معرض للفن التشكيلي عبّرَ عن آلام وآمال الشعب

تقرير/ آلدار آمد –

روناهي/ الحسكة: معرض للفن التشكيلي تحت اسم” أوركيش” اُفتتح في مدينة الحسكة برعاية لجنة الثقافة والفن، وتناول مواضيع أغلب اللوحات الواقعة في شمال وشرق سوريا، وكان هذا الشعار كلمة موحدة لكل المواطنين” سنعيش وفق إرادتنا الحرة لا وفق إرادة الآخرين, سندافع عنها مهما كانت التضحيات”.   

مع كثافة التهديدات التركية على شمال وشرق سوريا وحشد تركيا جيشها على الحدود السورية في مناطق مقاطعة كوباني ومقاطعة كري سبي، وذلك بهدف احتلالها واستعباد شعوبها والقضاء على التجربة الديمقراطية في مناطق شمال وشرق سوريا، في الوقت الذي ترفض شعوب المنطقة ومكوناتها كل الممارسات التركية وأجنداتها, والوقوف في وجه هذه التحديات والمؤامرات ورفض كل أشكال الوصاية والانتداب سواء من قبل الدولة التركية أو غيرها، وذلك عبر فعاليات ونشاطات عدة، برعاية لجنة الثقافة والفن في مقاطعة الحسكة تم افتتاح معرض الفن التشكيلي الذي يجسّد صورة عن الواقع الاجتماعي والسياسي في روج آفا وشمال وشرق سوريا في الناحية الشرقية بمقاطعة الحسكة؟

 حضر حفل الافتتاح ممثلين عن الأحزاب والمنظمات الاجتماعية ومؤسسات المجتمع المدني وعدد غفير من المواطنين والمهتمين بالفن، وعلى هامش افتتاح المعرض التقت صحيفتا “روناهي” بعدد من الحضور الذين أبدوا آرائهم حول المعرض.

المعرض إحدى وسائل التعبير عن الرفض للتهديدات التركية:

تحدثت الإدارية في لجنة الثقافة والفن في مقاطعة الحسكة “شيرين خلف”، عن تعرض شمال وشرق سوريا خلال هذه الفترة لتهديدات كبيرة من قبل الفاشية التركية، ولا سيما التصريحات التي يطلقها أردوغان وإعلانه بأنه سيدفن شعوب شمال وشرق سوريا تحت التراب، وقالت: هذه التهديدات اللاأخلاقية والبعيدة عن كل القوانين والمواثيق الدولية بحق الإنسانية، حيث لم يحدث في التاريخ بأن حكومة ما هددت شعباً بأكمله بأنها ستدفنه في التراب، لهذا انتفضت شعوب شمال وشرق سوريا في وجه هذه التهديدات، ليعبروا عن رفضهم لهذه التهديدات وكلٌ على طريقته، ومن هذا المنطلق كان افتتاح معرض الفن التشكيلي في مقاطعة الحسكة كوسيلة للتعبير عن الرفض واستنكار هذه التهديدات المجحفة بحق شعوبنا، ومن خلال الصورة التي تُعبّر عن وحدة وتعايش شعوب هذه المنطقة ورفضها لأي شكل من أشكال التدخل في شؤوننا.

 اللوحات الفنية تُجسّد الواقع المُعاش في شمال وشرق سوريا: 

بيّن الفنان التشكيلي “ياسر حبيب” بأن كل مواطن يعيش في شمال وشرق سوريا يدرك معنى التهديدات التي تطلقها الدولة التركية تجاه شعوب المنطقة، فدعمها لمرتزقة داعش، بكل الإمكانيات من سلاح ومال ومأوى كان واضحاً خلال السنوات الماضية، واحتلالها المباشر لأراي سورية واسعة، وممارساتها في مقاطعة عفرين من تغيير ديمغرافي، وتهجير السكان وسلب ممتلكاتهم وارتكاب جرائم شنيعة بحق أهلها، كشفت نوايا الدولة التركية في المنطقة، حيث تحاول إعادة سيطرتها على المنطقة برمتها من خلال الشعارات الدينية وتحت ستار الدين، وإدراكاً لهذه الحقائق لابد لكل فرد في شمال وشرق سوريا أن يعبر عن رفضه لكل هذه المؤامرات، وقد جسدت في اللوحات الفنية صورة عن الواقع السياسي الاجتماعي الذي تعيشه روج آفا وشمال شرق سوريا من حيث الأمان والاستقرار من جهة، والتعايش الأخوي بين شعوب المنطقة وأديانها المختلفة خلال مئات السنين مع بعضها البعض، ابتداء من العصر السومري وحتى العصر الحديث، وكيفية ظهور الصراعات التي كان هدفها السلطة والمال الذي استعبد البشرية، والآثار السلبية التي خلقتها حيث نتجت عنها عبودية الإنسان والحروب والجوع والفقر, وآلاف القضايا الأخرى، وهذا المعرض هو تعبير عن رفضنا التام لكل أشكال التهديدات تحت شعارات الدين والقومية وغيرها، وسنقاوم كل أشكال العدوان سياساً كان أم عسكرياً، لأننا في شمال وشرق سوريا ننعم بالديمقراطية التي افتقدناها منذ عقود، الديمقراطية التي تشكل لنا الأساس في بناء مجتمع حر، يكون فيه الإنسان إنساناً بغض النظر عن هويته وقوميته ومذهبه, وسنعيش وفق إرادتنا الحرة لا وفق إرادة الآخرين، وسندافع عنها مهما كانت التضحيات، وبكل الوسائل المتاحة لنا.

لوحات فنية حول تاريخ شعوب المنطقة

وأضافت المواطنة “ليلى بكداش”: (لقد تم عرض لوحات فنية مختلفة، تعبر كل لوحة عن فترة تاريخية معينة من تاريخ شعوب المنطقة وحضاراتها المتعاقبة, وهي تنقل صورة التعايش الأخوي بين شعوب المنطقة، ولتشكل صورة مبدعة وجميلة عن الحياة المعاشة قبل تشكل الدولة القومية والسلطة، وهو تعبير عن حالة الاستهجان والرفض للتهديدات التركية التي تحاول القضاء على هذه الحضارات، وهذا التعايش الأخوي بين شعوب شمال وشرق سوريا والذي كان ثمرة نضال وكفاح شعوبها في العصر الحديث، وتكلل بالعودة إلى الحياة الحرة القائمة على المساواة بين الجميع، وهذا ما تخشاه الحكومة التركية ورئيسها العثماني، الذي يحلم بالسيطرة على شعوب المنطقة مجدداً عبر المرتزقة من جهة أو من خلال احتلاله المباشر للمنطقة عبر الحرب والعدوان، وهذا ما لا تقبله شعوب شمال وشرق سوريا، التي ستدافع عن مناطقها بكل غالي وثمين، ولن ينال من إرادة شعوبنا مهما تجبر وتكبر، ومهما استعمل القوة والبطش، والنصر دوماً حليف الشعوب المناضلة من أجل حريتها).