ملتقى وجيهات عشائر الفرات.. تجمع وحدث تاريخي

 تقرير/ ماهر زكريا ـ مصطفى الخليل –

المرأة تمثل السلام والعائلة والأصالة؛ هذا ما أكدته وجيهات عشائر الفرات في ملتقاهن الأول، وأعربن عن رفضهن للتهديدات التركية التي تهدف لاحتلال المنطقة تحت مسميات مختلفة، وأشرن إلى وقوفهن إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المرأة في ردّ أيّ اعتداء يستهدف المنطقة ولا سيما الاحتلال التركي…

 مركز الأخبار ـ  أقامت إدارة المرأة في مناطق الرقة والطبقة ودير الزور ومنبج ملتقى لوجيهات العشائر في المنطقة ضمن حملة نساء الفرات التي قامت تحت شعار: ” توحدنا… انتصرنا… سنقاوم لنحمي… لا للاحتلال التركي”؛ للتنديد بالتهديدات التركية، ويعد الملتقى الأول من نوعه على مستوى سوريا والذي أقيم في قلعة جعبر الأثرية في شمال غرب مدينة الطبقة بنحو12كم؛ وذلك في الأول من شهر أيلول الجاري.

وحضر الملتقى وفود نسائية من مجلس سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ووحدات حماية المرأة وحزب سوريا المستقبل ومجلس المرأة السورية والإدارة المدنية الديمقراطية لمنطقة الطبقة والمئات من وجيهات عشائر الطبقة والرقة ودير الزور ومنبج.

وفي البداية وقفت الحاضرات دقيقة صمت على أرواح الشهداء، ومن ثم ألقيت عدة كلمات منها كلمة كل من إدارات المرأة في المناطق المحررة وحزب سوريا المستقبل والإدارة الذاتية وعبرت الكلمات عن أهمية الملتقى؛ كونه الأول على مستوى المنطقة ويضم النساء من عدة عشائر ويصادف مع اليوم العالمي للسلام. وفي نهاية الملتقى؛ أصدرت الوجيهات اللواتي حضرن الملتقى بياناً عبرن فيه عن رفضهن للتهديدات التركية التي تطال مناطق شمال وشرق سوريا وتستهدف احتلال المنطقة، وأكدن على أن قوات سوريا الديمقراطية هي القوى العسكرية المخولة بحماية المنطقة، كما ودعت الوجيهات المجتمع الدولي باتخاذ قرارات صائبة ضد العدوان التركي.

وعلى هامش الملتقى؛ أجرت صحيفتنا “روناهي” استطلاعاً لآراء النساء حول الملتقى سواء ضيفات أو وجيهات العشائر، والتقينا بعضوة المجلس الرئاسي لمجلس سوريا الديمقراطية والإدارية في مكتب المرأة بالمجلس إلهام عمر التي أكدت أن الملتقى اليوم يعتبر خطوة هامة؛ ضم وجيهات العشائر في المناطق المحررة، والذي صادف مع اليوم العالمي للسلام؛ لأن المرأة تمثل السلام والعائلة في العشيرة، وأضافت: “لذا؛ فوحدة صف المرأة في المجتمع هو الأهم لدحر الإرهاب، ووجود المرأة في العشيرة هام ودورها كبير في تكوين العشيرة. فبعد تهميش دور المرأة في عصر ظهور الطبقات وارتباطها بالعادات والتقاليد البالية التي حرمها من الانضمام إلى الحياة الاجتماعية والسياسية؛ تركت المرأة بصمة واضحة بعد ثورة روج آفا ومقاومة شعوب شمال وشرق سوريا، فكانت لها مشاركة حتى في تحرير الطبقة من مرتزقة داعش”.

وأشارت إلهام إلى أن هذا الملتقى كان نتيجة مجهود مجالس المرأة، وهو خطوة ودليل على أن المرأة عرفت جوهرها وحقيقتها التي كانت النواة الأساسية في تطور المجتمع، وهي خطوة بناءة وتظهر أن المرأة استطاعت تكسير القيود وقطعت شوطاً كبيراً في طريق الحرية.

وذكرت إلهام أن القائد ذكر العشائر العربية في رسالته الأخيرة، وخصهم بالتحية، وقالت: “كانت نظرته دائماً لكل المجتمعات واحدة، وأشار في رسالته أن العشيرة والقبيلة هي نواة للإنسان في المجتمع، وأيضاً كانت بمثابة نداء لكل العشائر سواء عربية أو كردية أو تركمانية أن يكونوا صفاً واحداً، واذا لم يكن هناك وحدة فلن تحلّ الأزمة السورية”، وأضافت: “انضمام أبناء العشائر العربية إلى المجالس العسكرية والمدينة دليل قاطع على أن العشيرة نواة أساسية للمجتمع، وإذا لم تقبل تلك العشائر بهذا المشروع  لما نجح في المنطقة، والقائد على ثقة تامة بالعشائر العربية التي بقيت محافظة على أصالتها ومبادئها ولتكون داعماً أساسياً للحوار السوري – السوري وحل الأزمة السورية”.

وفي لقاء مع الأمين العام لحزب سوريا المستقبل هفرين الخلف أكدت على أن حزب سوريا المستقبل يشارك في ملتقى لتجمع وجيهات العشائر في منطقة الطبقة وما حولها ومنطقة حوض الفرات بشكل عام؛ كونها تضم أكبر تجمع للعشائر السورية، ليؤكد الحزب على الروح السورية التي أصبحت تجمع السوريين وتمسكهم بهذه الروح وفاءً لدماء الشهداء الذين قاموا بتحرير الأراضي؛ ما أتاح للحزب الفرصة ليشارك هذا التجمع من نساء المنطقة على أرض حرة ليؤكدن بدورهن على عدم قبولهن بأي نوع من أنواع الاحتلال وهن يسعين لتحرير الأراضي السورية المحتلة كافة وعلى رأسها تحرير عفرين المحتلة التي تم اغتصابها من قبل دولة الاحتلال التركي بشكل غادر بحق الشعب السوري.

كما وأكدت لنا عضوة اللجنة التحضيرية للملتقى والناطقة باسم المرأة في الإدارة المدينة الديمقراطية لمنطقة الطبقة ولاء الناجي أن هذا الملتقى هو جزء من فعاليات الحملة التي أطلقتها نساء الفرات، وأضافت: “رفضت الوجيهات بدورهن الاحتلال التركي للأراضي السورية، وأكدن بالمحافظة على المكتسبات التي تحققت بدماء الشهداء”، وحول برنامج الملتقي؛ قالت: “تضمن برنامج الملتقى كلمة للضيوف والوجيهات وفي نهاية الملتقى كان هناك بيان باسم الوجيهات للتأكيد من خلالها على رفضهن التهديدات التركية ووقفهن كنساء في وجه التهديدات التركية”.

وأشارت إحدى نساء عشيرة الحليسات أمينة العبد الله إلى أن نساء العشائر حضرن الملتقى؛ للتعبير عن رفض نساء العشائر للتهديدات التركية التي تستهدف احتلال مناطق شمال وشرق سوريا تحت مسميات عديدة كما فعلوا في مناطق ومدن أخرى في شمال سوريا من الباب واعزاز وعفرين وما رافقها من تشريد وطرد للأهالي الأصليين والهدف من ذلك تتريك المنطقة وتحقيق الأهداف التركية على الأراضي السورية، وأكدت: “إن الملتقى هو منبع لسماع صوت نساء العشائر والتأكيد من خلاله على أن سوريا واحدة موحدة ورفض الاحتلال التركي للأراضي السوري والوقوف إلى جانب المرأة الحرة ووحدات حماية المرأة وقوات سوريا الديمقراطية في دحر أي احتلال يستهدف المنطقة”.

كما والتقت صحيفتنا مع  إحدى نساء عشيرة بني السعيد من منبج وهي مها العلي التي وصفت هذا الملتقى بالحدث التاريخي ويعتبر استمراراً لنصرة قضايا المرأة لتمضي في أخذ دورها الفعال في المجتمع ومساندة نساء شمال وشرق سوريا ضد التهديدات التركية وأشارت إلى أنّ كل تهديد لأي شبر من الأرض السورية هو تهديد على سوريا برمتها، واعتبرت مها أن هذا الملتقى تجمع تاريخي من كل الشعوب السورية، وأضافت: “اليوم المرأة تصنع القرار في سوريا وهي واثقة من تحقيق النصر باعتبارها ترى هويتها تعددية تضم الشعوب كافة، ومن ضمنها مشاركة نساء العشائر في الأحداث التي تجري في المنطقة”.

والجدير بالذكر أن هذا الملتقى يعتبر الأول من نوعه على مستوى المنطقة خاصة وسوريا عامة باجتماع وجيهات العشائر واتخاذهن موقفاً حاسماً من التهديدات التركية التي تطال أمن المنطقة وسلامتها، وكما يعتبر خطوة هامة للمرأة في أن تعبر عن رفضها للتهديدات التركية واستمرارها في حملتها بهذا الخصوص.