سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

معاً للنضال بروح زيلان

هيفيدار خالد _

شكّلت العملية النوعية التي نفّذتها المناضلة الثورية زيلان ضد الدولة التركية قبل سنوات من الآن، بداية مرحلة جديدة من النضال ليس في كردستان وتاريخ حركة حرية كردستان فحسب بل في المنطقة برمتها؛ وذلك لما كان لهذه العملية من أصداء كبيرة بين الرأي العام العالمي.
العملية حملت في داخلها العديد من الرسائل القوية والواضحة للقوى الإقليمية والدولية التي كانت تخطط لمؤامرة دولية قذرة ضد القائد عبد الله أوجلان في محاولة منها للقضاء على القائد وعلى نضاله الثوري الذي انطلق من أجل تحقيق حرية الشعوب في المنطقة ونيلهم حقوقهم المشروعة.
لم يمر إلا عام واحد على انضمامها إلى حركة التحرر الكردستانية؛ ومع ذلك استطاعت الرفيقة زيلان أن تُسطّر اسمها في سِجل النضال الكردي، مؤكدةً أن البطولة لا تحتاج إلا للجرأة والقول لا للظلم والفاشية.
العملية الفدائية التي نفذتها القيادية الكردية زيلان في 30 حزيران من عام 1996 في مدينة ديرسم بشمال كردستان في ثكنة عسكرية تركية تضم العشرات من جنود المحتل، بثت الخوف والرعب في قلوب جميع أعداء الشعب الكردي والأطراف والقوى المعادية للإنسانية؛ موجّهةً رسالة للإمبريالية العالمية بأن الشعوب المتعطشة للحرية لا يمكن أن تلتزم الصمت حيال ما يرتكب بحقها من سياسات ومخططات ومؤامرات، تهدف إلى إنهاء مسيرة شعب مقاوم ومكافح من أجل العيش بحرية وكرامة على أرض وطنه. وأصبحت مدينة ديرسم من خلال عملية الشهيدة زيلان ساحة لشكل جديد من المقاومة في الذاكرة الجمعية.
أثبت الرفيقة زيلان أن المرأة الكردية تستطيع فعل المستحيل إذا ما حاول أعداء شعبها استهداف قيميها المعنوية والمادية، وأن المرأة المنظمة فكرياً وروحياً وعسكرياً قادرة على خلق ظروف مناسبة للنضال الثوري في أقسى الظروف وفي كافة الأماكن وبإمكانها تصعيد نضالها في وجه سياسات المحو والإنكار والإبادة السياسية والثقافية التي تمارسها الدولة التركية الفاشية على الشعب الكردي وعلى وجه الخصوص المرأة لفرض العبودية والاستسلام عليها.  كما أن عملية الشهيدة والمناضلة الثورية زيلان جاءت بمثابة رد قاطع وصريح على محاولة اغتيال القائد عبد الله أوجلان، بمؤامرة دولية دنيئة؛ إذ قام فريق الاغتيالات التابع للدولة التركية الفاشية في 6 حزيران من عام 1996 بتفجير سيارة تحتوي على طن من متفجرات C4 بالقرب من مدرسة الحزب المركزية في العاصمة السوريّة دمشق.
وحينها قال القائد عبد الله أوجلان عن توقيت عملية الشهيد زيلان: “على الرغم من فشل محاولة الاغتيال في 6 حزيران، إلا أن زيلان رأت خطر ذلك الهجوم جيداً ونفذت عملية فدائية في 30 حزيران في ديرسم. عندما فُرض حصار تكتيكي داخلياً وفُرضت التصفية خارجياً، فإن عملية زيلان حولت عام 1996 إلى عام فُتح فيه السبيل أمام التكتيك وأنارت درب النصر بشكلٍ أوضح”.
لذلك ستبقى عملية المقاتلة الكردية حيّة باقية في وجدان كل كردي وكل مناضل من أجل تحقيق الحرية للإنسانية قاطبة.