الشهباء/ فريدة عمر –
شجب عضو مكتب العلاقات في مجلس مقاطعة عفرين والشهباء، مصطفى نبو، تقاعس عمل المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي، في إيصال المساعدات لمستحقيها، واستنكر تسييس ملف متضرري الزلزال وخاصة في مناطق الشهباء وحلب، لتحقيق مصالح آنية، وأكد، أن حصار حكومة دمشق للشيخ مقصود، والأشرفية، والشهباء، يمهِّد لكوارث إنسانية فيها.
تحتضن مقاطعة الشهباء، الآلاف من مهجري عفرين وأهالي مقاطعة الشهباء، إضافة إلى توافد ما يقارب من 4000 أسرة متضررة عقب الزلزال الذي حدث في السادس من شباط الفائت، والذي تسبب بضرر كبير في الضحايا، والبنى التحتية في مناطق الشهباء، وأحياء الشيخ مقصود، والأشرفية؛ ما زاد من معاناة المواطنين هناك، وسط حصار جائر تستمر فيه حكومة دمشق، وتقاعس عمل المنظمات الإنسانية، بالإضافة إلى الصمت الدولي الذي يساهم في تفاقم المعاناة، وينذر بحدوث كوارث تهدد حياة الآلاف.
جهود ذاتية لاحتضان المتضررين
وحول ذلك التقت صحيفتنا عضو مكتب العلاقات في مجلس مقاطعة عفرين والشهباء، مصطفى نبو، الذي استهل الحديث عن مساعي الإدارة الذاتية، وجهودها الحثيثة لتأمين ما أمكن لمتضرري الزلزال: “إنَّ منطقة الشهباء، تعاني من بنية تحتية شبه مدمرة، نتيجة تعرضها لحروب وصراعات، منذ بداية الأزمة في سوريا، وبعد تهجير سكان عفرين إليها إبان الاحتلال التركي لها، في 18 آذار من عام 2018، حاول الأهالي والإدارة الذاتية، بجهود ذاتية ترميم بعض المنازل؛ لإيواء أهالي عفرين فيها، واستمرار مقاومة العصر بمرحلتها الثانية”.
وتابع نبو: “لكن بعد كارثة الزلزال التي حدثت في السادس من شباط الفائت، تعرضت المنطقة لتدمير آخر، فأصبحت الآلاف من المنازل والمدارس غير مؤهلة للسكن، فمنذ اليوم الأول من كارثة الزلزال حاولت إدارة المقاطعة، وبجهودها البسيطة تدارك الموقف، حيث قدمت الخيم، والإسعافات الأولية، والمواد الغذائية، للمتضررين، الذين توافدوا إلى المنطقة، سواء من الأسر المتضررة في الشهباء، أو الوافدين من أحياء حلب الأخرى”.
حصار مطبق لحكومة دمشق
وأشار نبو: إنَ “الحصار التي تفرضه حكومة دمشق على المنطقة، زادت من المعاناة أضعافاً مضاعفة، للأسف حكومة دمشق رغم الكارثة الإنسانية، لم تتقرب من المتضررين كما كان يجب، بل أصبحت تستخدم الزلزال سياسيا، وشددت في فرض حصارها الجائر، وعرقلت وصول المساعدات إلى المنطقة عبر حواجزها وخاصة من قبل الفرقة الرابعة، وبقيت المساعدات على الحواجز لأيام عدة”.
وبين نبو: “المساعدات، التي قدمتها الإدارة الذاتية وشعوب شمال وشرق سوريا، وأهالي السليمانية، لم تدخل إلى المناطق المتضررة بشكل فوري، الإدارة الذاتية قدمت في اليوم الأول 100 صهريج من المحروقات، استحوذت قوات حكومة دمشق على 60 صهريجاً منها، فحكومة دمشق تتعامل مع سكان هذه البقعة، وكأنهم ليسوا سوريين، ولم تأخذ بعين الاعتبار بأن الآلاف من السكان في هذه المناطق تضرروا من الزلزال، حيث كان هناك نوعان من الهجرة، هجرة داخلية ممن تضررت منازلهم في مناطق الشهباء، وأيضا هجرة من مناطق حلب، ومع ذلك تعاملت قوات حكومة دمشق مع هؤلاء بلامبالاة وبصفاقة، لأنها تعتمد على محاصرة السوريين في مناطقهم”.
مؤتمر المانحين المُسيّس
وانتقد نبو، المجتمع الدولي، ومؤتمر المانحين على تسييسهم للملف الإنساني فيما يخص المتضررين الفعليين، بقوله: “حتى فيما يخص المجتمع الدولي، وعلى الرغم من سعيها لمساعدة المتضررين، إلا أنَّ التقرب لم يكن في المستوى المطلوب، حيث تم تسييس تقديم المساعدات، مؤتمر المانحين الذي عقد في 20 آذار المنصرم ببروكسل، اجتمعت الدول للاستجابة الطارئة، ودعم مشاريع التعافي المبكر للدول المتضررة من الزلزال، تركيا وسوريا، ولكن نسبة الدعم معظمها ذهبت لتركيا، وعلى حساب الآلاف من السوريين المتضررين، وتم تهميش مناطق حلب والشهباء”.
وأوضح نبو: “على الرغم من وجود إحصائية للآلاف من الأضرار، مؤتمر بروكسل تم تسييسه من قبل الأطراف الفاعلة على الأرض، ولم تصل المساعدات إلى المتضررين الفعليين من الزلزال، وكذلك في 23 آذار جددت حكومات غربية وعربية التأكيد على دعم قرار مجلس الأمن الدولي الخاص بسوريا، وجاء ذلك في بيان مشترك صادر من ممثلي الحكومات المجتمعة في العاصمة الأردنية عمان بحضور 11 دولة، أكَدوا في البيان بالتخفيف عن معاناة المتضررين، وتشجيع المجتمع الدولي على توفير المساعدات الإنسانية، وحتى في المناطق المحتلة، كمنطقة جندريسه، والتي عدت منكوبة بسبب تضررها بشكل كامل، بالرغم من ذلك لم يتم إيصال المساعدات إليها، وحتى الجثث بقيت تحت الأنقاض عدة أيام”.
وطالب مصطفى نبو، في ختام حديثه، المنظمات الإنسانية بالقيام بواجبها: “إنَّ مناطقنا تضررت بشكل كبير، والآلاف من الأسر المتضررة بحاجة إلى الدعم اللوجستي، والطبي، والمادي، وترميم منازلهم، وعلى المنظمات الإنسانية والجهات المعنية القيام بواجبها، وعدم الانحياز للمواقف السياسية على حساب الحالات الإنسانية، التي تستدعي التحرك العاجل”.
يذكر أنه نتيجة للزلزال تضرر ما يقرب من /1000/ منزل وأصبح غير صالح للسكن، وتضررت 25 مدرسة، إضافة إلى آلاف الضحايا والجرحى.
