سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مساعي لجنة التربية والتعليم في الطبقة للحد من تفشي الجهل والأميّة

 تقرير/ ماهر زكريا –

روناهي / الطبقة ـ تسعى لجنة التربية والتعليم في منطقة الطبقة جاهدةً للحد من انتشار ظاهرة الجهل والأمية بين صفوف الأطفال المتسربين من المدارس نتيجة الفقر وعمل الأطفال، بغية عودتهم لمقاعد الدراسة.
تسعى لجنة التربية والتعليم في الإدارة المدنية الديمقراطية في منطقة الطبقة للحد من ظاهرة تفشي الجهل والأمية التي انتشرت في فترة الحرب والإرهاب بين أطفال المرحلة الابتدائية، واستمرت لمراحل متقدمة من عمرهم.
وتابعت اللجنة حالات التسرب التي شملت فئة الأطفال الذين هم في سن الحلقة الأولى دون إحصائها للتقليل من أمية الأطفال، وخاصةً أن العلم يتطور بشكلٍ متسارع، وخصوصاً بعد انتشار الحاسوب والتقنية الرقمية.
سُبل الحد من انتشار ظاهرة الأميّة
وللاطلاع على أسباب انتشار هذه الظاهرة في الفترة الماضية، وأسباب خوف الأهالي من إرسال أبناءهم إلى المدارس، وما هي قرارات لجنة التربية والتعليم للحد من هذه الظاهرة، وكيف سيتم ضبط حالات التسرب وعدم انتشار الجهل والأمية بين الأطفال ممن هم في سن دخول المدرسة، أجرت صحيفة روناهي لقاءً مع الرئيس المشترك للجنة التربية والتعليم في منطقة الطبقة هنانو خليفة، الذي أكد بأنه بعد مضي سنتين على بدء لجنة التربية والتعليم في العمل وخاصةً بعد سنوات الحرب التي أدت إلى انتشار الجهل والأمية بين أطفال المنطقة نتيجة غياب التدريس وإغلاق المدارس وتغيب الأطفال الجبري بسبب ظروف الحرب والإرهاب الذي مارسته مرتزقة داعش، وخصوصاً على أطفال أعمارهم تراوحت بين 5 سنوات إلى 12 سنة، كان لابد من وضع خطة عملية تطلبت مجهوداً كبيراً من لجنة التربية والتعليم وقع على عاتق المعلمين والأهالي.
وأضاف هنانو بالقول: “تابعت لجنة التربية سير العمل التربوي في سبر معلومات هؤلاء التلاميذ خلال مدة لا تتجاوز 3 أشهر ومن ثم نقلهم إلى صفوف أعلى، وذلك نتيجة الجهد الذي عملت عليه اللجنة ما أدى إلى حل هذه الأزمة واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من انتشار ظاهرة الأمية بين صفوف الأطفال، رغم ذلك كان هناك غياب لبعض الأطفال نتيجة عدم التعاون بين الأهل والمدرسة وغياب الأطفال عن المدرسة، وقد أدى ذلك إلى انتشار الأمية وانتشار عمالة الأطفال، لكن لجنة التربية استمرت في عملها، وتابعت هؤلاء الأطفال من سن 5 سنوات إلى سن 12سنة، حيث حاولت ترغيبهم بالالتحاق في المدرسة، كما لاقت قبول من الأهل ونجحت في استقرار العملية التربوية بعد مرور سنتين، وقد التحق من الطلاب من التحق في صفه”.
عودة الثقة بالعملية التربوية
وأشار هنانو إلى أسباب عدم استجابة بعض الأهالي لإرسال أبناءهم للمدرسة بعد التحرر من ظلام داعش والحرب على الإرهاب، حيث قال: “كان من أهم الأسباب هو الوضع المعيشي لتلك الأسر بعد خروجهم من ظروف الحرب وتأثيراتها الاقتصادية، وفقد بعض معيلي تلك الأسر أثناء الحرب مما جعل بعض الأطفال يضطرون للعمل وترك مقاعد الدراسة لجلب بعض مستلزمات المعيشة، بالإضافة لتشكل عقدة الخوف التي تولدت لديهم من ذهاب أولادهم إلى المدرسة بسبب عدم استقرار التعليم ووصفه بغير الكفء، لكن بعد ملاحظة الأهالي لاستقرار المدارس ووجود الصفوف وتوفر المقاعد ووجود المعلمين المختصين عادت الرغبة من قبل الأهالي بإرسال أولادهم للمدارس، وعودة الثقة للعملية التعليمية بعد توزيع الكتب ومنهاج التعليم الذاتي أعطى حافز للأهل والتلميذ في آنٍ واحد، واليوم تشهد المدارس أعداداً مكتظة بالطلاب”.
وسائل عدة لمحو الأميّة
وأضاف هنانو بأن لجنة التربية والتعليم تعد دراسة لوضع نظام داخلي للتعليم تدعو من خلاله الدعوة إلى تطبيق مبدأ إلزامية التعليم من الصف الأول إلى الصف التاسع، وبين بأن هذه الدراسة لها إيجابيات كثيرة لتوفير التعليم المجاني للأطفال بسبب الكلفة العالية للتعليم الخاص وضيق الحالة المادية لبعض أسر التلاميذ كي لا تبقى ذريعة لبعض الأهالي.
وأوضح هنانو أن النظام الداخلي يضبط حالات التسرب من المدرسة، وأن اللجنة ستبحث عن أسباب التسرب، والسعي لملاحقة تلك الحالات ومنعها بوضع رؤية تربوية بضرورة إلزام الطفل وأسرته بالعودة للمدرسة ومتابعة الوضع لكل طالب.
البيئة المدرسية أحد عوامل الحد من التسرب
وتابع هنانو قوله بأن البيئة المدرسية لها دوراً أساسياً في إعادة الطفل إلى المدرسة، وأشار قائلاً: “منذ اللحظة الأولى عملت لجنة التربية والتعليم على تقديم الدعم النفسي للأطفال ومحاولة إعادة ذهنية الطفل إلى الجو المدرسي بعد تعرضه لحالات الخوف من الحرب ومشاهدته لحالات الدمار والقتل وإمكانية عودة الطفل للاستقرار النفسي والفكري داخل الصف والتعلق بمدرسته ومعلمه ورفاقه وكتابه وحبه لهم”.
إيجاد الحلول لإزالة العوائق
ونوه هنانو بأن هناك عدة أسباب قد تكون عقبة وتشجع على الأمية والجهل ومنها؛ سوء التوزيع الجغرافي للمدارس، وبعد سكن التلميذ عن المدرسة يشكل عبئاً ثقيلاً عليه، وذلك نتيجة الحرب الدائرة التي دامت لمدة 5 سنوات أدت إلى دمار بعض المدارس وخصوصاً كونها كانت المدرسة الوحيدة في القرية، وخاصةً في الريف إلا أن لجنة التربية تمكنت من إيجاد الحلول المناسبة ورفدت الطلاب لأقرب مدرسة إن وجدت، بل عملت أيضاً على استئجار بعض الغرف لتكون مدرسة مؤقتة، أو وضع غرف مسبقة الصنع لتأمين عدم حرمان الطالب من التعليم، وهذه العملية مستمرة في الريف، بينما في المدينة قامت لجنة التربية والتعليم بترميم بعض المدارس وأعادت تأهيلها رغم وجود بعض الاكتظاظ في بعض الصفوف حسب قوله.