المخاوف المطروحة أيضاً محاولتها لإقامة “الخلافة الإلكترونية”، التي ستمكّن كافة أفراد العالم من الانضمام إليها وهم في منازلهم، وهي أقلّ تكلفة وأوسع انتشاراً وأكثر أمناً من الخلافة المكانية. وموضوع الخلافة الإلكترونية قديم، وليس جديداً بالنسبة إلى مرتزقة “داعش”، وقد ظهر هذا البديل الافتراضي إثر انتهاء ما سُمّي “الخلافة المكانيّة”، وتم الترويج له كثيراً سواء عن طريق الترويج من قبل مرتزقة “داعش” الإرهابيّ، أو عن طريق التقارير الأمنية الأوروبية، وهناك محاولة لإقامة خلافة إلكترونية بديلة للخلافة المنهارة على الأرض، وتتواصل من خلالها وتعمل على جمعِ فلوله.

الواقع أنّ محاولة “داعش” لإقامةِ “الخلافة الإلكترونيّة” قديمة، ففي 27/8/2015 نقلت رويترز عن مصدر أمريكيّ، أنّ ضربة نفذتها طائرة أمريكيّة مسيّرة في سوريا قتلت في 25/8/2015 متسللاً إلكترونياً بريطانيّاً، يدعى جنيد حسين (21 عاماً)، كان قد سافر إلى سوريا في وقت ما خلال العامين الماضيين، وقالت مصادر حكومية أمريكية لـ”رويترز”، إنّها تعتقد أنّ حسين هو زعيم ما يسمّى بـ”الخلافة الإلكترونية”، وهي جماعة للقرصنة الإلكترونية هاجمت في كانون الثاني الماضي، حساباً على “تويتر” يخص وزارة الدفاع الأمريكيّة. وذكر تشارلي وينتر عام 2015 في تقريرٍ لمركز كويليام البريطانيّ للأبحاث بعنوان “الخلافة الافتراضيّة”، أنّ “داعش” سيسعى لتأكيد أنّ فكرة الخلافة هي “أهم من وجودها الفعليّ”.

وفي مطلع 2017، وتحت عنوان “الخلافة الافتراضيّة”، حذّر قائد القيادة الأمريكيّة الوسطى الجنرال جوزف فوتيل من أن “القضاء على “داعش” على أرض المعركة لن يكون كافياً”. وقال: “حتى بعد هزيمة قاسية في العراق وفي سوريا، فإنّ “داعش” سيجد على الأرجح ملجأ في العالم الافتراضيّ و”خلافة افتراضيّة” تمكّنه من مواصلة تنسيق الهجمات والإيحاء بها”، مضيفاً أنَّ ذلك “سيتيح له أيضاً الاستمرار في حشدِ المؤيدين إلى أن يصبح قادراً على إعادة الاستيلاء على أراضٍ”.

الذكاء الاصطناعيّ عامل جديد

في 18/5/2024، عرض مرتزقة “داعش” مقطعاً مصوراً، وأثبتت صحيفة (واشنطن بوست) ومجموعة (سايت إنتليجنس) أنّ هذا المقطع جاء من خلال برنامج للذكاء الاصطناعيّ دشّنه مرتزقة “داعش” لخدمة أغراضه، مّا أثار الخوف والتساؤل عن مدى الخطر الذي يمثّله امتلاك (داعش) للذكاء الاصطناعيّ، وقدرته على تغيير قوانين اللعبة، وفق ما نقلت (سكاي نيوز).

الغاية من المقاطع المصوّرة التي ينشرها مرتزقة “داعش” إثارة الخوف والرعب وأن يبعث برسائل إلى جهات متعددة أولها إلى مؤيديه لطمأنتهم على بقائه وتحريض معنوياتهم وتجديد آمالهم، وإلى من يعتبرهم خصومه من مجتمعات وحكومات مضمونها فشلُ جهود القضاء عليه، بل إنّ ما يريده أكثر تأكيدُ البقاءِ عقائديّاً وفكريّاً، لتخفيفِ حدة مشاعر الهزيمة العسكريّة، ليوحي بأمل الانبعاث والظهور مجدداً بتوفر الظروف.

ويُذكر أنّه بعد أربعة أيام من هجوم دمويّ تبنّاه مرتزقة (داعش) على حفل موسيقيّ في روسيا في 22/3/2024، جرى تداول مقطع مصور مدته 92 ثانية على منصةٍ لمرتزقة “داعش”، يظهر مذيع أخبار يرتدي خوذة وزياً عسكريّاً، ويقول: “إنّ الهجومَ كان جزءاً من “السياقِ الطبيعيّ للحرب المشتعلة بين “داعش” والدول التي تحاربُ الإسلام، بحسب تقرير نُشر في “واشنطن بوست”. وكشف التقرير أنّ المذيع كان “مزيفاً”، وتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعيّ، عبر برنامج يُسمّى “نيوز هارفست”.

وقدّم البرنامج رسائل فيديو شبه أسبوعيّة حول عمليات مرتزقة “داعش” في جميع أنحاء العالم. وقالت ريتا كاتز المؤسسة المشاركة: إنّ البرنامجَ الذي تم تصميمه ليشبه بثاً إخباريّاً، وهو برنامج لم يتم الإبلاغ عنه من قبل، يمثل ظهور الذكاء الاصطناعيّ أداة دعايةٍ قوية، وإعادة بناء العمليات الإعلاميّة.

ووفق تقرير نشرته منصة “الحل”، فالمعهود عن الجماعات الإرهابيّة إدراكها قيمةَ التكنولوجيا ودورها، وسعيها لتطوير نفسها وقدراتها التكنولوجيّة والإعلاميّة، وهو ما أوضحه تقرير المؤشر العالميّ للفتوى عن الذكاء الاصطناعيّ في خدمة التنظيمات الإرهابيّة، والذي أوضح حضور الذكاء الاصطناعيّ ضمن الأدوات والآليات المطروحة في خطة عمل تنظيم “القاعدة” الإرهابيّ، ما يعنيه هذا من خطر محدق يجب الانتباه إليه، لما يملكه الذكاء الاصطناعيّ من إمكانيات هائلة، وتطوّر سريع غير مضمونة عواقبه.

ويأتي خطاب الجماعات الإرهابيّة عن الذكاء الاصطناعيّ في إطار تأسيس قواعد وأنظمة من خلاله، توحي بمساعٍ نحو قيام “خلافة إلكترونيّة” تكون أكثر قدرة على التواصل والانتشار وعلى تطوير نفسها، خاصةً أنّه حسب التقرير المقدّم من (سايت إنتليجنس) أنّ مرتزقة “داعش” الإرهابيّ يستخدمون الذكاء الاصطناعيّ في عمليات التجنيد منذ آذار الماضي. وحسب ما يطرحه تنظيم “القاعدة” وتاريخه المعهود، فإنّه يسعى كذلك لاستخدام الذكاء الاصطناعيّ، ويقدّم فتاوى تحثّ على استخدامه.

ويظهر اعتماد “القاعدة” على هذه الأدوات في هذه المرحلة، أنّه كان يدركُ أفق المرحلة ومطّلع على التكنولوجيا المتاحة، لهذا جاء أكثر تطوراً بعد ذلك وخاض مضمار الإنترنت، وأنشأ منتديات عمل من خلالها على تجنيد الأفراد، وتقديم رؤيته وبناء قاعدته الشعبيّة. ومن بين هذه المنتديات منتدى “الساحات السياسيّة”، وشبكة “الحسبة”، وشبكة “الإخلاص”، و”القلعة”، وشبكة “أنا المسلم”، واختصت جميعها بنشر تفاصيل عمليات التنظيم، وعرض آرائه وأحكامه الدينية، ودعواته إلى الجهاد، ومساعيه نحو تكوين وتقديم الذات الإسلامية. وحسب ما يفيد تقرير الإفتاء الذي نشر عبر موقع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، فإنّ كل ولاية من ولايات “القاعدة” لها موقع إلكتروني خاص بها، تنشر من خلاله أخبارها والتعليمات التي تأتيها من القيادة، ويبلغ عدد هذه المواقع (12) موقعاً. وأهم هذه المواقع “موقع النداء” الذي أصبح الموقع الرسمي للتنظيم بعد أحداث 11 أيلول 2001.

وبيّن التقرير أنّ للجماعات الإرهابيّة باعاً طويلاً في صناعة المواقع الإلكترونيّة، واختراق الأنظمة الإلكترونيّة، وتطلق على عمليات هجومها الإلكترونيّ اسم “الغزوات الإلكترونيّة”، وهي عبارة عن عمليات اختراق للمؤسسات الأمنيّة والسياسيّة والإداريّة، وحالات “الجهاد الفيسبوكي” التي تعمل على انتشار أفكارهم بسرعة كبيرة. ورغبتها ومساعيها نحو استخدام الذكاء الاصطناعيّ يدل على معرفتها بأهميته، واهتمامها بتطوير أدواتها واتساع نطاق سيطرتها.

وقدّم تقرير الإفتاء تحليلاً لخطاب الجماعات الإرهابيّة حول الذكاء الاصطناعيّ، وحسب الإحصائيات جاء الخطاب في التّخفي الإلكتروني وحماية البيانات في الصدارة بنسبة 30% ويليه خطاب استخدام الذكاء الاصطناعيّ في استقطاب الأتباع وتجنيد مجاهدين بنسبة 27%.

وتأتي بعد ذلك ألعاب الميتافيرس Metaverse (ألعاب خيالية ثلاثية الأبعاد حيث يبدو كل شيء حقيقياً جداً) والتدريب على العمليات الإرهابيّة بنسبة 18%، والغزوات الإلكترونيّة بنسبة 15%، ثم يأتي في آخر القائمة الذكاء الاصطناعيّ لتسهيل العمليات الإرهابيّة بنسبة 10%.

ووجود الذكاء الاصطناعيّ في خطاب الجماعات الإرهابيّة بهذا الترتيب يوحي بمعرفتهم بالذكاء الاصطناعيّ وإمكانياته، والاهتمام بتنظيم عملية استخدامه، فهذه الجماعات بوصفها جماعات غير مشروعة ومطلوبة على المستوى المحلي والدولي، يصبح أول اهتماماتها “التّخفي”، وتشفير المعلومات والبيانات، وتعرف ثورة الذكاء الاصطناعيّ وتسعى لاستخدامه في هذه المهام.

وبحسب مركز (الحل)، فإنّ “الجماعات لن تتنازل عن دور الذكاء الاصطناعيّ في تجنيد المجاهدين واستقطاب الأفراد، وهذا ما يجعلها تهتم به ويأتي بعد التأمين والتّخفي”.

وتكمن الخطورة بتوفر كوادر قادرة على توظيف الذكاء الاصطناعيّ باحترافيّة وتطويره، ما يمكّنها من التأثير أكثر عبر خلق أحداث غير موجودة، وسهولة العمليات الإرهابيّة من خلال هذه التكنولوجيا، وسهولة التواصل وسرّيته… وغيرها من التطورات المهولة في هذا المجال.

استخدام مبكر للتكنولوجيا

ويعرف تنظيم “القاعدة” أهمية التكنولوجيا، وكان لها دور كبير في مساره وشعبيته، فتنظيم (القاعدة) عمل على بناء شعبية له منذ عام 2007 عبر التكنولوجيا، مستخدماً في ذلك شرائط الكاسيت وتسجيلات مصورة، وأنشأ (3) مؤسسات لرسم الملامح الإعلامية للتنظيم وإدارتها، وهي حسب ما جاء في تقرير المؤشر العالمي للفتوى: “مؤسسة الملاحم، والفرقان، والسحاب للإنتاج الإعلاميّ”، وكانت المواد عبارة عن تسجيلات صوتيّة وفيديوهات لقيادات التنظيم، وأهمهم أسامة بن لادن وأيمن الظواهري.

واستعرض تقرير “مكافحة التطرف العنيف على الإنترنت” الصادر عن مؤسسة راند RAND عام 2023 الإجراءات والسلوكيات ومنصات التكنولوجيا التي يستخدمها المتطرفون عبر الإنترنت، كما بحث التقرير الآثار المترتبة وكيفية مواجهة الأنشطة العنيفة عبر الإنترنت ولاسيما التطرف العنيف بدوافع أيديولوجيّة، مثل القاعدة وداعش.

واعتمد التقرير على نموذج متشابك من خمس مراحل يوضِّح سلوكيات مثل: الاستهلاك العام عبر الإنترنت الذي يتضمن إمكانية تضمين محتوى متطرف، وتحديد أولويات المحتوى المتطرف، وتخفيف المخاطر، وإيضاح الهوية المتطرفة، والتركيز على نشر محتوى التطرف العنيف.

وأشار تقرير “راند” إلى مراسلات تعود لمؤسس تنظيم “القاعدة” وزعيمه السابق أسامة بن لادن في حزيران 2002، والذي شدد خلال هذه المراسلات على أهمية الحرب الإعلاميّة ضمن الاستعداد الكلي للمعارك، ما يعكس إدراك قيادة “القاعدة” مبكراً لإمكانات الاتصال الهائلة للإنترنت، وسعت لتسخيرها لتعزيز أهدافها الاستراتيجيّة.

تمثّل التكنولوجيا إحدى أهم الأسلحة المعاصرة في أيدي الجماعات الجهاديّة والإرهابيّة وأصبحت معنية بحماية البيانات والمراسلات وبناء النُّظم الأمنيّة، وأداة إعلاميّة لتجييش الجموع وتحريضها، ولها مهم في المعارك، عبر الأدوات والأسلحة المستخدمة، أو أعمال الرصد.

بالمجمل؛ فإنّه رغم انهيار ما يسمى “الخلافة المكانيّة” وتشتت مرتزقة “داعش” وعودة العديد من عوائلهم وهروب البعض منهم، إلا السعي مستمر للانبعاث مجدداً وإعادة الصياغة بالاستفادة من جملة التناقضات بين الدول، والتي قسمّت مناطق في سوريا إلى جغرافيا نفوذ وبخاصة مع احتلال تركيا لمناطق في شمال سوريا لتكون ملاذاً آمناً له.