معصرة الرمان في منبج من المشاريع الاقتصادية الرائدة

تقرير/ آزاد كردي-

روناهي/ منبج – مع افتتاح معصرة الرمان في مدينة منبج وريفها، بات بمقدور السكان الحصول على مادة دبس الرمان؛ بمنتهى السهولة والجودة التامتين؛ حيث يستخدم مع أصناف مختلفة من المأكولات بعدما كان الاعتماد قديماً على الطرق التقليدية في صناعة دبس الرمان.

تشتهر مدينة منبج وريفها بزراعة أشجار الرمان التي تزرع ضمن مزارع خاصة أو تزرع على شكل مستوي يحيط بسياج البيوت أو من ضمن الأشجار المنوعة. وتتجاوز كمية إنتاج ثمار الرمان؛ وفق أرقام غير رسمية خمسين طناً، إذ يسوّق بعضها طلباً لتقديمها على مائدة الطعام بينما يسوّق بعضها الآخر إلى معصرة الرمان المنشأة حديثاً؛ الواقعة في الحي الشرقي؛ الكائن على طريق الجزيرة.

ولمعرفة المزيد من التفاصيل، التقت صحيفتنا “روناهي”؛ بصاحب معصرة الرمان؛ رائد المنير.

المعصرة؛ بديل عن الطريقة التقليديّة

وأشار المنير إلى إن الذي دفعه إلى إنشاء معصرة الرمان في نهاية موسم الرمان من عام 2019م الذي كان بمثابة تجربة فحسب، هو حاجته إلى عصر ثمار الرمان التي يزرعها في أرضه منذ عشر سنوات؛ الأمر الذي يتسبب له بمشقة كبيرة في عصر دبس الرمان ولا سيما في الطرق التقليدية التي كانت تعتمد على تقشير ثمرة الرمان وفرز الحب وعصره وغليانه وتجفيفه، خاصة إذا كان الحديث عن كميات كبيرة من ثمار الرمان. وتعرضت زراعة الرمان لعقبات كثيرة خلال السنوات الفائتة نجم عنها خسائر كبيرة؛ نتيجة عصرهم للرمان بالطرق التقليدية؛ بسبب عدم توفر معصرة للرمان في منبج آنذاك.

مقاربة بين التوفير والجهد

إن عصر الرمان بالطرق التقليدية لا يخلو من مشقة وجهد وهدر؛ إضافةً إلى وجود الحشرات وعدم النظافة، لا سيما في بعض البيوت التي تنتج دبس الرمان، وبالتالي، إن افتتاح معصرة الرمان وفّر على المنتجين والتجار الكثير من المشقة والهدر. كما ساهم افتتاح المعصرة في تخفيض أسعار دبس الرمان إذ انخفض سعر الكيلو غرام الواحد من دبس الرمان إلى مستويات مقبولة في الآونة الأخيرة.

ويُذكر أن المنير استورد الآلات المخصصة لمعصرة الرمان من تركيا، وهي نظام آلي متكامل، كما اضطره إلى استكمال بعض القطع التي استطاع تأمينها من بعض المحافظات السوريّة الأخرى.

وتنتج المعصرة يومياً سبعة أطنان من إنتاج المزارعين لصناعة دبس الرمان بسعر 65 ليرة سورية من أجل عصر الكيلو الواحد من الرمان، بينما يبلغ كيلو دبس الرمان في حال طبخه ألف و 500 ليرة سورية للكيلو غرام. في المقابل، بلغت كمية شراء ثمار الرمان 50 طناً صنع منها خمسة عشر طن دبس رمان، في حين بلغ تصريف إنتاج دبس الرمان إلى نحو 300 كغ فقط.

طريق مسدود أمام تصريف الإنتاج

ووفقاً لمنير: “إن معصرة الرمان يعمل بها عشرة عمال مع ذروة الإنتاج، لكن؛ مع نهاية الموسم حالياً يتضاءل عددهم بسبب قلة الإنتاج وعدم تصريف الإنتاج تدريجياً؛ على الرغم أن المعصرة تعمل بالآلات بشكل كامل. كما أن إنتاج دبس الرمان في المعصرة مكفول لمدة ثماني سنوات من الجودة والثقة للسكان. وكذلك نعاني من ضعف في تسويق الإنتاج إلى المناطق المجاورة وذلك لعدم العلم بوجود معصرة بهذا الحجم والنوع سواءً في منبج أم في مناطق شمال وشرق سوريا”.

تدوير بقايا الرمان

واختتم صاحب معصرة الرمان؛ رائد المنير حديثه بالقول: “إن معصرة الرمان، تتميز بعدم وجود أي هدر أثناء عصر الرمان إذ حتى القشور واللب يمكن بيعها لمعامل إنتاج الأعلاف بعد الانتهاء من العصر لإضافتها للخلطات العلفية. وتعتبر القشور؛ بمثابة العلاج لمشكلات الإسهال لدى المواشي والدواجن ويقدر الطن الواحد منها بخمسين ألف ليرة سورية، ليقوم بطحنها وإضافتها للأعلاف”.

الجدير ذكره أن موسم قطاف الرمان، يبدأ مع أواخر شهر تشرين الثاني من كل عام ويسوق إنتاج الرمان في الأسواق مع احتفاظ بعضهم بكمية مناسبة لإنتاج دبس الرمان لصناعته في البيوت؛ حيث يقدر سعره قرابة ستة آلاف ليرة سورية؛ بينما يبلغ سعره في معصرة الرمان 3500 ليرة سورية.