سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

معرض الأعمال اليدوية يدعم أطفال مرضى الثلاسيميا في العلاج

قام فنانون ورسامون من السلمية خلال الأسبوع الماضي بإطلاق المشروع التعليمي الفني لملء ساعات العلاج التي يقضيها أطفال الثلاسيميا بصناعة تحف فنية ومشغولات يدوية وتنفيذ رسومات مختلفة بهدف تخفيف معاناتهم ومنحهم فسحات من الأمل.
والثلاسيميا هو فقر دم وراثي مزمن يصيب كريات الدم الحمراء ويسمى أيضاً “فقر دم منطقة البحر الأبيض المتوسط”، ويحتاج الأطفال المصابون به إلى قضاء أوقات طويلة في المشفى قد تصل إلى أربع ساعات لنقل دم منتظم وعلاج مستمر.
تبدو روها العبد الله، ذات السنوات العشر، سعيدة لتمكنها من بيع قطعة فنية صنعتها بيديها الصغيرتين في المشفى الوطني بمدينة السلمية، /30/ كم شرق مدينة حماة، وذلك في معرض لأعمال يدوية لمرضى الثلاسيميا أقيم بهدف دعم الأطفال المرضى أثناء تلقيهم الرعاية الطبية.
وتقول روها العبد الله الطفلة التي صنعت مزهرية من كأس كرتوني فارغ، إنها تأتي من بلدتها “عقارب” كل يوم خميس لنقل الدم، وتضيف: “أنا أكره هذا المرض، لكن والدي يقول أنني سأشفى منه قريباً”.
أكثر من /30/ طفل يرتادون المشفى بشكل أسبوعي
وقالت المشرفة على المعرض ريم صقر 38 عاماً، لـ “نورث برس”، إن الفكرة أتت لتخفيف معاناة الساعات الطويلة التي يقضيها الأطفال في المشفى، لاسيما مع وجود أكثر من /30/ طفل يرتادون مشفى السلمية بشكل أسبوعي من أجل عملية نقل الدم.
وأوضحت ريم صقر أن المشروع بدأ بتدريب الأطفال على صناعة أشكال فنية من توالف البيئة، ما كشف امتلاك بعضهم لمواهب فنية، وأضافت بالقول: “يقوم الفنانون بصقلها وتنميتها، بينما يكتسب آخرون الموهبة وتنسيهم روح الإبداع المرض وساعات الألم التي يقضونها في المشفى”.
حدثاً مميزاً بعموم سوريا..
وقالت في السياق ذاته إنجي سلامة30 عاماً، وهي فنانة مشاركة في المشروع للوكالة: “المعرض الذي أقمناه في مشفى السلمية لأعمال فنية تعود لأطفال مرضى الثلاسيميا كان حدثاً مميزاً ليس في حماة فحسب بل في عموم سوريا”.
 وأضافت قائلةً: “إنه نتاج عمل دؤوب طوال أشهر سواءً من الكادر الطبي أو الفنانين الذين تطوعوا لتدريب الأطفال وتجهيز المعرض، وكذلك الأطفال المرضى الذين بذلوا جهوداً كبيرة من أجل صناعة أعمال متميزة”.
وينتشر مرض الثلاسيميا في قرى عقيربات ووادي الدهب وعقرب وغيرها من مناطق شرق حماة، حيث يكثر زواج الأقارب في المجتمعات الريفية، بحسب أطباء من المنطقة.
ولقي المعرض المقام في إحدى قاعات مشفى السلمية إقبالاً لافتاً للسكان الذين أقبلوا على شراء المشغولات الفنية دعماً للمعرض، وخاصةً أصحاب المحال التجارية وصالات بيع الشرقيات، بعد أن قامت إدارة المشفى بتقديم تسهيلات لإنجاح المشروع، بحسب القائمين على المعرض.
“تجاوز عدد مرضى الثلاسيميا في سوريا ستة آلاف حالة تقريباً”
ويتجاوز عدد مرضى الثلاسيميا في سوريا عموماً ستة آلاف حالة تقريباً، لكن عدة عوامل أبرزها الحرب وغياب الرقابة الصحية الحكومية الخاصة بالمرض عن أجزاء كبيرة من سوريا تجعل من الصعب إجراء إحصاء دقيق، بحسب رئيس المنطقة الصحية الأولى التابع للحكومة السورية في حلب الدكتور زهير اسماعيل.
تقول الطفلة رها: “سابقاً كنت أخاف من القدوم للمشفى والمكوث فيه، أما الآن أنا سعيدة لأنني أقوم بصناعة قطع فنية اشتراها الناس، حصلت على بعض المال وسأقوم بشراء ألوان ومواد جديدة لكي أنجز المزيد”.