معالجة السن أصبحت ترفاً ورفاهية بعيدة المنال عند الكثيرين

الحسكة/ آية محمد –

بات علاج الأسنان في الحسكة، يثقل كاهل السكان بشكل كبير، لارتفاع كلفة المواد المستخدمة، وأجور الأطباء، فيما ربط الأطباء الأمر بارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي.

ارتفعت تكلفة علاج الأسنان، وهوما يفوق قدرة المواطن، فزيارة عيادة الأسنان لكثير من الناس باتت مغامرة غير محسوبة النتائج، لما ستكلفهم من مبالغ مالية تفوق راتبهم الشهري في معظم الأحيان، حتى أصبحت “لمن استطاع إليه سبيلا”.

بدورنا توجهنا إلى أحد أطباء الأسنان في الحسكة للوقوف على الأجور والتكاليف، حيث أوضح طبيب الأسنان ” معتز السلطان”  لصحيفتنا “روناهي” للتكلفة الباهظة لعلاج الأسنان؛ تراجع الاهتمام بشكل كبير بالصحة الفموية؛ لأنها أصبحت عبئاً كبيراً على المريض، إذ بات الكثير من الناس لا يذهبون إلى الطبيب إلا بعد أن يصل الأمر بهم إلى درجة لا يتمكنون فيها تحمّل الألم، أو على مشارف خسارة السن.

وأكد الدكتور “معتز السلطان”: أن غلاء الأدوات والمواد وتأثير سعر الصرف أحدث إرباكاً لدى الأطباء والمرضى، حتى أصبحت تكلفة علاج السن الواحد تفوق الراتب الشهري للمريض.

ولفت  السلطان إلى: “أن كلفة تجهيز وتشغيل عيادات الأسنان مرتفعة مقارنة بالتخصصات الأخرى، وأن أطباء الأسنان يشترون المواد الطبية بالدولار علماً أن أسعارها ارتفعت عما كانت عليه، وبالتالي هم مرغمون على التسعير بالدولار”.

وأردف قائلاً: “إن مشهد المرضى وهم يعانون من مشاكل عدة، ويعجزون عن متابعة علاجهم “كارثي”، في الحالات البسيطة نستطيع النظر إنسانياً إلى أوضاع بعضهم، أما الذين يعانون مشاكل كثيرة فنحن نأسف لما وصلوا إليه، ونحاول مساعدتهم قدر المستطاع”.

ضعف مرتادي عيادة الأسنان للتكلفة الباهظة

 ونوّه “السلطان”: “إن هناك مرضى يزورون العيادة وتكون أعراض الألم لديهم في أكثر من سن، ولكن بسبب السعر يطلبون معالجة السن الأكثر ضرراً، ويتناولون المسكنات لتخفيف الألم إلى حين التمكن من علاجه”.

“كما بات كثير من المرضى يفضلون قلع الضرس والاستغناء عنه بالكامل، نظراً إلى ارتفاع تكلفة إعادة تصنيعه”

وقال الدكتور “معتز السلطان”: أنه من خلال عملي الميداني، رأيت أن أصحاب الدخل المحدود لا يزورون أبدا عيادة طبيب الأسنان، إلا للضرورة القصوى.

مؤشر الأسعار لمواصفات السن

 وبيّن ” معتز السلطان”: إن تكلفة صناعة الأسنان ترتفع وتنخفض متأثرة بتقلبات الدولار، ويختلف سعر السن باختلاف المادة المصنوعة منها، إذ يتراوح سعر السن ” الزيركون “بين 30 إلى 50 دولاراً، بينما تبلغ تكلفة سن “الخزف من 20 إلى 25 دولاراً تقريباً، أما تكلفة سحب العصب مع الحشوة تتراوح بين 15 إلى 25 دولاراً تقريبا.

منوهاً: إلى أن الأسعار المذكورة آنفاً هي داخل “مناطق شعبية”، أما التكاليف في المناطق السكنية ذات التنظيم الحديث قد تصل إلى ضعف الأرقام المذكورة سالفاً، وبذلك يخرج علاج الأسنان من حسابات المواطنين كغيره من الضرورات الأخرى.

وبالحديث عن الصعوبات التي تواجه أطباء الأسنان، قال “معتز السلطان”: إن انقطاع “مادة البنج” أحياناً مشكلة كبيرة، يعاني منها معظم الأطباء، كذلك مشكلة انقطاع الكهرباء وتقنين المولدات، كانت بمثابة كارثة على الطبيب، والمريض في الوقت نفسه، فبسبب ذلك يُهدر الوقت وتتأجل المواعيد.

مخاطر تأجيل معالجة السن 

وبين طبيب الأسنان “معتز السلطان” في ختام حديثه: أنه على الرغم من تلك الأرقام الخيالية، إلا أن معالجة الأسنان في “روج آفا” تعد الأقل تكلفة مقارنة مع مناطق الجوار، ولكن المشكلة في دخل المواطن، الذي يعدُّ لاعباً أساسيا، لذلك امتنع أغلب المرضى عن معالجة أسنانهم.

ويطالب المواطنون بضرورة إعادة النظر في أسعار علاج الأسنان؛ ليتسنى لمختلف شرائح المجتمع العناية أكثر بصحة الأسنان واللثة، فمن المعروض عن إهمال الصحة الفموية تسبب أمراضا في الهضم والمعدة ويمكن لها أن تتطور إلى أمراض تصيب الأمعاء.