من التهجير إلى رئاسة مشتركة لأحد أحياء منبج

روناهي/ منبج ـ

لم تتوقع إلهام سردار (40 عاماً)، أنها ستتبوأ رئاسة مجلس الخط الغربي، والذي يعدُّ من أكبر أحياء منبج، ما حدث أصبح واقعا لم تتوقعه في سنوات التهجير والمخيمات.

هُجرت في الحرب السورية إلى حلب، فتوجهت صوب منبج أغراها ما تتمتع به من أمن واستقرار بعد تحريرها من داعش.

لم تعلم كيفية النظام لدى الإدارة الذاتية إلا حين قدمت إلى منبج، تقول: “تعرفت على الكومين، والذي يسمح لأي مواطن بالمشاركة الديمقراطية“.

نافذة أمل

إن عمل المرأة بمشاركة الرجل الحياة بمدينة حلب، هو مجرد طرفة وفكاهة” تبسمت في قرارة ذاتي؛ لأن المرأة هنالك قد تكون بعيدة عن العمل المهني، هكذا عبرت إلهام عما دار في نفسها.

إلا أنه ورغم ذلك، تمسكت” إلهام“ بالأمل، فأخذت تتردد إلى مجلس الخط للاستعلام على قضايا الكفالات، أو توزيع التدفئة، أو أسطوانات الغاز أو الخبز، تقول بلهجتها المحلية، وتضيف: ”هذي الأمور تُثار رغبتي حتى أساعد الآخرين“.

وأضافت: “طلب الرئيس المشترك لمجلس الخط أن أواظب على حضور الاجتماعات، فتعرفت على طبيعة العمل، فانفتح لي بصيص أمل بعمل كرئاسة كومين مشتركة لحي الشهيد عبد الباسط البكاري، وخوض تجربة عمل خلاقة“.

تعب شديد

كانت الفترة الأولى من العمل” متعبة“ ليس فقط لأنها خاضت غمار عمل مجهول لأول مرة، ولكن بسبب ضغط العمل المتواصل، الذي تزامن مع الأيام الأولى لتحرير منبج، وإعداد كفالات كثيرة، وخدمة ما يربو عن 850 أسرة بالحي.

” إلهام“ لا تؤمن بأنصاف الحلول، وهذا ما تطلب منها تأدية عملها دون تقاعس: ”من المفترض أن أقوم بجبر خواطرهم“.

فكسر النمطية الاجتماعية لن يتحقق إلا باستقلالية المرأة، والتعب الشديد، وفقاً لـ ”إلهام“ والتي تقول: ”خضعت لدورتين تدريبتين كان لهما الأثر البالغ بتطوير مسيرتي العملية“.

من يزرع يحصد

تعتقد أنه كلما زادت المسؤولية تزداد الرغبة بتحقيق أكبر قدر من النجاح: ”اُنتخبت من قبل الشعب، وقد حظيت بثقتهم، فمن يزرع يحصد“.

الإصرار على تخطي الصعاب، هو العتبة للمراحل التالية، فكانت ترى أن هذا الأمر:” انعكس بالإيجاب علي، فبدأت الصعاب تتلاشى مع كل جهد مضاعف“.

تقول: ”لا يمكنني أن أستثني ثقة الإدارة المدنية، التي رأت بي الشخص المناسب، والأجدر، فهو ما يدعوني للفخر“.

وتدعو إلهام النساء لخوض تجربة الاستقلال الاقتصادي والاعتماد على أنفسهن وتطوير مهاراتهن.

تهتم الإدارة المدنية بالمرأة اهتماماً بالغاً، وبإمكان أي امرأة أن تدرّب نفسها ضمن مكاتب ”تجمع نساء زنوبيا“، ليتم فرزهن لأماكن عمل جديدة ممن يعشن أوضاعاً صعبة، “إلا أن ذلك يحتاج لكسر حاجز الخوف والعمل على بناء النفس والمجتمع”، على حد قولها.