سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مستورة أردلان… الشاعرة التي رفعت شأن الأدبين الكردي والفارسي

مستورة أردلان، شاعرة لم تتردد في التعبير عن مشاعرها فبعد أن ألمت بالشعر استطاعت أن تجد لنفسها موطئ قدم بين شعراء اللغة الفارسية في تلك الفترة.
كسرت مستورة أردلان التقاليد البالية، وأخذت القلم عندما كانت المرأة في أسوأ حالاتها بمجتمع تقليدي، وخطت خطوات مهمة في مجالات الشعر وكتابة التاريخ والتصوف والخط.
تلقب الشاعرة “ماه‌ شرف خانم”، بمستورة بنت مالك نيسا خانم، ويعتقد الكثير من الباحثين والشعراء أنها كتبت 20 ألف بيت شعر، ولكن لم يتوفر منها الآن سوى ألفا بيت واختفى الباقي، وكانت إضافةً لكتابتها الشعر مؤرخة ومتصوفة وخطاطة كسرت محرمات المجتمع الأبوي في ذلك الوقت وتبنت قضية الدفاع عن حقوق المرأة.
ولدت في قرية عاقل عام 1805 في شرق كردستان وخلال فترة قصيرة استطاعت منافسة مشاهير شعراء عصرها وواكبت المؤرخين في مجال السجلات.
“شاعرة استطاعت أن تساعد في تطوير الثقافة والأدب” 
وقالت الكاتبة والباحثة سروة. س: “إن التاريخ مليء بالنساء الكرديات المشهورات اللاتي كسرن النظام الأبوي بفنهن، ولكن لم يُقل عنهن سوى القليل جداً، ومستورة أردلان هي واحدة من النساء اللواتي لم يتم فعل الكثير بشأنهن”.
وتابعت: “فعلى الرغم من أن القراءة والكتابة لم تكن من عادات الفتيات في زمنها، بل كانت محظورة، إلا أنها ذهبت إلى العلماء لتتعلم وتكتب. حتى القرن التاسع عشر، عندما ولدت مستورة، لم تتحدث أي امرأة عن عرقها أو جنسيتها ولم تطالب بحقوقها. وحزنت مستورة أردلان عندما رأت أن النساء من حولها لا يعرفن حقوقهن، وألفت كتاباً للدفاع عن حقوق المرأة ولتشجعهن على الوقوف في وجه الظلم، كما أنها استطاعت أن تساعد في تطوير الثقافة والأدب”.
من أوائل المؤرخات في إيران والعالم 
وأضافت: “كانت مستورة أردلان من أوائل المؤرخات في إيران والعالم. بصرف النظر عن كونها مؤرخة، كانت شاعرة مشهورة، وتتمثل أهمية ما قدمته في أنها لم تقتصر على القراءة والكتابة، بل سعت بجدية إلى تعلم المعرفة الرسمية في ذلك الوقت، وهو الأمر الذي كان من المحرمات. أهم ما يميز مستورة هو أن قصائد الحب موجهة إلى عاشق إنسان وليس الإله كما في الصوفية، وهو أمر غير معتاد لمجتمع ذلك الوقت ونوع من كسر التقاليد. جانب آخر من أهمية مستورة وتميزها بين نساء ذلك الوقت هو فهمها الدقيق للقضايا السياسية”.
في كردستان الكاتبات غير معروفات
ولفتت إلى أن الكاتبات يعانين من التهميش في كردستان “ربما لا يكون عدد الكاتبات كبيراً مثل عدد الكتاب الذكور، وحضور المرأة في الفن والأدب في القرون الماضية قد لا يقارن بالرجال من حيث الكمية، لكنه حضور عالي الجودة وهناك أسماء ثقيلة في الفن والأدب، لقد قالوا إنه لا يمكن لأحد أن يخفي قوته، ولكن في مقاطعة سنه، كاتباتنا غريبات. تم نحت تمثال للشاعرة مستورة أردلان في مدينة سنه، لكن زواره لا يتعدون المائة كل عام، ولم يبقَ إلا القليل من الذكريات عنها”.
واعتبرت، أن تاريخ المرأة الكردية مليء بالإنجازات، إلا أنه لم يكن لها سلطة سياسية، وأنه لم يتم تأريخ إنجازات النساء أمثال مستورة أردلان، وخودادا وخاتون، وشجرة، وخانزادى سوران، وشاخاتوون، وحفصة‌ خاني نقیب، وقدم خیر خانم، وعادلة خانم.
كسرت المحرمات من خلال اللغة 
وفي الختام، لفتت الكاتبة والباحثة سروة. س، بأن مستورة أردلان شاعرة لم تترد في التعبير عن مشاعرها، ونقلت عبر قصائدها مشاعر الحب الأنثوية، وكانت ملمة بالشعر جداً، وهكذا وجدت لنفسها موطئ قدم بين شعراء اللغة الفارسية في تلك الفترة “على الرغم من تعرضها لمظالم كثيرة، منها إجبارها على الزواج وهي في السابعة عشرة من عمرها، وابتزازها لكتابتها الشعر حتى أنه تم اعتقال أقارب لها وأجبرت على دفع غرامة مالية”.
وتوفيت مستورة أردلان عام 1848 عن عمر ناهز الـ 44 عاماً ودُفنت في المقبرة العامة لمدينة السليمانية الواقعة في إقليم كردستان.
وكالة أنباء المرأة