روناهي/ قامشلو – مطالب ومناشدات من المزارعين بتسهيل زراعة محاصيلهم، تزامناً مع مستحقات المزارع وما يُنفق على الأرض، وهناك ثمّة خطوات تُبذل، إضافة إلى وجود ما ينفر منه المزارع، ويهدد الأمن الغذائي.
تُعرف مناطق إقليم الجزيرة منذ القِدم بوفرة خيراتها وتنوع محاصيلها وبالأخص محصول القمح الاستراتيجي الذي يُعد الغذاء الرئيسي للكثير من الشعوب ولا ينافسه شيء آخر، وتليه محاصيل كثيرة أخرى مثل الشعير والبقوليات والعدس وغيرها من المحاصيل وجميعها تُزرع مرة واحدة في السنة ويعتمد المزارع غالباً على الأمطار، وفي بعض الأحيان يتم سقايتها من خلال الري بواسطة الآبار الارتوازية.
ويعتبر القطاع الزراعي في إقليم الجزيرة من القطاعات الحيوية والاستراتيجية, لما يمتاز به من مناخ وتربة ملائمة ووفرة المصادر المائية. إلى جانب ذلك كله ثمّة ما يعيق ممارسة المزارعين أعمالهم بدءاً من الحصول على البذار وانتهاءً من تسويق المحصول.
معوّقات الزراعة
من خلال ما سبق يتحدث أحد مزارعي مدينة قامشلو موسى يوسف حيث قال: “إن الفلاح هو أكثر من يقع عليه الغبن من جهة الأسعار والمصاريف من حيث الأسمدة بأنواعها، وهناك العديد من الصعوبات التي تثقل كاهل الفلاح والمزارع وأهم ما يلفت الانتباه هو ارتفاع أسعار الأسمدة، حيث يحوّل المزارع العملة السورية إلى الدولار الأمريكي؛ هذا ما أدى إلى عدم القدرة على شراء الأسمدة” وتابع يوسف بالقول: “منذ سنوات كنا نشتري اثنين طن من السماد الآزوتي والفوسفاتي بسعر واحد طن من القمح، والآن أصبحت العملية عكسية تماماً حيث تتراكم علينا التكاليف”.
وتمنى يوسف: من الإدارة الذاتية الديمقراطية دعم المزارعين والوقوف معهم لأن الأوضاع المعيشية أصبحت صعبة، “كما أن المزارع مديون بتمويله لأرضه لأن الأرض تحتاج إلى الدعم لتعطي إنتاج وفير”.
وناشد المزارع موسى يوسف في نهاية اللقاء الجهات المعنية من الإدارة الذاتية وقال: “نأمل الوقوف على عملية دعم المزارعين وذلك بهدف خلق توازن في عملية بيع المحصول والتكاليف التي قد صُرفت، وخاصة في المواسم قليلة الأمطار، وتوفير الأدوية في الإرشادات الزراعية بأسعار مقبولة وتقديم خطوة إيجابية من خلال فتح معامل للأسمدة في مناطق إقليم الجزيرة وهذا سيعود بالنفع على المزارع والإدارة معاً”.
نجاح العملية الزراعية
وفي السياق نفسه التقينا المهندس الزراعي في ناحية عامودا روان نصري سليمان الذي حدثنا عن كيفية بدء الزراعة بقوله: “في هذه الأوقات من كل عام يقوم المزارع بالأعمال المطلوبة واتباع الدورة الزراعية أي عدم تكرار زراعة محصول واحد على عامين متتالين وتعتبر هذه الخطوة من الخطوات الأولى من الدورة الزراعية ويذكر بأنها تختلف من منطقة إلى أخرى حسب مناطق الاستقرار؛ حيث يبدأ بحراثة الأرض حسب المحصول ومن ثم مد التربة بالبذار”.
مناطق الاستقرار في إقليم الجزيرة
مناطق الاستقرار في إقليم الجزيرة هي كالتالي: منطقة الاستقرار الأولى تبعد عن الحدود التركية بـ 20 كيلو متر فتكون أمطارها 600 ملم مثل مدينة ديرك ونسميها الفئة (أ)؛ دورتها الزراعية يجب أن تكون ثلاث سنوات على الأقل.
ومنطقة الاستقرار الثانية وتبعد عن الحدود التركية بـ 40 كيلو متر وتتراوح نسبة كمية أمطارها ما بين الـ 400 – 500 ملم؛ مثل منطقة قامشلو وصولاً إلى الحسكة وتعتبر من الفئة (ب)، الدورة الزراعية لهذه المناطق سنتان.
أما منطقة الاستقرار الثالثة هي مناطق الحسكة وبعدها حيث تقل نسبة هطول الأمطار فيها قليلاً وهي الفئة (ج).
ويقول سليمان: “الدورات الزراعية تكون بحسب التربة وعناصرها وحسب كمية الأمطار الزائدة واحتياجها للسماد، وتختلف أنواع السماد منها البارد وهو سماد اليوريا للمحاصيل الزراعية”، وتابع موضحاً: “إن السماد الناجح في مناطق إقليم الجزيرة هو السماد الآزوتي”.
ويعتبر حرص المزارع على اتباع الدورة الزراعية هو الخطوة الإيجابية الأولى، أما الخطوة الثانية هي كما أشار إليها المهندس الزراعي هو انتباه المزارعين من تعقيم البذار ورش الأدوية الحشرية قبل البدء بعملية الزراعة، وهناك أيضاً أمراض تظهر أثناء نمو المحصول ونذكر بعضاً منها وهو مرض الصدأ أو السونة فعليهم أخذ التدابير الوقائية.
أنهى روان نصري سليمان حديثه بالقول: “على الإدارة رفع أسعار محصول القمح؛ وتشويق زراعة محصول القمح وذلك عن طريق الدعم بتقديم البذار المعقم الجيد وغيرها من مقومات الزراعة؛ ففي السنوات الأخيرة تراجعت زراعة محصول القمح في منطقة الاستقرار الأولى بسبب خسارة المزارع في زراعة هذا المحصول فيلجأ إلى زراعة البقوليات بأنواعها لأنها تدر عليه الفائدة ونلاحظ بأن نسبة زراعة محصول القمح تراجعت إلى 15% وهذا يشكل خطورة على الأمن الغذائي”.
مخططات وأعمال
وبخصوص المخططات والأعمال التي قامت بها مديرية الزراعة أوضحت الإداريّة في مديرية الزراعة بناحية عامودا لالش عمر عن مخططات هذه السنة بقولها: “بشكل عام بدأنا بالتنظيم الزراعي من خلال بيان قيد يتم فيه قياس مساحة الأرض، حيث تم تحديد نسبة زراعة 60% لزراعة محصول القمح، و5% لزراعة الخضار الخريفية، و10% الخضار الصيفية، ونسبة 10% بقوليات، أما القطن 15%”.
وعن كيفية توزيع السماد على المزارعين بينت لالش قائلة: “توزع المديرية الأسمدة من السماد الفوسفاتي والآزوتي بحسب مساحة الأرض المزروعة ليتم حساب الدونم؛ فكل دونم من القمح السقي يتطلب 30 كيلو من السماد الآزوتي، أما السماد الفوسفاتي يتطلب 25 كيلو، ونسبة السماد للخضار هي ” 20 كيلو من السماد الآزوتي، والفوسفاتي 25 كيلو”، والبقوليات لا يحتاج للسماد بسبب وجود العقد الآزوتية في التربة، وكل دونم من القطن يحتاج إلى 30 كيلو من السماد الآزوتي، و25 كيلو للسماد الفوسفاتي، أما القطن السقي يحتاج كل دونم إلى 51 كيلو من السماد الآزوتي، وخمسة كيلو من السماد الفوسفاتي، وكل دونم من القمح القاسي يحتاج إلى 35 كيلو، أما الطري 30 كيلو، والبعلي 22 كيلو؛ ويذكر بأن سعر طن من السماد الآزوتي يبلغ 360 دولار أمريكي؛ والسماد الفوسفاتي 400 دولار”.
أضافت الإدارية يتم توزيع المازوت على أصحاب الجرارات وفق الأوراق المُقدمة للمجلس؛ وهي أوراق الجرار وصورة عن الهوية الشخصية لصاحب الجرار، ليستطيع استلام مخصصاته من مادة المازوت والتي تبلغ كميتها خمسة آلاف لتر مازوت، ويتم التوزيع على ثلاث دفعات؛ وكل لتر من المازوت يباع بـ 78 ليرة سوريّة مع خدمة التوصيل، وفي حال النقص يستطيع صاحب الجرار الحصول على دفعة إضافية”.
والجدير ذكره بأن مديرية الزراعة تقوم بجولات مستمرة على المشاريع الزراعية لتوزيع المازوت حسب الدونم، فعلى سبيل المثال يتم توزيع 25 لتر من المازوت على الآبار الارتوازية؛ أما الآبار السطحية 15 لتر لكل دونم”.
الصعوبات غير المُيسّرة
واختتمت الإدارية في مديرية الزراعة بناحية عامودا لالش عمر: “هناك فرق بين الأعوام المنصرمة والسنة الحالية من ناحية الصعوبات غير الميسرة، العمل نوعاً ما هذا العام جيد؛ لكن هناك صعوبات تواجه المزارعين، عكس العام المنصرم من حيث توفير كمية البذار، إضافةً لوجود الشكاوى المستمرة من المزارعين بعدم الكفاية من مادة المازوت ونقص البذار”.
وفي السياق نفسه التقينا المهندس الزراعي في ناحية عامودا روان نصري سليمان الذي حدثنا عن كيفية بدء الزراعة بقوله: “في هذه الأوقات من كل عام يقوم المزارع بالأعمال المطلوبة واتباع الدورة الزراعية أي عدم تكرار زراعة محصول واحد على عامين متتالين وتعتبر هذه الخطوة من الخطوات الأولى من الدورة الزراعية ويذكر بأنها تختلف من منطقة إلى أخرى حسب مناطق الاستقرار؛ حيث يبدأ بحراثة الأرض حسب المحصول ومن ثم مد التربة بالبذار”.
