مسؤول ومنسق غرفة العمليات بسد الفرات: لا جديد في الوارد المائي وتركيا تستمر باحتكار المياه

الطبقة / عمر الفارس –

أفادَ مسؤول ومنسق غرفة العمليات في سد الفرات رشدي رمضان أن الوارد المائي الذي تمررهُ تركيا لا يزال شحيحاً ولا يغطي احتياجات المنطقة مما يؤكد على استمرار دولة الاحتلال التركي اتباع سياستها في تعطيش المنطقة وانتهاك الحقوق الإنسانية.

في ظل موجات الحر الكبيرة التي تضرب المناطق في سوريا تتزايد الحاجة الماسة للمياه التي تعتبر عرق الحياة الرئيسي والتي تحرمها منها تركيا باتباعها سياستها اللا أخلاقية بقطع المياه، وتعطيش المنطقة منذ أكثر من تسعة أشهر، في انتهاك صارخ للحقوق الإنسانية وخرق الاتفاقيات الدولية الموقعة سابقاً التي تحفظ حق كل دولة وتضمن حصتها من المياه الإقليمية والأنهار الدولية.

كما ولوحظ تفاقم الأضرار الناتجة عن قطع المياه من قبل تركيا المتغطرسة عن الأراضي السوريّة وخاصةً شمال وشرق سوريا التي تعتبر منطقة زراعية بحاجة للمياه بشكلٍ منتظم، حيث لوحظ انتشار للجفاف بشكلٍ كبير في العديد من الأراضي الزراعية وانحسار المياه وابتعادها عن الشواطئ بشكلٍ متزايد حتى هذهِ اللحظة.

السياسة التركيّة وانتهاك الحقوق

ضمن هذا السياق كان لصحيفتنا “روناهي” زيارة لسد الفرات رصدنا فيها آخر المستجدات المائية والتقينا بمسؤول ومنسق غرفة العمليات في سد الفرات رشدي رمضان حيث أفادنا قائلاً: “منذ عدة أشهر وتركيا تتبع نفس السياسة ضد أهالي وسكان شمال وشرق سوريا من خلال استمرارها بقطع مياه نهر الفرات واحتكارها من المنبع الرئيسي في الأراضي التركية وعدم تمرير المياه عبر سدودها العديدة على مجرى النهر الدولي ومنح حصة العراق وسوريا من المياه، هذه السياسة الهمجية التي يعتبر المتضرر الوحيد فيها هم سكان المنطقة ولاسيما مع تزايد الحر الشديد في فصل الصيف وازدياد الحاجة للمياه للشرب وري المزروعات بشكلٍ أكبر”.

وارد شحيح

وأِشار رمضان إلى كمية المياه الواردة لسد الفرات التي لا تزال كما هي لا تتجاوز 250 متر مكعب بالثانية فيما يخالف المواثيق والاتفاقيات المبرمة سابقاً والتي حددَ فيها حصة سوريا 500 متر مكعب بالثانية، الأمر الذي يؤدي لاستنزاف كبير في المخزون المائي للبحيرة التخزينية ونقص المياه بشكلٍ مستمر حيث وصل في الفترة الحالية إلى ستة أمتار مما يشير إلى زيادة استنزاف وانخفاض المخزون المائي للبحيرة التخزينية شهراً بعد شهر منذ بدء تركيا بقطع المياه.

تأمين بعض الاحتياجات الأولية

كما وأوضح لنا رمضان أولويات العمل في سد الفرات وفق الوارد المائي المحدد والمنخفض الذي يصل والذي لا يسمح بتشغيل أكثر من عنفة واحدة فقط من أصل أربع عنفات مجهزة للعمل بشكلٍ كامل ويتم منها توليد مستوى معين من الطاقة الكهربائية والتي أُعطيَ فيها الأولوية لتوليد الكهرباء للخطوط الكهربائية الخدمية التي تمر بالمؤسسات الحساسة والمشافي والمطاحن والمعابر الحدودية أما باقي الخطوط فتخضع لنظام التقنين الكهربائي الذي لا يزال كبير جداً ويقارب 12 ساعة متواصلة، كما وأعطيت الأولوية لاستمرار عمليات ري المزروعات في الأراضي المروية وفق الإمكانات المتاحة الحالية.

تهجير الأهالي

ونوه رمضان إلى سياسة تركيا التي تتبعها في مساعي تحقيق التغيير السكاني الديمغرافي للمناطق وإجبار الأهالي على الهجرة بحثاً عن المياه التي كما ذكرنا تعد عرق الحياة الرئيسي ولا يمكن الاستغناء عنها، “ونحن أخيراً نناشد الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ومنظمات حقوق الإنسان أن تتدخل وتضع حد لهذه الممارسات البشعة بحق أهالينا على مجرى الفرات وفك الحصار أيضاً عن الحسكة وضخ المياه إلى المدينة التي عانت كثيراً من العطش بعد تكرار حصار المياه التي تفرضهُ تركيا عليها في فترات مختلفة”.