معاناة الطويحينية…..تنتظر آذاناً صاغية وعيوناً مُبصرة

تقرير/ مصطفى خليل –

روناهي/ الطبقة – تبقى معاناة مخيم الطويحينية ونازحيها تصارع من أجل البقاء رغم المآسي التي يلاقيها الكبير والصغير والطفل قبل الرجل، وتعتبر المرأة هي الخاسر الأكبر من بين كل القاطنين فيها.

منظمات همها جمع الدولار

نتيجة الحرب وغياب الحلول من قبل المنظمات الإنسانية زاد الوضع سوءً في مخيم الطويحينية، ومع الأحوال الجوية والمنخفضات التي تضرب المنطقة، والتي أدت إلى هطول كميات كبيرة من الأمطار والرياح؛ مما زادت من المعاناة على كاهل الهاربين من الحرب المحتدمة ومن سيوف مرتزقة داعش، ومن براميل النظام المتفجرة وميليشياته الأجنبية التي تقتل الصغير والكبير.

وتستمر معاناة القاطنين؛ بآذان صماء من المنظمات الإنسانية، التي أصبحت منظمات لجمع الدولار في أعين هؤلاء البائسين، والذين أصبح حلمهم الوحيد خيمة ترد عنهم برد الشتاء وأمطاره وأيضاً يحلمون بوسائل التدفئة والألبسة الشتوية التي تحمي الأطفال وتقيهم الشتاء وأمراضه الثقيلة، التي تحل على الأطفال وأجسادهم الضعيفة.

وقد كان لمراسلي صحيفة روناهي جولة داخل مخيم الطويحينية الواقع شمال غرب مدينة الطبقة بنحو35 كم، ويقع على ضفاف بحيرة الفرات، وقد رصدنا المعاناة التي يعيشها قاطنو المخيم مع عدم توفر أبسط ظروف الحياة، حيث حدثنا بعض سكان المخيم عن السيول التي اجتاحت خيمهم، وعن الخيم البالية التي لا تمنع المطر، والتي سقطت معظمها على القاطنين فيها، وعدم توفر وسائل التدفئة، حيث قامت إحدى المنظمات بتوزيع مادة الكاز دون توزيع المدافئ، ورصدنا القمامة والأوساخ التي تراكمت في المخيم.

وبهذا الصدد حدثنا النازح دحام خلف الربيع من ريف حماة عن حجم معاناته في المخيم، وقال: “لن أقول لكم معاناتي لأنكم ترون ماذا يحصل في المخيم؛ الخيم قديمة وبالية وبعضها عشوائية لا تحمينا من الأمطار ولا يتوفر في المخيم أي وسيلة للعناية بالأطفال ولا تتوفر الألبسة الشتوية، وفي الفترة الأخيرة انتشرت مشكلة النظافة في المخيم، وخاصةً دورات المياه التي بقيت بدون تنظيف والتي ستجلب لنا الأمراض، ولن أكثر الحديث عن المعاناة لأن الصورة تتحدث”.

الإدارة الذاتية خدمات حسب الإمكانات

وفي لقاء مع الإداري في مخيم الطويحينية عبد الهادي العبد، أكد إن أكثر من 80% من العائلات الموجودة في المخيم هي تحت خط الفقر، والتي يصل عددها إلى 2163 عائلة، وأغلب الخيم قديمة، وأن الأمطار الغزيرة شكلت سيول جارفة دخلت إلى الخيم في القطاع “R” وهدمت بعض الخيم، وأشار العبد بأن المخيم موزع على سبع  قطاعات وكل قطاع فيه من 350 إلى400 خيمة.

ونوه عبد الهادي إلى إن بعض المنظمات تقدم المعونة الشهرية وإنها ليست كافية، وإن الأنواع الموجودة في السلة غير كافية لسد رمق الأهالي القاطنين في المخيم، وهناك تقصير كبير من المنظمات الإنسانية العاملة في المخيم، حيث ذكر بأن إحدى المنظمات كانت تقدم خدمة النظافة في المخيم ولكنها منذ فترة أوقفت عملها في المخيم، مما أدى إلى تراكم القمامة فيه، وكما تم توزيع الكاز دون توزيع المدافئ.

وبيّن عبد الهادي خلال حديثه بأن الإدارة المدنية الديمقراطية لمنطقة الطبقة تقدم لقاطني المخيم الخبز بالمجان حيث توزع 2750ربطة خبز يومياً، بالإضافة للماء بحسب الإمكانات المتوفرة، ومن الخطط التي وضعت من قبل الإدارة؛ افتتاح دورة محو أمية للأطفال في المخيم لتعليمهم مبادئ القراءة والكتابة.

وذكر عبد الهادي إن الهلال الأحمر الكردي يقدم الخدمات الطبية بشكلٍ جيد، وخاصة ً للأطفال والنساء من خلال عيادته المنتقلة ويقدم الأدوية للمرضى، وخلال الفترة الماضية انتشر مرض الحصبة، ولكن استطاعت لجنة الصحة في الإدارة المدنية الديمقراطية لمنطقة الطبقة من القضاء على الوباء من خلال تقديم اللقاحات اللازمة للأطفال في المخيم.

وفي النهاية تبقى معاناة مخيم الطويحينية تنتظر الآذان الصاغية والعيون المبصرة والقلوب التي ترق لهذه المعاناة، وإيجاد حل جذري من أجل إنقاذ الأطفال من البرد والجوع والخطر الأهم في المخيم وهو خطر الأمية مع عدم وجود مدارس فيه، والذي يعتبر حقاً من حقوق الطفولة.