سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

معاني العيد في الإسلام

محمد القادري_

لم ترِد كلمة العيد في القرآن الكريم إلا مرة واحدة في قوله تعالى: “قال عيسى بن مريم، اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون عيداً لنا لأولنا وآخرنا وآية منك، وارزقنا وأنت خير الرازقين”، ونستدل بذلك على أن العيد هو يوم فرح، ويوم النزول رحمة الله ورزقه. لذلك؛ نرى في يوم العيد كيف أن الناس يوزعون الحلويات، وقبل ذلك كان هناك عادة في مجتمعاتنا أنهم يفرشون الموائد وتظل موائد مفتوحة للطعام، حيث كل من يأتي للمعايدة يأكل منها، ثم تغيرت العادات فاختصرت على السكاكر وغيرها، أما المعاني الأعمق للعيد فهي تأتي وتعود في أيام وشهور محددة، لها مناسبات بالغة الأهمية في الإسلام، حيث هناك عيدين أقرهما النبي صلى الله عليه وإله وصحبه وسلم، وهما “عيد الفطر وعيد الأضحى”، ونحن نعلم أن عيد الفطر يأتي في نهاية شهر رمضان المبارك، حيث أن المسلم يصوم شهراً قمرياً كاملاً، ثم ينتهي صومه بالعيد وتكون مناسبه سعيدة، حيث قال النبي صلى الله عليه وإله وصحبه وسلم: “للصائم فرحتان، يوم فطره ويوم لقاء ربه، وكذلك عيد الأضحى الذي يأتي في أيام مناسك الحج بعد يوم عرفة مباشرة، ويفرح فيه المؤمنون الحجاج، وكذلك المسلمون في كافة بقاع الأرض وفيه يقومون بالقرابين والأضحية، وتوزيعها على الفقراء والمساكين، ويكون ذلك يوم فرح وسرور لهم، وفي تلك الأيام تكبيرات العيد في كل مكان يشعر المسلمون من خلالها بالفرحة وانتصار الإسلام، وهناك مناسبات أخرى أيضاً في الإسلام تسمى “بالعيد”، كعيد المولد النبوي وعيد رأس السنه الهجرية، ولكن هذه الأعياد سماها المسلمون ولم ترد السنه النبوية، ويحتفل بها المسلمون باسم الأعياد لأنها تعود عليهم بالذكريات الجميلة في كل عام، وهذه أعراف إنسانية وبشرية، تدخل ضمن الأعمال المقبولة والمستحبة والمستحسنة؛ لأننا نعلم أن الأديان والطوائف والشرائع الأخرى أيضاً لها أعياد تحتفل بها، ولا ننكر أبداً عليها فعل ذلك كأعياد رأس السنة الميلادية، وذكرى ميلاد المسيح، وكذلك رأس السنة اليزيدية وأعياد الصوم عندهم وعند باقي الملل والنحل، ومن ذلك نعلم أن البشرية أمة واحدة وبيت واحد تتشابه فيها المناسبات والشعائر الدينية والطقوس والأعياد، ولا تختلف إلا بممارسات صغيرة ولكنها كلها تدعو إلى المحبة والتصالح والعيش المشترك وإدخال السعادة إلى قلوب الغير، هذه هي معاني العيد وأهم ما يهمنا في مجتمعنا هو معايدة بعضنا البعض، أي زيارة بعضنا البعض، فهذه من أجمل ثمرات الأعياد، حيث قال النبي صلى الله عليه وإله وصحبه وسلم: “تزاوروا تحابوا”.