ممارسة لعبة الغولف لم تعد حكراً على الرجال في السعودية

تُبدي السعوديات في السنوات الأخيرة اهتماماً بالغاً بمختلف الرياضات بغض النظر عن صعوباتها أو مخاطرها غير آبهاتٍ بتعليقات الرجال، فمن رياضة سباق السيارات إلى ركوب الدراجات وكرة القدم وصولاً إلى رياضة الغولف التي انخرطنَ فيها مؤخراً تحت إشراف مدربة تونسية.

استضافت السعودية عدداً من بطولات الغولف على مدى السنوات الثلاث الماضية، مما أسهم في زيادة شعبية الرياضة بالمملكة وكان حافزاً لأحد الأندية على العمل لتكوين أول فريق نسائي سعودي للغولف.

ومنذ العام الماضي 2020 انطلقت مبادرة تتيح لكافة السعوديات ممارسة لعبة الغولف مجانًا، حملت اسم “نادي السيدات أولاً” والتي اعتبرت التجربة الأولى من نوعها، بتنظيم الشركة السعودية للغولف.

ومنحت المبادرة النادي للراغبات عضوية مجانية وحصصاً في الغولف وميّزة الدخول إلى ملعب تصويب الكرات، كذلك منحت العضوية والميزات الأخرى لأول ألف امرأة مشتركة، فضلاً عن منح اللاعبات المسجلات “في نادي السيدات أولاً” عضوية في نادي الرياض للغولف أو نادي ديراب أو ملعب الرويال غرينز والنادي الريفي، كما منحتهن حزمة تعليمية وندوات شهرية حول قواعد اللعبة للمبتدئات.

وانتقلت المدربة التونسية غزلان أحمد إلى الرياض، وتقوم حالياً بتدريب أكثر من 400 امرأة في إطار برنامج تكوين منتخب نسائي منذ مايو الماضي، ومن بين هذا العدد تتدرب 56 امرأة ويمارسن الرياضة بشكلٍ منتظم على أمل وضع أقدامهن في المنتخب الوطني.

بداية جديدة

وتمارس رياضة الغولف في الهواء الطلق على مساحات كبيرة من العشب، تتخللها مرتفعات وحفر ضيقة، ومجارٍ مائية، ويتراوح طول ملعب الغولف بين ثلاث وسبع كيلومترات، ويبلغ عدد الحفر بين 9 و18، ويجب إدخال كرة صغيرة داخلها بواسطة عصا تسمّى ميجارًا.

وتقول غزلان في ملعب الغولف: “أهلاً وسهلاً، معاكم الكوتش غزلان من غولف السعودية، عندي 17 سنه في مجال رياضة الغولف، أنا الآن موجودة في الرياض لأقدم شغفي وحبي لهذه الرياضة حتى نكون أول فريق نسائي سعودي لرياضة الغولف”.

وكان أحد أكبر التحديات التي واجهتها السعوديات في هذا البرنامج هو نظرة الناس إلى لعبة الغولف على أنها رياضة لكبار السن، والمتقاعدين رغم أنها ليست كذلك في واقع الأمر.

وتوضح غزلان ذلك قائلةً: “من أكبر التحديات التي واجهتها في هذا البرنامج أن الناس يظنون أن الغولف رياضة للكبار بالسن أو المتقاعدين لكن هذا ليس صحيحاً، والدليل أننا منذ بدأنا البرنامج من شهر مايو إلى الآن عندنا أكثر من 400 مشتركة في الغولف”.

الرياضة المفضلة للكثيرات

وأصبحت رياضة الغولف محط اهتمام الكثير من السعوديات خلال السنوات الأخيرة، فهذه اللعبة التي يطلق عليها لعبة النبلاء نظرًا إلى أنها تستهوي عادةً الأغنياء وأصحاب المناصب، لكن اليوم باتت الرياضة المفضلة للكثير من الشباب والشابات في السعودية.

ومن بين المشاركات اللائي يتدربن بانتظام، لمياء الفهدي البالغة من العمر 21 عاماً، والتي كانت تشاهد الرياضة قبل أن تلعبها، وشيرين أبو الحسن البالغة من العمر 55 عاماً والتي تصف الغولف بأنه “يوغا مع الحركة”.

وتقول لمياء: “بدأتُ رياضة الغولف منذ خمسة أشهر بعد أن كنت أتابعها بالمشاهدة، والآن أتيحت لي الفرصة فانخرطت في التدريبات.. في البداية صديقاتي كنّ يضحكن من قراري لكنني وعدتهن بأني سأكون في المنتخب وأنا التي ستفوز في الأخير”.

وتقول شيرين أبو الحسن: “أنخرطتُ في التدريبات منذ سبعة أشهر ولا زلت أواصل رياضتي المفضلة مع المدربة غزلان، فمعها ازددت حباً للغولف وصرتُ أتدرب بانضباط وسميت رياضة الغولف يوغا ويذ موشن (يوغا مع الحركة)، ما يعجبني في رياضة الغولف أنها لا تعترف بالعمر فأنا في سن الـ55 ومع ذلك أطمح إلى أن أكون من ضمن منتخب السعوديات”.

وقالت غزلان، إنهن يسعين لتشكيل الفريق في “السنوات القليلة المقبلة”.

أضافت “صار هناك مشتركات كثيرات سجلنا في البرنامج، ونطمح في السنوات القليلة القادمة أن يكون عندنا فريق كأول فريق نسائي في المملكة العربية السعودية”.