سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مسرح الأطفال… أهم اختراعات القرن العشرين

وليد عمر_

مسرح الأطفال من أهم اختراعات القرن العشرين، هذا ما قاله أحد المفكرين، والحق إنه لم يقلها عن عبث، نظراً لتأثير المسرح على ذهنية الأطفال بشكل مباشر، لأن اعتماد المسرح الطفلي على التفاعل المباشر كفعل ورد فعل، يؤدي وبقوة على إيصال الفكرة المراد إيصالها مباشرة، لأن الطفل يظن أن ما يراه على خشبة المسرح هو الحقيقة، لأن الشخصيات التي تؤدي الأدوار، هي من لحم ودم وأحاسيس، لذلك يتبنى الطفل أفكار المسرحية من خلال الشخصية الإيجابية، التي تدور حولها دراما العرض المسرحي، وكما يقال العلم في الصغر كالنقش على الحجر، وكمثال لهذا المقال مسألة الاعتذار  إذ إن الكثير من الناس يعدّون أن الاعتذار ينقص من شخصياتهم، أو إهانة لهم، بينما الاعتذار من الآخرين صفة حميدة وحضارية وإنسانية رائعة.
لذلك عندما تقدم هذه المعلومة لطفل بأسلوب جميل، ومن خلال شخصية لطيفة، فأنت تزرع في كيان الطفل معلومة في غاية الأهمية، وهي أن الإنسان عليه بالاعتذار، إذا أخطأ مع الآخرين بكل احترام وتقدير ومحبة.
وحالياً هناك نوع جديد لمسرح الطفل بأفكار العرض، ويطلب منهم وضع حلول لمشكلة معينة وإبداء آرائهم من خلال نقاش مقترح وخلال العرض، وعند الوصول إلى إجماع معين حول الموضوع من قبل الأطفال، يتابع العرض المسرحي ومن ثم تكرر هذه المسألة، حتى الاكتفاء بالعرض، لذلك مشاركة الأطفال بهذا الأمر يطور من شخصيتهم المستقبلية ويضعهم في واقع المسؤولية، وتحفز طاقتهم الإبداعية ولذلك تدعيم القيم الإيجابية لديهم.
ومن هنا نستطيع القول: إن مسرح الطفل التفاعلي مناسب تماماً لتقديمه بالمدارس وداخل الصفوف من خلال تقديم مشهد واحد ثم طرحه للنقاش مع الأطفال خلال حصة مدرسية واحدة، ويمكن لوزارة الثقافة أو التعليم إدخال “كتاب المسرح” يتضمن ويشرح الأمور كلها المتعلقة بالمسرح من ديكور. نص …موسيقى ..إضاءة ..إلخ.. بطريقة وأسلوب طفولي يتناسب مع عمره، وأن يكون هناك معلم بعد اتباعه لدوره عن المسرح الطفولي، لكي يستطيع تحويل النصوص لمسرحية بشكل جيد، حيث يقوم الأطفال بتجسيد الشخصيات وصناعة إكسسواراتهم وألبستهم وأزيائهم، وبدايةً يجب تشكيل فرق مسرحية للأطفال، تقدم عروضاً في باحة المدارس، وهذا الأمر سيقرب الطفل من المدرسة ويزداد حباً بها؛ لأنها ستصبح مكان للمتعة والمعرفة والفائدة ويفترض أن يكون هناك عروض للأطفال خلال العطل، وبشكل مستمر في صالات المسرح، فالذهاب إلى المسرح بحد ذاته يخلق متعة وفائدة، لذلك نأمل من المخرجين تقديم عروض خاصة  للأطفال، وعدم الاستهانة بالموضوع، وأعتقد بأن المسرح سيخفف تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على ذهنية الطفل، وخاصة المواقع المؤثرة بشكل سلبي عليه، لذلك، فإن مسرح الأطفال من أهم اختراعات القرن العشرين، بحق.