مضخة رفع تل السمن تعود للحياة من جديد بعد جهود الجهات المعنيّة

تقرير/ حسام اسماعيل –

روناهي/ عين عيسى ـ سعت الجهات المعنية بعد تحرير منطقة عين عيسى ومدينة الرقة وأريافها مباشرةً، إلى  إعادة تأهيل البنى التحتية الحيوية في المناطق المذكورة، وبخاصة المشاريع الزراعية التي تُعدُّ العمود الفقري لاقتصاد المنطقة؛ بهدف تحسين حياة الأهالي وتوفير فرص العمل. لذلك؛ بدأت بأكثرها أهمية وهي مضخة “رفع تل السمن العملاقة”.

مساعٍ في إعادة المضخة إلى الحياة والنجاح في ذلك

وضع كل من مجلس الرقة المدني ولجنة الاقتصاد في ناحية عين عيسى مشروع إعادة تأهيل مضخة رفع تل السمن العملاقة من أحد الأولويات لإعادة مضخة تل السمن للحياة بعد توقفها لأكثر من عامين؛ نتيجة الأعمال التخريبية التي تعرضت لها من قبل مرتزقة داعش إبَّان سيطرتهم على المنطقة.

وباشرت لجنة الاقتصاد في ناحية عين عيسى بالتعاون والتنسيق مع مجلس الرقة المدني ومنظمة “آفاق جديدة” بإعادة تأهيل المضخة التي تروي /16/ ألف هكتار من الأراضي الزراعية، في الخامس عشر من شهر أيلول من العام المنصرم.

وانتهت أعمال الصيانة فيها والتي بلغت تكلفتها /400/ ألف دولار أمريكي، بتاريخ الـ 31 من شهر كانون الأول من العام نفسه، إلا أنها لم تشغلها بسبب أعمال الصيانة للجسور والقنوات الفرعية التي تضخ المياه بها.

وتكللّت جهود الجهات المعنية بالنجاح ليتم تشغيل المضخة، يوم الخميس بتاريخ الثامن والعشرين من شهر آذار عام 2019، الأمر الذي يوفر الكثير من فرص العمل ويحيي مئات آلاف الهكتارات الزراعية، التي تساعد وبشكلٍ كبيرٍ على تحسين اقتصاد المنطقة.

أهمية مضخة “رفع تل السمن” لبلدة الهيشة والقرى التابعة لها

وتعد مضخة مياه رفع تل السمن (نسبة إلى  المنطقة المتواجدة في القرية المذكورة) التي تم تدشينها في عام 2000م، من أهم المشاريع الزراعية التي تم العمل عليها، لاستصلاح أكبر قدر ممكن من الأراضي الزراعية، وتعتبر مدينة الرقة وريفها الشاسع المخزون الزراعي وسلة الغلال الزراعية السورية، حيث تصلها المياه من قناة ري البليخ العملاقة المتفرعة من سد الفرات في الطبقة، وتعد أيضاً من أهم قنوات الري، فيما تتغذى بالطاقة الكهربائية من محطة الفروسية. وتعد بلدة الهيشة التابعة (لناحية عين عيسى) والقرى التابعة لها من أشد المناطق حاجة لتشغيل المضخة لما لها من أهمية في توفير المياه للأراضي الزراعية التي يُعتمد عليها في تأمين قوت مئات العائلات، وتوفير مياه الشرب الصحية والنظيفة من خلال محطات مياه الشرب الموجودة على القناة الضخمة.

مما تتألف المضخة، وما مساحة الأراضي التي ترويها؟

تتكون المضخة من ستة أنابيب عملاقة، يضخ كل منها /1/ متر مكعب/ثانية من المياه، وتعمل بواسطة محولتان يتم تشغيلهما بواسطة الطاقة الكهربائية.

وتروي المضخة ستة عشر ألف هكتار من الأراضي الزراعية، بالإضافة إلى تغذيتها محطتان للمياه الصالحة للشرب في ريف ناحية عين عيسى، حيث تعتمد عليها المئات من القرى.

وبتشغيل المضخة سيعاد إحياء 11 ألف هكتار من الأراضي الزراعية في منطقة الهيشة وتجمع قرى خنيز والريف الشمالي والغربي لتل السمن، وتبقى /5000/ آلاف هكتار من المساحة التي ترويها المضخة غير مروية لحين إعادة تأهيل مضخة “الحيار” التي ترفع المياه المتدفقة منها إلى  الريف الشمالي لبلدة الهيشة، بالإضافة إلى  قسم لا يُستهان به من الريف الجنوبي لمقاطعة كري سبي.

المشاكل التي سببها توقف المضخة

 وبسبب اعتماد غالبية أهالي المنطقة في معيشتهم على الزراعة؛ انعكست آثار توقف المضخة المذكورة على حياتهم بشكلٍ مباشر؛ الأمر الذي دفعهم لممارسة نشاطهم الزراعي الذي تعتمد عليه الغالبية العظمى من سكان تلك البلدة والقرى التابعة لها، واقتصاره على  ضفتي نهر البليخ ، حيث لا تتعدى نسبة الأراضي التي تُروى على سريره الـ 15 بالمئة من مساحة الأراضي الزراعية بالمنطقة.

بالإضافة لتحمل المزارعين دفع المبالغ الباهظة التي تصرف أو ثمناً لمحركات الديزل التي تحتاج إلى الصيانة الدائمة والدورية أو للمحروقات التي تستهلكها، والبعض الأخر فضل تأجير أرضه أو تركها بوراً؛ بسبب عدم القدرة على تمويل المشاريع الزراعية.

كما أدى توقف المياه التي تدفع بها المضخة المذكورة عبر قناه الري الضخمة، لتوقف محطات مياه الشرب التي أنشأت على ضفتها. لذلك؛ حُرمت مئات القرى التابعة لبلدة الهيشة وأخرى في الريف الجنوبي لمقاطعة كري سبي، من مياه الشرب الصحية المعقمة، مما أدى إلى شراء المياه من الصهاريج المتنقلة، وخصوصاً في فصل الصيف الحار لكثرة استعمالاتها.