سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

من الباغوز هلّت البشائر

نوري سعيد –

بداية قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ليست مُتعطشة لإراقة الدماء، بل تراعي القواعد الإنسانية حتى في حربها مع داعش؛ لأن قسد كان بإمكانها إلحاق الهزيمة بداعش قبل أسابيع. لكنها؛ تريثت؛ كون داعش كان يستخدم المدنيين دروعاً له؛ بسبب حِصاره في جيب ضيق، ولم يعد بإمكانه المناورة إلى أن تم إجلاء أغلب المدنيين والذين استسلموا إلى الخطوط الخلفية من قبل قسد وتمت معاملتهم بصورة إنسانية ومن دون أية إساءة، وبتاريخ السبت 23/3/2019 هلّت البشائر من الباغوز؛ تعلن هزيمة داعش الذي أرعب العالم بوحشيته التي لم يعرف التاريخ لها مثيلاً، حيث أقدم على حرق الناس وهم أحياء وقطع الرؤوس بالسكاكين في الساحات العامة أمام الناس في المدن التي احتلها. 
ولكن؛ كما قيل؛ فإن الظلم لا يدوم، وهذا ما حصل لداعش على يد قسد الأبطال، من هنا فالتاريخ سيخلد ملحمة انتصار نمور قوات سوريا الديمقراطية بالتعاون مع قوات التحالف بحروف من ذهب في الوقت الذي كانت الأطراف الأخرى تصف قسد بالعمالة واللا وطنية. ولكننا؛ نقول إن من تمكن من دحر الإرهاب على الأرض السورية هم هذه القوات ولا بد للجميع من إعادة مواقفهم من هذا الفصل والتقرب منه؛ لأنه أصبح قوة لا يمكن تجاوزها ولا بد لمسد المظلة السياسية لقسد الحضور والمشاركة في اللقاءات التي تُعقَد بخصوص الأزمة السورية وإن أي حل بغيابها لن يُكتَب له النجاح وهذه الحقيقة لا بد أن يدركها الجميع وبخاصة النظام البعثي الذي يصف قسد بالانفصالية والعمالة لأمريكا، ولم يتخلَ عن لغة التهديد في التعامل مع هذا الطرف الوطني الذي لم يفكر يوماً في استلام السلطة بعكس الأطراف الأخرى التي همّها الوحيد تغيير النظام والجلوس مكانه. إن قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب والمرأة عمودها الفقري، تعتبر نفسها قوات وطنية وأبدت استعدادها لمحاربة الإرهاب والقوى المحتلة للأراضي السورية كافة، وبالأخص القوات التركية و(مسد) صاحب مشروع أخوّة الشعوب والتعايش الأخوي المشترك وبناء سوريا ديمقراطية لا مركزية تنعم فيها الشعوب والمكونات كافة بحقوقها المشروعة وأن يضمن الدستور تلك الحقوق بضمانات دولية.
إننا في الختام؛ نقف إجلالاً وإكراماً لشهدائنا الأبرار كافة الذين سقطوا في الحرب ضد الإرهاب ونواسي عوائل الشهداء بأبنائهم؛ لأنهم قدموا فلذات أكبادهم حتى ننعم بالأمن والأمان، فألف رحمة لهم ونتمنى للجرحى السلامة والشفاء العاجل، ولا بد من أخذ الحيطة والحذر؛ لأن داعش قد يضطر إلى تنشيط خلاياه النائمة الموزّعة في أغلب المدن السورية حتى يُثبت وجوده بأنه لم ينهزم بعد. ولكن؛ شعباً جعل شعاره “المقاومة حياة” لا يمكن أن ينهزم وسيبقى كالنسر فوق القمة الشماء وأقصد بذلك شعبنا الكردي العظيم الذي لاقى ولا يزال يُلاقي الويلات على يد الأنظمة الاستبدادية والتي حرمته حتى من لغته مع أننا معروفون بالوفاء والإخلاص والتضحية في سبيل أوطاننا.