تقرير/ جوان محمد-
روناهي/ قامشلو ـ مطالب من لاعبات في نوادي إقليم الجزيرة لمؤتمر ستار بتوجيه الاهتمام لهن والاستماع لهمومهن وسط حالة من الإهمال للرياضة الأنثوية هذا العام وقلة الدعم بشكلٍ عام، فماذا كان رد مؤتمر ستار؟.
عقد مؤتمر ستار كونفراسه الثامن مؤخراً ولكن لم يتطرق في مخرجاته لوضع المرأة الشابة الرياضية وكانت دوماً تصل شكاوى عن أسباب عدم الاهتمام من قبل الجهات المعنية بالمرأة باللاعبات اللواتي يمارسن الرياضة في إقليم الجزيرة وعبر صحيفة روناهي وصلتنا مطالب وأوصلناها إلى القائمات على مؤتمر ستار بهدف إيجاد حلول لمشاكلهن وتقديم الدعم اللازم لهن.
المرأة الشابة الرياضية انخرطت باللعب في العديد من الرياضات على صعيد الألعاب الفردية والجماعية كذلك، ولكن لم نجد الدعم اللازم للاعبات اللواتي يمارسن هذه الرياضات، وتبقى كل الأعباء مرمية على أكتاف الإدارات ولكن ليست دائماً هذه الإدارات قادرة لتقديم كل شيء، الاتحاد الرياضي يُقدم الدعم ولكن لا يفي بالغرض، بينما الجهات المعنية بالنساء والمرأة الشابة في إقليم الجزيرة كان الحضور يأتي في بعض المناسبات، وبكل تأكيد الاهتمام الكبير سَيُنمّي من مشاعر اللاعبات ويحفزهن تجاه الاستمرارية بممارسة الرياضة وعدم التفكير بتركها بكل تأكيد.
هل سنجد مَنْ يستمعنَ لنا؟
وصلتنا العديد من المناشدات لتوجيه الاهتمام لرياضة المرأة الشابة، ومن بينها مطالب من لاعبات لعبة التايكواندو وهي اللعبة التي استطاعت فيها المرأة الشابة الرياضية بلوغ المحافل الدوليّة على صعيدها، ولكنها لم تلقَ الدعم اللازم من أي جهة رياضية ولا مهتمة ومعنية بشؤون المرأة، وتؤكد هذا الكلام في حديثها لصحيفتنا البطلة الدولية من فريق روج للسيدات، الحكمة والمدربة واللاعبة الدولية دليار حسين قائلةً: “السبب الرئيس في إهمال المرأة الشابة الرياضية يكمن في الوجود الشكلي في بعض النقاط مثلاً مكتب الرياضة الأنثوي في الاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة لا يعلم بأنه هناك بطلات على مستوى العالم في لعبة التايكواندو ولا يعلم أنهن بطلات الشرق الأوسط في آخر بطولة ولا يدركون كيف حصلنا على هذه الإنجازات وهل نحن بحاجة للمساعدة أم لا؟”.
ونوهت: “نقدم التقارير واحدة تلو الأخرى لهم ولكن لا يوجد رد علينا، وهذا الأمر عمره سنوات فهل يعقل هذا؟!. لذلك تشعر المرأة الرياضية ولاعبة التايكواندو التي أصبحت ممثلة رسمية للمرأة الشابة في مجال الرياضة على المستوى العالمي أنها فعلاً مسلوبة من أدنى حقوقها، وكيف لا ولدينا سيدات حققن إنجازات عالمية ولكن لم يستدعهن ولو شكلياً إلى مبنى الاتحاد الرياضي في إقليم الجزيرة أو من قبل هيئة الشباب والرياضة في شمال وشرق سوريا لتكريمهن، ولا نعلم هل للجهة المعنية بالمرأة ونخص بالذكر مؤتمر ستار علم بهذا الأمر؟.
وأشارت دليار: “نطالب من مؤتمر ستار وكافة الجهات المعنية بالمرأة بتقديم الدعم اللازم للاعبات في رياضة التايكواندو على الصعيد المعنوي والمادي، فمهما كان يلزمهن زيارات من قبل الجهات المعنية بالمرأة للاطلاع على واقعهن والاستماع لمشاكلهن وهمومهن وهذا الأمر يمنحهن قوة إضافية للاستمرار”.
وأضافت: “هذا غير أنه يجب تكريم البطلات مادياً ومعنوياً عبر تقديم دروع وشهادات تقدير، وللعلم هناك عشرات النوادي تتلقى الدعم من مؤسسات الإدارة الذاتية وكأنهم يعيشون بكوكب آخر، والسبب الفساد والمحسوبيات ويتقربون من الرياضة بمصالح شخصية، لذلك يجب الوقوف على هذه النقاط بجدية وإيجاد الحلول المناسبة لها من قبل الجهات المختصة، وعلى مؤتمر ستار دعمنا كما يفعلون باقي الجهات بدعم الرياضة للرجال والشباب”.
وبينت بشكل مقتصر الإنجازات من قبل فريق روج لسيدات التايكواندو وذكرت قائلة: “المرأة الشابة في لعبة التايكواندو تمكنت بعد الثورة من إثبات شخصيتها المستقلة فبادرت بالاعتماد على ذاتها منذ البداية وتمكنت من كتابة اسمها بحروف من ذهب في تاريخ الرياضة وحققت في العام ٢٠١٣ ميداليات عالمية في أول تمثيل رسمي في التاريخ على المستوى العالمي للمرأة الكردية السورية، حين تغلبت على سيدات المنتخب التركي في عقر دارهم بمدينة آوردو في تركيا ضمن المسابقة الدولية لآسيا وأوروبا وكررت الإنجاز في عدة دول أخرى”.
وأوضحت: “رفعنا شعار الاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة في كبرى المسابقات الدولية ومنها في بطولة النخبة العاشرة بعمان في المملكة الأردنية الهاشمية عام 2019 حيث حصلت على المركز الأول للسيدات في الشرق الأوسط”.
وتابعت: “تمكنا من دخول الترتيب العالمي بشكلٍ رسمي في بطولة بيروت أوبن المصنفة عالمية في عام 2019، وذلك بعد حصولها على ميداليات مسجلة في الاتحاد الدولي للعبة”.
واختتمت البطلة الدولية دليار حسين حديثها بالقول: “حتى بعد ظهور جائحة كورونا في العالم استطاعت المرأة في لعبة التايكواندو من القدرة على التمثيل الرسمي لشمال وشرق سوريا في ثلاث منافسات عالمية ومنها بطولة بومسا مصر الدولية وبطولة القدس الدولية وأيضاً بطولة تونس الدولية التي كانت تحت إشراف الاتحاد الإفريقي للتايكواندو”.
أوضاعنا مأساويّة فهل من مُساعد
أما على صعيد لعبة كرة القدم والتي كسرت المرأة الشابة الرياضية حاجز احتكار الشباب لهذه اللعبة منذ أعوام، واستطاعت الوصول للألقاب على صعيد سوريا عبر سيدات نادي عامودا واللواتي أحرزن لقب الدوري الأول في سوريا لموسم 2019 ـ 2020، على الملاعب المكشوفة، وكان جل لاعباتهن من أندية إقليم الجزيرة، واللاعبة آهين محمد صديق ذات الـ 15 ربيعاً هي تلعب مع نادي قامشلو على صعيد إقليم الجزيرة ونالت مع ناديها العديد من الألقاب، وعلى صعيد سوريا أحرزت مع سيدات عامودا لقب الدوري السوري للموسم الكروي 2019 ـ 2020، ومع ناشئات الخابور أيضاً لقب دوري الناشئات السوري في العام 2020. وهي لاعبة ضمن صفوف المنتخب السوري لكرة القدم وحققت مع فئة الناشئات ببطولة غرب آسيا المركز الثالث، وتروي لصحيفتنا “روناهي” معاناتها وناديها وتناشد الجهات المعنية بما فيها مؤتمر ستار بالتدخّل لمساعدتهن وقالت: “منذ خمس سنوات نلعب كرة القدم مع نادي قامشلو بتشجيع كبير من أهالينا، واهتمام أكبر من الرئيس المشترك للنادي الكابتن دليل آلبار “رشو”، والذي يصرف علينا من جيبه الشخصي، ولكن إلى متى؟، سؤال نطرحه على الجهات المعنية بكل تأكيد”.
وأضافت: “المصاريف كبيرة التي تقع على عاتق النادي منها النقل، فأكثر من عشرين لاعبة ونقلهن في عدة حصص تدريبية أسبوعياً يكلف كثيراً وسط حالة مادي مزرية للنادي وتغيب الدعم اللازم من الاتحاد الرياضي أو أي لجان للمرأة في إقليم الجزيرة، لذا نناشد مؤتمر ستار بالتدخل ووضع حلول لمعانتنا كلاعبات والتواصل مع الجهات المعنية لتقديم الدعم اللازم لنا”.
