سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

معرض الفن التشكيلي الرابع… الفنون رسالة الشعوب الراقية

الطبقة/ كامل المحمد –

بهدف التطوير ونشر الوعي والثقافة المجتمعية التشاركية، والنهوض بالواقع الفني والثقافي في مدينة الطبقة، افتتح معرض للفن التشكيلي الرابع، تحت شعار: “الفن يمسح عن الروح غبار الحياة”، في مركز الثقافة والفن والذي استمر ثلاثة أيام متتالية، وقد انتهى الثلاثاء 12-9-2023 بحضور الفنانين المشاركين والمدعوين الى المعرض.
شارك في المعرض خمسة فنانين من مدينة الطبقة بعرض “62 لوحة”، والتي تمثل الفن التشكيلي والفن التجريدي، والطبيعة الصامتة.
ولإلقاء الضوء على المعرض وفعالياته، التقت صحيفتنا “روناهي” عدداً من المشاركين لرصد آرائهم بهذا المعرض، ومنهم الفنان النحات والرسام صايل الصايل من أهالي مدينة الطبقة: “شاركت بمعارض عدة للفنون التشكيلية، ومنها المعرض الحالي الذي أقيم وللمرة الرابعة على التوالي داخل مركز الثقافة والفن في مدينة الطبقة، بتنظيم من مكتب الرسم، ورعاية لجنة الثقافة والفن”.
                                                     المشاركات ورسالة المعرض
وعن المشاركين في المعرض، ورسالة الأعمال المشاركة أضاف الصايل: “المشاركون في المعرض هم خمسة فنانين تشكيليين، ثلاثة شباب وفتاتان، وعرضنا (62) لوحة، ومن خلال هذه اللوحات قمنا بإرسال ما يجول بمخيلاتنا من المعاناة، التي نعاني منها، وكذلك صور لشعور إنساني بما حولنا من زلازل، وحروب، وقتل، وفقر، وهجرة، ولإيصال الفن الراقي والجميل عن طريق النظر إلى هذه اللوحات، التي تحث المشاهد والناظر إليها لزيادة الوعي والتعايش السلمي والتضامن والتكاتف بين جميع الشعوب، وتشجيع الفئة الشابة على مثل هذه الأعمال”.

 
                                            الهم الإنساني موضوع مشاركتي
أما عن أعماله التي شارك بها في المعرض فيخبرنا الصايل بأنه شارك باثنتي عشرة لوحة تتحدث عن مواضيع مختلفة، منها الحزين، ومنها المفرح، ومنها المعبر عن التراث العربي، عن طريق رسم الحصان العربي الأصيل، وعن الطفل الذي يرسم بيتا لفقدان منزله في ظل الحروب، التي شهدها، وهناك لوحات تمثل الأطفال الصغار الموجودين في مجتمعنا، كم هي عقولهم كبيرة، ويحملون هموماً أكبر من أعمارهم، وكيف سرقت منهم أحلامهم الوردية، وأيضاً المناظر الطبيعية التجريدية، التي تدخل الفرحة في صدور الناظرين إلى اللوحات.
والتقت صحيفتنا “روناهي” الرسامة سحر عبد الرحمن للحديث عن أعمالها التي بلغت عشر لوحات، تجسد ثقافة المرأة في التاريخ القديم والحديث: “تطرقت لرسم هذه اللوحات لأعبر عن صورة المرأة في الماضي، كيف كان لها ثقافة وهوية وجمال وقوة في آنٍ واحد، ولكن اليوم وفي ظل الحروب، والقتل والكوارث التي حدثت، فإن كل ذلك يؤثر سلبا على عطاء المرأة، فيجب إبراز ثقافة المرأة القديمة من حضارة وأساطير، وجمالية، كما في المرأة الأفريقية بحليّها المزخرفة، التي تصنعها بيدها، ليرى العالم كم كانت المرأة قوية وذات ثقافة وجمال، وأيضاً تطرقت لرسم الطبيعة التي تمثل جمال المرأة، ولوحة السفينة العائمة فوق البحر تمثل المرأة بصورة قارب النجاة”.

قيمة المعارض عند الجمهور
وفي سياق ذلك التقت صحيفتنا “روناهي” عدداً من الحضور لمعرفة آرائهم عن المعرض، وقد كانت آراؤهم إيجابية، وطالبوا في الاستمرار ودعم مثل هذه الأعمال والفعاليات لرفع مستوى المهارات المدفونة لدى العديد من محبي الفن.
 ومن بين الحضور الكاتب والناقد أسامة الأحمد: “المعرض جميل رغم الظروف والإمكانات، التي يمر بها الفنانون، ورغم العدد القليل من الفنانين ولكن عدد اللوحات والمواضيع كان جيداً ومتنوعاَ، ويجب أن تكون هنالك أهمية أكثر لتعزيز الثقافة البصرية، لأنه كلما كانت الثقافة البصرية قوية، كان الشخص أقوى، فالمعارض عموماً تطبع في الذاكرة شيئاً من الجمال والرقي، فيجب إقامة معارض كثيرة لرفع سوية الذوق العام”.
واضاف الأحمد: “هناك ضعف من المؤسسات الرسمية لهذا النوع من الفعاليات المجتمعية، إن كان على مستوى الحضور، أو التأسيس لهذه الفعاليات، فدعم مثل هذه الفعاليات من المؤسسات المعنية، يحفز المجتمع عموماً ويحسن أداءه “.

والجدير بالذكر أن المركز الثقافي بالطبقة يستقبل أي موهبة لدى جميع الفئات العمرية، ومن جميع الشعوب، لتنميتها ودعمها، ويساهم ويطور في الحراك الثقافي العام بكل تشعباته وتفرعاته.