سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

معمل الغزل بالحسكة… استمرار دوران عجلة الإنتاج المحلي وتحقيق الاكتفاء الذاتي

الحسكة/ آية محمد –

أكد مدير معمل الغزل في الحسكة “وليد خضر حمي” إن الاكتفاء الذاتي والاعتماد على الإنتاج الزراعي والصناعي المحلي، من أبرز الأهداف الاستراتيجية للإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا.
نفضت الإدارة الذاتية الديمقراطية غبار سنوات الحرب الإرهابية الممنهجة وأعادت هدير بعض معامل القطاع العام من بين الركام والأنقاض بإصرار وتحدٍ على الإنتاج ولو في ظروف صعبة، فلا يخفى على أحد الأضرار الكبيرة التي تعرض لها القطاع النسيجي والخسائر الفادحة بعد أن كان من أهم القطاعات الإنتاجية وقيمة مادية مضافة للناتج. ولكن؛ إرادة العمل والحفاظ على المؤسسات الإنتاجية بأيدي عمالنا استطاعت أن تزيل العقبات وتبدأ العمل.
وللمعرفة أكثر عن إقلاع معمل الغزل في مدينة الحسكة والاطلاع على واقعه وخططه وإمكاناته؛ التقت صحيفتنا “روناهي” مدير معمل الغزل “وليد خضر حمي” والذي أشار في بداية حديثه أن التدمير الممنهج الذي تعرضت له منشآت الغزل والنسيج، قدرت خسائره بعشرات المليارات، حيث أصبحت منشآت الألبسة أثراً بعد عين، بالإضافة إلى سرقة آلات ومعدات قديمة وحديثة.
وأوضح: “وهذا الأمر استنفذ منا الوقت الطويل والتأخر في موضوع النهوض وكان الإقلاع من الصفر من خلال الفنيين والخبرات الموجودة، حيث بدأنا العمل نهاية 2021م بالتشغيل ضمن الإمكانات المتاحة”.
معمل الغزل ركيزة اقتصادية
وعن الهدف من إعادة تأهيل المعمل وترميمه بيّن حمي: “سعت الإدارة الذاتية الديمقراطية لتحقيق الاكتفاء الذاتي ضمن مناطق إقليم شمال وشرق سوريا من الخيوط القطنية، فضلاً عن تأمين فرص عمل لسكان المنطقة حيث يعمل حالياً ألف وخمسمائة عامل وعاملة في معمل الغزل، ناهيك عن أن المعمل يحفز المزارعين للاستمرار بزراعة القطن الذي يعتبر من المحاصيل الاستراتيجية وركيزة أساسية لدعم الاقتصاد المحلي والتي شهدت تراجعاً في السنوات الأخيرة، والاستغناء عن استيراد مواد الغزل من الخارج بأسعار باهظة وبالعملة الصعبة”.
مراحل الإنتاج
لسنوات طويلة شكّل القطن السوري عصب صناعة الغزل والنسيج، التي تمر بخمسة مراحل: زراعة القطن، حلجه، غزله، نسجه، ثم تصنيع المنتج النهائي كالملابس الجاهزة والمفروشات وغيرها، ما يعني أنها صناعة تكاملية، لذلك بدأت الإدارة الذاتية خطة طموحة لتطوير تلك الصناعة واستعادة مكانتها مرةً أخرى.
وحول ذلك أردف حمي: “بجهود وخبرات محلية تمكن معمل الغزل للخيوط القطنية في الحسكة من إعادة الإقلاع بطاقة إنتاجية قدرها ستة طن يومياً من المنتج الأكثر طلباً في السوق”.
وأما عن كيفية تحويل القطن إلى خيوط، ذكر حمي طريقة التصنيع وهي كالآتي: “يتم فتح رزم أو بالات القطن المضغوط بواسطة آلات خاصة بذلك، ولاحقاً يتم خلطها والعمل على تفريق كتلتها وتنظيفها جيداً، وبعد ذلك يتحول القطن ليصبح على شكل طبقات ملفوفة على جذع دوار، ثم يتم نقل القطن إلى آلات التسريح ليتم تحويله إلى أشرطة منظمة ومسرحة ذات شعيرات مستقيمة ومتوازية، بعد ذلك يتم تمريره على آلة التمشيط ومن ثم يُسحب على آلة السحب، وذلك لزيادة انتظام شكل هذه الأشرطة، وليتم تمريره لاحقاً على آلة البرم من أجل برمه عدة برمات خفيفة، ويتم التحكم في نمرة الخيط عن طريق آلة الغزل الحلقي، ويمكن الاستغناء عن آلة البرم في حال وجود آلة الغزل التوربيني، وبعد ذلك تُنتج الخيوط.
التسويق
تسعى الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا لإنشاء قطاع اقتصادي متكامل وتحقيق الاكتفاء الذاتي في شتى المجالات، حيث اتجهت نحو الصناعات الخفيفة، ولا سيما المنتجات التي يسهل تسويقها وبيعها في الأسواق المحلية وتلقى رواجاً محلياً وتتوافر المواد الأولية والخام اللازمة لصناعتها بخبرات وكوادر بشرية محلية.
وفيما يخص التسويق لفت حمي إلى أن النمو الملحوظ في المبيعات بفضل السمعة الحسنة والقدرة التنافسية والثقة العالية بالغزول التي ينتجها المعمل بأنواعها، إذ يتم رفد السوق المحلية وتلبية احتياجات القطاعين العام والخاص لوقف استيرادها، وأشار إلى أن هناك تواصل دائم لتلبية الاحتياجات المحلية.
الصعوبات والمعوّقات
وتطرق مدير معمل الغزل في الحسكة “وليد خضر حمي” في ختام حديثه إلى الصعوبات والمعوقات التي تواجه عملهم، حيث قال: “لا تتوفر لدينا قطع تبديل الآلات المستوردة وذلك بسبب إغلاق المعابر، كما أدت هجمات الاحتلال التركي على البنى التحتية والمنشآت الحيوية لنقصٍ حادٍ في مادة المازوت التي تعمل عليها المولدات مما يعيق عمل الآلات وتوقفها أحياناً”.
الجدير بالذكر: اندلعت حرائق كبيرة في معمل الغزل بتاريخ 12/5/2013 وتصاعد الدخان الأسود الكثيف نتيجة الاشتباكات التي حدثت حول المعمل.
في لحظات ودقائق معدودة نال الخراب من جهود سنوات طويلة من العمل وألقي المئات من العمال على قارعة الطريق وأصبحوا عاطلين عن العمل. ويذكر أن هذا المعمل أقلع ودخل قيد الإنتاج سنة 1983.