سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

من الطين إلى العسل.. قصة امرأة وإبداعها في صناعة خلايا النحل

تصنع خلايا النحل من الطين وتربّي النحل فيها، ثمّ تأخذ حاجتها من عسلها وتوزّع الباقي على أقاربها وجيرانها.
تُعدّ تربية النحل إحدى مصادر الدخل في إقليم شمال وشرق سوريا ولو بشكل محدود، ويستخدم معظم مربّي النحل خلايا حديثة مصنوعة من الخشب، لكن لا يزال بعض النحّالين يستخدمون الخلايا القديمة المصنوعة من الطين، حيث يُقال إنّ العسل المنتج فيها أشهى وإنّها أفضل للنحل.
وتربّي سكينة فارس، من مدينة عامودا النحل في خلايا طينية، إذ تصنعها بنفسها وتربّي فيها النحل وتأخذ كفايتها من العسل، وتوزّع الباقي على أقاربها وجيرانها.
تربّي النحل منذ عشر سنوات
تعيش سكينة فارس البالغة من العمر 41 عاماً في قرية خرزة الواقعة غرب مدينة عامودا، تزوّجت في عمر الـ 15 عاماً، ولديها سبعة أطفال (خمس بنات وولدان)، وبدأت رحلتها مع تربية النحل قبل عشر سنوات، عندما قدّمت لها حماتها في أحد أيام الربيع خلية نحلٍ طينية بما فيها من نحل، لتتولّى تربيتها.
وأوضحت سكينة أنّها لم تكتفِ بتربية النحل فقط، بل تعلّمت من حماتها كذلك كيفية صناعة الخلايا من الطين، ومع تزايد أعداد النحل لديها تزايد عدد الخلايا أيضاً، وبلغ حتّى عام 2023، 25 خليّة، وأخذت الأم سكينة تبيع خلايا النحل والعسل الزائد عن حاجتها وحاجة أسرتها، وأصبحت شيئاً فشيئاً خبيرةً في صناعة الخلايا وتربية النحل.
انخفاض أعداد النحل بسبب التغيير المناخي
تغيّر المناخ في المنطقة خلال السنوات الأخيرة كما هو حال العالم أجمع، وانعكس هذا على تربية النحل، حيث قضى الجفاف على العديد من النباتات والأزهار، لذا يواجه النحّالون صعوبةً كبيرة في تربية النحل، ولهذا السبب، اضطرّت سكينة فارس إلى بيع قسم كبير من نحلها.
ولا تملك سكينة اليوم سوى سبع خلايا فقط، وهي تكفي لتلبية حاجة الأسرة من العسل وتوزيع ما يزيد منه أحياناً على الجيران والأقارب.
تراجعت أعداد النحل لديها، لكنّها لا تزال تواصل صناعة الخلايا وبيعها بناءً على طلب مربّي النحل الآخرين، حيث يمكن لها صناعة نحو خمس خلايا نحل يومياً وبيع الواحدة منها بـ 20 ـ 25 ألف ليرة سوريّة.
خلايا النحل الطينية أفضل
تقول سكينة فارس: “أصنع خلايا النحل من الطين الأحمر والتبن، ويمكن نقل النحل إليها بعد ثلاثة أيام من صناعتها”.
وأشارت سكينة فارس إلى أنّ خلايا النحل الطينية أفضل للنحل، فهي تحميها من حر الصيف وبرد الشتاء.
وكالة أنباء هاوار