مسرحية “حنين” جسّدت آلام زواج القاصرات ومعاناتهن

تقرير/ هايستان أحمد –

روناهي / قامشلو-  مساوئ زواج القاصرات كثيرة، ويمكن وصفها بكارثة اجتماعية تظهر في المجتمعات من هذا المنطلق نُظِمت مسرحية تحت اسم حنين جسدت آلام زواج القاصرات ومعاناتهن.

 يعتبر زواج القاصرات ظاهرة اجتماعية يمكن وصفها بالكارثة لما لها من نتائج سلبية على الفتيات، وغالباً ما ينتهي هذا الزواج بالفشل مع وجود طفل أو أكثر، مع فتاة لا تعرف كيفية تربيتهم، أو بوفاة الزوج المسن وترك الفتاة تحارب وحدها صعوبات الحياة.

يعيش الإنسان حياته بطريقة تتوافق مع الظروف المعيشية والعادات والتقاليد السائدة في المجتمع، أموراً اعتدنا على وجودها والقيام بها بشكلٍ أو بآخر، على الرغم من قدمها وغرابة بعضها وجهلنا بمدى حاجتنا لوجود بعضها وصعوبة الاستغناء عنها، وعرقلة بعضها لمسار تطوير المفاهيم الدنيوية الحديثة، ومنها زواج القاصرات.

زمن التقاليد انتهى لكننا مازلنا متمسكين بها!!!

سابقاً كانت العادات والتقاليد والفقر والتخلف من الأسباب المؤثرة تأثيراً مباشراً في زواج القاصرات، وخوف الأهل من جلب الفتاة العار لأهلها والتخلص من همها سريعاً أو تزويجها لمسنٍ ثري وبيعهم لفتياتهم وتزويج فتيانهم بهذا الثمن، أو إجبار الفتاة على العمل الشاق قسراً وتحريمها من التعليم، فتنتشر هذه الأفكار في المجتمعات التي تعتمد على الموروث الاجتماعي المرتبط بتزويج الفتيات بعمرٍ صغير، لا سيما الجهل الفكري المنتشر بين العائلات التي لا تدرك مدى خطورة وضرر هذا الزواج، ولا يقدرون بأنها غير قادرة على تحمل مسؤولية الأبناء وغيرها من المسؤوليات العائلية الأخرى، لكننا الآن نعيش في تطورٍ فكري وثقافي ولم تعد الحالة الاجتماعية والأوضاع مزرية كما قبل، وما تزال هذه العادة منتشرة في مجتمعاتنا.

سلبيات زواج القاصرات وأضراره

صحياً الجدير بالذكر أن طفلة في 8 إلى 15 من عمرها تواجه مخاطر في الحمل والولادة، فأظهرت الإحصائيات أنه يوجد 70 ألف حالة وفاة سنوياً بسبب الزواج المبكر، وتعرضها لمخاطر صحية مثل أمراض السكري أو الضغط، حيث أشارت الكثير من الأبحاث والدراسات العلمية والطبية إلى أنه يوجد نسبة عالية من الأطفال الذين يولدون ولديهم تشوهات خلقية وذلك عائد إلى صغر سن الأم، ونفسياً حدوث الاضطرابات النفسية بسبب الصدمة الكبيرة التي يتعرضن لها هؤلاء الفتيات، حيث لازلن في مرحلة الطفولة ولم ينضجن بعد، لذلك فأن العديد منهن يقعن فريسة للأمراض النفسية مثل الاكتئاب أو الخوف أو القلق، وعدم نضوج عقل الفتاة بالشكل الكافي والذي يجعل منها لا تستطيع التعامل أو التصرف مع زوجها بشكلٍ جيد وخصوصاً في تلك الحالات التي يكون فيها فارق السن بينهما كبيراً، مما يتسبب بحدوث الكثير من المشاكل الزوجية وعدم الاتفاق والإحساس بالراحة.

كيفية إيجاد الحلول لهذه الظاهرة؟؟؟

وحديثاً تم إصدار العديد من القرارات التي تعمل على الحد من انتشار هذه الظاهرة وإيجاد سبل الحل لها، ففي الشمال السوري ألقي الضوء على هذه المشكلة الاجتماعية لعلاجها وإعطائها أهمية كبيرة، وفي هذا السياق أصدرت هيئة المرأة في إقليم الجزيرة قرار يتوجب الالتزام به وهو لا يسمح بتزويج الفتيات تحت السن القانوني للزواج، ولا يسمح لهن بعبور الحدود لغاية الزواج تحت هذا السن، وساهمت في مشاركة المرأة في كل جوانب الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية، ومن هذا القبيل عرض في هذا الشهر مسرحية “حنين” في مركز محمد شيخو للثقافة والفن في مدينة قامشلو من قِبل “فرقة المسرح في قامشلو”، وهو عرض مسرحي طرح مدى خطورة الزواج المبكر وسلبياته على الفتاة نفسياً وصحياً.

وأخيراً يجب توعية الأهالي لتجنب حدوث هذه الظاهرة والحد من ازديادها في المجتمع وإعطاء الفتاة حقها بالتعليم وبالعيش مراحل عمرها بالتسلسل ومراعاة مشاعرها وضعف جسدها، وأن نجاح الفتاة في الحياة ليس مرهوناً بالحياة الزوجية فقط بل أنها تستطيع تحقيق ما يحققه الآخرون في المجتمع من عمل ودراسة وغيره بنجاح.