معهد إعداد المعلمين بمنبج؛ خطوات طموحة لبناء قاعدة تربوية سليمة

تقرير/ خضر الجاسم –

روناهي / منبج – أكد المعنيين في السلك التعليمي بمنبج؛ بأن افتتاح معهد لإعداد المعلمين في مدينة منبج خطوة ريادية لبناء قاعدة علمية وتربوية سليمة، مؤكدين على أنهم سيدعمون قدر الإمكان أي نشاط تربوي قادم، لتأسيس جيل نوعي قادر على بناء مجتمعه على المستوى المطلوب.

بعد افتتاح معهد إعداد المعلمين قبل أيام قليلة، والذي يأتي ضمن الإنجازات العظيمة التي قامت بها الإدارة المدنية الديمقراطية بمنبج وريفها في شهر آذار، حيث يقع المعهد بالقرب من مركز التدريب في المدرسة الصناعية، والواقع على طريق حلب الدولي، وبات المعهد في حلة جديدة بعد تدشين البناء الجديد له. وقد تمت مباشرته بمهامه التعليمية والتربوية، وذلك باستقبال الطلاب منذ أوائل شهر أيلول الفائت.

سندعم أي نشاط تربوي قادم …

شهد افتتاح المعهد؛ حضور رئيس الهيئة التنفيذية في لجنة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا رجب مشرف، ووفود من مدينة كوباني، وعدداً من ممثلي، حزب سوريا المستقبل، وحزب الحداثة الديمقراطي، إضافةً إلى حضور الإدارة المدنية الديمقراطية، والمؤسسات التابعة لها، فضلاً عن حضور أعضاء من لجنة الدفاع الذاتي، والجمعية التركمانية، والجمعية الشركسية. وتخلل الاحتفال؛ إلقاء عدد من الكلمات من مختلف الفعاليات، وتناول أيضاً قراءة برقيات تهنئة من قبل اتحادي المعلمين والمثقفين في مدينة منبج وريفها، إلى جانب مركز الحوار السوري، وهيئة الإعداد والتدريب في كوباني. وشملت التهنئة، مباركات حارة، تهنئ بهذا الإنجاز الكبير، متمنين للقائمين على الأمر؛ دوام النجاح والتقدم. كما وشمل الاحتفال؛ وصلة شعرية من قبل الشاعر أحمد يوسف، وحسن العبد الله. وسبق لصحيفتنا روناهي، أن أجرت لقاء مع رئيس الهيئة التنفيذية في لجنة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا رجب مشرف، الذي حدثنا عما يحمله افتتاح معهد إعداد المعلمين في مدينة منبج من فائدة علمية، حيث قال: “الحقيقة إن افتتاح المعهد خطوة في الاتجاه الصحيح، وذلك للنهوض بواقع التعليم في مناطق غرب الفرات على وجه الخصوص، حيث سيكون له بالغ الأثر في بناء جسم تربوي سليم، معد سلوكياً ومعرفياً؛ للقيام بواجباته التعليمية على أكمل وجه، ونحن من مكاننا هذا، سندعم أي نشاط تربوي قادم، يصب في مصلحة التربية والتعليم، لأن قناعتنا تكمن أن التعليم أولاً”.  

وبهذا الصدد حدثنا أيضاً مشرف هيئة الإشراف العلميّ في لجنة التربية والتعليم، وعضو في الكادر الإداري لمعهد إعداد المعلمين أحمد المثنى، عن نشوء المعهد قائلاً: “في مسعى حثيث من الإدارة المدنية الديمقراطية بمنبج وريفها، اُفتتح المعهد الخاص بإعداد المعلمين ضمن برتوكولات رسمية جميلة. مع العلم أن المعهد قد باشر أعماله التربوية؛ منذ أوائل شهر أيلول في العام السابق، وتحديداً بعد انتهاء لجنة التربية والتعليم من إنجاز البرنامج التدريبي المؤهل؛ الهادف إلى إعداد المعلمين في الصيف الفائت. واستقطب المعهد الجديد الطلاب؛ ممن هم حملة للشهادة الثانوية بفرعيها العلمي والأدبي لعامي 2017م – و2018م، شريطة ألّا يتجاوز عمر الطلبة ثلاثين عاماً، وأن يكون كذلك متفرغاً للحضور بشكلٍ دائم ومتواصل.

مشيراً أن المعهد يتكون من رئاسة مشتركة للمعهد، وقسم للديوان، والأرشيف، وهيئة علمية مسؤولة عن البرامج والمناهج والتدريب. وتابع المثنى حديثه بالقول: “تتكون الهيئة العلمية في المعهد، من مجموع الكادر التدريسي، ويلقى على عاتقه، تدريس الطلبة طيلة العام الدراسي، ومتابعة أوضاعهم عن بصيرة وقرب؛ للتأكد من جهوزيتهم لإعطاء المادة التدريسية. ويبلغ عدد الهيئة العلمية عشرة أعضاء، وكانت لجنة التربية والتعليم خلال الفترة الصيفية، قد أعلنت مسابقة توظيفية؛ بقصد انتقاء عدد من المعلمين، ذوي الإجازات الجامعية، ومن عدة اختصاصات منهجية تعليمية، لتعيينيهم داخل ملاك المعهد بالكامل، ومفرغين لهذا الغرض”.

إعداد المعلم نواة حقيقية؛ لتأسيس جيل نوعي

وحول نوع المناهج ومضمونها في العملية التعليمية بمعهد إعداد المعلمين، نوه رئيس الهيئة العلمية أحمد المثنى بالقول: “قام المعهد مُمثلاً بمكتب مُشرف على المناهج العلمية؛ على إعداد مادة علمية نوعية، تلبي حاجات الطلاب من المادة المعرفية المتطورة، وتناسب مقتضيات العصر التكنولوجي السريع. ولا تزال هذه المادة، تخضع للاختبار الإدراكي لدى الطلاب؛ لمعرفة عما إذا كانت تلبي أهداف العملية التربوية أم لا. حيث سنقوم بتقييمها من خلال خطة دراسية متكاملة، وتعتمد هذه الخطة على مراقبة المعلم أثناء إجرائه للاستنتاج الدراسي، أو القياس، أو التقويم.

وأشار أحمد إلى أن سير العملية التعليمية، يخضع أيضاً ضمن روزنامة من الضوابط القانونية، تتيح بلا أدنى شك مزيداً من الالتزام والانضباط داخل الحصة الصفية.

وأضاف قائلاً: “تبدأ العملية التربوية منذ بداية شهر أيلول لكافة طلاب الشهادة الثانوية وبفرعيها العلمي والأدبي، وتنتهي في أواخر شهر السابع. وتم فتح نسب قبول عالية، لهذا العام، أي “العام الجاري”، وضم حالياً في السنة الأولى خمسين طالباً وطالبة ضمن شعب نموذجية. وخلال مدة قضاء الطلاب لفترة العامين الدراسين، يخضع الطلاب في السنة الدراسية الأولى؛ إلى دروس نظرية فقط، لكن إذا أخذنا بعين الاعتبار مراعاة التدريب وأهميته، فأن هناك حصة عملية تُجرى أسبوعيّاً من كل يوم خميس بشكل دوري، وهناك متابعة دقيقة من قبل المتابعين التربويين للإشراف على إعداد المعلم سلوكياً ومنهجياً. ومن المفترض خلال السنة الأولى أن يستعد كافة الطلاب لتقارير شهرية، لنقف بشكل مجهري على آخر التطورات في سير العملية التعليمية، وإذا كان هناك ثمة مشاكل مع الطلبة، فتخضع جميع الحالات للحوار والنقاش الديمقراطي”.

واختتم أحمد المثنى الحديث حول الخطط في المستقبل القريب من قبل الكادر الإداري في المعهد لتنفيذها بالقول: “نسعى من خلال عملنا المتواصل إلى ملء الشواغر الصفية من اختصاص معلم صف في المدينة وريفها، باعتبار أن إعداد المعلم فيما بعد نواة حقيقية؛ لتأسيس جيل نوعي من الكفاءة العلمية. كما يحاول المعهد في الفترة القادمة؛ تطبيق خطة متكاملة؛ لتشمل اختصاصات جديدة، كاستحداث شعبة للغة الفرنسية والتربية الفنية والرياضية والموسيقية”.