سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مستوصف الشعب في صفيا.. رعاية طبية بإمكانات قليلة

الحسكة/ آية محمد ـ

أكدت إدارية مستوصف الشعب في صفيا بريف الحسكة “شهناز عبد الله حمد”، أن المستوصف يفتقر للأجهزة الطبية والأخصائيين والأدوية.
 بات مستوصف الشعب في صفيا بريف الحسكة الشمالي، والذي يعدُّ شريان الحياة لأهل البلدة والقرى المحيطة، مهدداً بالتوقف لإمكاناته القليلة.
خدمات المستوصف 
وفي السياق؛ التقت صحيفتنا “روناهي”، مديرة مستوصف الشعب في صفيا بريف الحسكة “شهناز عبد الله حمد“، والتي تحدثت بدايةً، عن تاريخ افتتاح المستوصف والخدمات التي يقدمها: “افتتح مستوصف الشعب في صفيا بريف الحسكة، بتاريخ 20/9/2019، فيقدم خدمات لثلاثة آلاف عائلة، وتسعين قرية محيطة بالبلدة، إضافةً، للخدمات التي يقدمها للمواطنين هناك، لأنه المستوصف الوحيد في المنطقة.
وأكدت، بأنه يتم تقديم الخدمات اللازمة للمرضى ضمن الإمكانات المتاحة، من “أدوية واستشارات طبية، وإسعافات أولية، وطبابة جروح وحروق”، بالإضافة لرعاية أولية ولقاح.
فيما أشارت، إلى أن الكثير من الحالات المرضية يتم تحويلها إلى مشفى الشعب في الحسكة، أو المشافي الخاصة، لقلة إمكانات المستوصف في تقديم العلاج اللازم، منوهةً، إلى أن المركز لا يرتقي إلى المستوى المطلوب، فلا يتوافد عليه أعداد كثيرة من المرضى.
تضخم سكاني وخدمات شبه معدومة 
ويفتقر مستوصف الشعب بصفيا، إلى معدات طبية وأجهزة، وإلى إسعافات أولية وأدوية لأمراض مزمنة، حيث يوجه الأهالي نداءات متكررة إلى الجهات المعنية والمنظمات العاملة في المجال الطبي لتزويد المركز بالمستلزمات المذكورة وبالسرعة الممكنة من أجل تقديمها للأهالي.
وفي سياق ذلك نوهت شهناز، إلى ضرورة توسيع خدمات المستوصف الطبية، حيث يشكو الجميع من وجود طبيب وحيد في المركز منذ مدة طويلة، لأهميته في خدمة أهالي المنطقة فهو يحتاج لأطباء مختصين في مجالات عدة، مثل طبيبة نساء وطبيب أطفال، مؤكدةً: “لقد رفعنا مطالبنا للمسؤولين، حيث أكدوا بأنها مدرجة في الميزانيات القادمة، فيما لا زلنا بانتظار تنفيذ المقترحات”.
وزادت شهناز: “فمن المفروض أن يتوفر في المركز أكثر من طبيب مختص “مرة أو مرتين في الأسبوع على الأقل”، بحكم العدد الكبير للمواطنين الذين يلجؤون لهذا المركز، فوجود ممرض واحد غير كافٍ بالمقارنة مع عدد السكان المستفيدين من الخدمات الصحية، إذ يضطر المرضى، وذووهم لتكبد مشاق الطريق، وتكاليف الوصول لمركز آخر يقدم لهم العلاج، أو العناية الصحية”.
وأكدت شهناز، بأن هناك تسعين قرية مستفيدة من الخدمات الصحية، التي يقدمها هذا المستوصف، ما يسبب حرمان عدد كبير من المواطنين، من حقهم في الحصول على الأدوية القليلة، التي يتم بها تزويد المستوصف، والتي توزع خلال أيام قليلة، ليبقى المستوصف بلا أدوية فيما بعد. وتعزو شهناز قلة الأدوية في المستوصف إلى قلة الدعم، وتصفه بـ “القليل جداً وشبه المعدوم”.
وأردفت: “ويقتصر الدعم الطبي على تقديم بعض الأدوية المسكنة والالتهاب، على الرغم من وجود أمراض مزمنة ومستعصية، حيث يحتاج المستوصف لدعم كبير، حتى يتمكن من تأمين الأدوية التي يحتاجها المرضى في المنطقة”.
وتأمل شهناز، بتوفير وتأمين الأدوية بشكل عام، ليتمكن المستوصف من تقديم خدماته، دون اقتصار عمله على تقديم الحبوب المسكنة. فيما أشارت، إلى حاجة ذوي الدخل المحدود لخدمات المركز: “فحتى أجور إعطاء حقنة، أو تركيب سيروم لحالات التسمم في الصيدليات مكلفة”.
مؤكدة، بأن بقاء المستوصف بهذا النوع من الخدمات دعا الكثير من المواطنين إلى التوجه للعيادات الخاصة لعلاج أبنائهم ونسائهم، فهم بحاجة لقابلة وطبيبة نسائية وطبيب أطفال، بالرغم من أن طول مواعيد العيادات الخاصة وتكاليفها الباهظة، نظراً للظروف المعيشية الحالية، وتردي الأوضاع الاقتصادية، لافتةً، إلى الرعاية الطبية بالمستوصف غير كاملة وغير شاملة. وبينت شهناز: “إن تزويد المركز بكادر طبي متكامل وأجهزة طبية وأدوية “قيد الدراسة والبحث”.
واختتمت مديرة مستوصف الشعب في صفيا بريف الحسكة “شهناز عبد الله حمد”، بأن عمل اللجان والمكاتب الصحية في إقليم شمال وشرق سوريا يخضع للإمكانات المتوفرة، ويتأثر بعمل المنظمات الإغاثية والإنسانية.
والجدير ذكره، أن المستوصف يعمل على توعية المجتمع حول طرق الوقاية من الأمراض والتعريف بأهمية الرعاية الصحية والتغذية المتوازنة، ويقوم بتنظيم ندوات تثقيفية لتعزيز الوعي الصحي والتوعية بأهمية اللقاحات والتحصينات للأطفال والنساء والحوامل، إضافةً لاستقبال خدمات اللقاح المجاني المقدم من قبل مديرية الصحة التابعة لحكومة دمشق.
فبالرغم من التحديات الكبيرة التي يواجهها المركز، إلا أنه تمكن من تحقيق بعض الإنجازات الملموسة في توفير الخدمات الصحية والدعم النفسي لآلاف المستفيدين، ويأمل المركز في المستقبل بتوسيع نطاق خدماته وتعزيز دوره كعامل رئيسي في تحسين الوضع الصحي والنفسي للسكان المحليين.
وتحتوي مدينة الحسكة وريفها على عدد من المشافي العامة والخاصة، بالإضافة إلى ستة مستوصفات صحية تتوزع ضمن المدينة، والريف تقدم عناية صحية وإسعافات أولية، وهي (مستوصف الشعب في الكلاسة، مستوصف الشعب في تل حجر، مستوصف الشعب في صفيا، مستوصف البانوراما، مستوصف الصالحية للأمراض المزمنة، مستوصف الشريعة للأمراض المزمنة).