سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مصطفى قلعه جي: تركيا دولة محتلة والدلائل على الأرض تثبت ذلك

أكد السياسي السوري، مصطفى قلعه جي، أنه لا فائدة من أي تقارب سوري مع دولة الاحتلال التركي؛ لأنها تحاول تكريس احتلالها ووجودها في الأراضي السورية، وأشار، إلى أن ممارساتها الاستعمارية على أرض الواقع، كرفع العلم، وفرض العملة، واللغة والمناهج التركية، والتغيير الديمغرافي في المناطق المحتلة، تدل على ذلك، وأوضح، أن التقارب والحوار بين السوريين هو الحل الأمثل للأزمة في سوريا.
تزايد الحديث مجدداً عن مسار التقارب بين حكومة دمشق والاحتلال التركي، وفي هذا السياق، تحدثت أنباء عديدة عن وساطة عراقية بين الجانبين.
وفي الأول من حزيران الجاري، قال رئيس الوزراء العراقي، محمد شيّاع السوداني، في مقابلة مع قناة “خبر تورك” التركية، إنّ هناك اتصالات يُجريها مع بشار الأسد، وأردوغان بشأن المصالحة بين الطرفين، وأضاف “قد نرى خطوات في هذا الصدد قريباً”.
وبدورها، نقلت صحيفة إيدي نيلك، التركية خلال اليومين الماضيين عن مصادر مطلعة، أن وفدين عسكريين من حكومة دمسق، والاحتلال التركي أجريا، بوساطة روسية، مفاوضات في قاعدة “حميميم” الجوية، ومن المتوقع أن يعقدا اجتماعا مقبلاً في بغداد.
وجاء في مقالة الصحيفة التركية: “في 11 حزيران الجاري، تم عقد لقاء بين مسؤولين عسكريين أتراك وقوات حكومة دمشق، في قاعدة حميميم الجوية الروسية، جنوب شرق اللاذقية، حيث كان هذا أول اجتماع من نوعه بشأن القضايا الأمنية على الأراضي السورية”.
الدولة التركية المحتلة ترسخ الاحتلال
وحول الموضوع، تحدث الأمين العام لحزب التغيير والنهضة السوري، مصطفى قلعه جي، لوكالة هاوار: “العلاقات بين حكومة دمشق وبين النظام التركي، لم تنقطع، حتى في أوج سنوات الحرب التي ما تزال مستمرة، وكانت هناك لقاءات مباشرة وغير مباشرة عبر وسطاء، وبالنتيجة الدول تحاول دائماً الاستفادة من أي متغير، ولذلك تبقى على نوع من التواصل يضمن لها ذلك”.
وحول إمكانية وصف التحرك التركي بالمناورة السياسية والعسكرية، أوضح قلعه جي: “تركيا لديها مشروع تعمل عليه بالوسائل المتاحة، وهو الميثاق الملي التركي، وتسعى إلى تحقيقه، وهي بالفعل تقوم بخطوات سريعة ومهمة في هذا الاتجاه، وللعلم تركيا المدعومة من الناتو ومن حلفائها في آستانا، تعمل جاهدة على فرض ظروف تجعل الأراضي السورية المحتلة أمراً واقعاً ونهائياً، ولذلك نجد أنها تقوم بتغيير ديمغرافي في هذه المناطق تحت ما يسمى اتفاقات خفض التصعيد، ضاربة عرض الحائط بالقوانين الدولية واستهتارها بحقوق الشعوب “.
وأضاف: “تركيا لديها مشروع احتلالي لمناطقنا، وهي تعمل على ترسيخ هذا الاحتلال بوسائل عدة، فهي ترفع علم بلادها على الأرض السورية، وتفرض التعامل بالعملة التركية، وتفرض مناهج دراسية تركية على أبناء المنطقة من السوريين، وتغلق الحدود مع الأهل وتفتحها باتجاه الداخل التركي، ناهيك عن ربط المنطقة بكل تفاصيل الحياة واحتياجاتها من ماء وكهرباء وأنترنت وكافة ما يلزم لاستدامة العيش في هذه المناطق”.
وتابع قلعه جي: “تركيا دولة محتلة ولا فائدة ترجى من أي تقارب معها، في ظل ضعفنا كأطراف مشتتة تستقوي بحلفائها علينا”.
وفي ختام حديثه، أكد السياسي السوري مصطفى قلعه جي، أن: “التقارب والحوار بين السوريين، هو المخرج الوحيد الذي يعيد للسوريين حقوقهم؛ لأن المتدخلين في المسألة السورية يديرون الأزمة باتجاه تحقيق مصالحهم، وخيارنا الوحيد هو عدم التعويل على الأجنبي أياً كان، علينا التوجه باتجاه المحافظة على مصالح بعضنا، وتحقيق كل ما هو يعيد أمننا وأماننا واستقرار البلد وتحقيق التنمية المستدامة وما يلزمها”.