سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مكانه شهر رمضان عند المسلمين

محمد القادري_

مما لا شك فيه أن الكثير يكتب عن شهر رمضان وأهميته وفوائده ومعانيه، أما الجانب الروحي، الذي لا يشعر به الإنسان إلا بوجدانه وضميره فذلك قد يغفل عنه البعض، فحينما يقول الله سبحانه وتعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”، نعلم أن الصيام  كان مفروضاً على الأمم السابقة، ونعلم أن الهدف الأساسي منه، الوصول الى درجة التقوى ومرتبة الشعور بالضمير الحي، قد يبقى الإنسان منهمكاً في ملذاته  يجمع حطام الدنيا وزخرفها يأكل ويشرب ويلبس، ويجمع الذهب والفضة، ولا ينفقها في سبيل الله وفي أمور الخير، ويكون ناسياً ضميره ووجدانه وإنسانيته، ولكنه حين يصوم يشعر بمعاناة من لا يستطيع أن يكون في حالته المادية، لذلك نرى أن رمضان حين يأتي تكون أجواؤه مليئة بالرحمة والإنسانية والتعاون على البر والتقوى، ونادراً ما نجد إنساناً قد تجرد من إنسانيته، فالروح الجماعية التي تطغى على أيام وليالي شهر رمضان حينما يمسك الجميع فقراء وأغنياء، ذكوراً وإناثاً، صغاراً وكباراً، يمسكون عن الطعام، والشراب، والملذات في وقت واحد، ثم يفطرون في وقت واحد، فذلك تنظيم روحي يلتزم به الجميع طواعية، حيث لا نرى أحداً يجبر أحداً على الصوم، وكذلك الآفات والأمراض النفسية والأخلاقية من الكذب والنفاق والنصب والاحتيال، والسب والشتم والمخاصمات تنتفي فيه إلا ما ندر، وكل ذلك من دون فرض أو قسر من أجل ذلك يقول الله سبحانه وتعالى في حديثه القدسي: “كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به”، ونرى في شهر رمضان كيف أن عائلة آدم أي “المجتمع البشري جميعاً” تدخل في حاله احترام لقدسيه هذا الشهر حتى الدول، التي تعادي جهراً، أو سراً شعائر الإسلام، فإنها تحترم حلول هذا الشهر، لأنه حقيقه شهر يستعرض تاريخ أخوة الأديان وأخوة الأمم والشعوب الإنسانية في توحيدها ضمن توقيت واحد وشعور واحد، لذلك نبارك للعالم جميعاً حلول شهر رمضان وروحانيته، التي تتميز بالعطاء والأمان والسلام، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه”، (رواه البخاري ومسلم)”.