سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مزارع من الدرباسية: تحقيق الإنتاج المستدام من خيرات أرض الآباء والأجداد

الدرباسية/ نيرودا كرد –

لطالما كانت الأراضي الزراعية جزء من هوية شعوب إقليم شمال وشرق سوريا، فمن خلال أراضيها تتمسك هذه الشعوب بوطنها وترفض الخروج منه، وخير مثال على ذلك المزارع “عزيز شيخ محمد” من خلال بستانه الصغير يتمسك بموطنه الكبير.
لم تكن يوماً أهمية الأراضي الزراعية تنحصر في كونها مصدر رزق لأصحابها، خاصةً لتلك الشعوب التي تتعرض للحصار الخانق من قبل أعدائها، تماماً كما هو الحال مع شعوب إقليم شمال وشرق سوريا، حيث باتت هذه الأراضي وسيلة من وسائل كسر الحصار المفروض عليها، والذي يهدف إلى تتضيق الخناق عليهم.
ففي حالة كهذه، لا بد من البحث عن البديل الذي يصل إلى نوع من الاكتفاء الذاتي، والذي يساهم عملياً في تخفيف الاعتماد على الخارج، والذي يتم من خلاله التحكم بلقمة عيش هذه الشعوب.
وقد أدرك “عزيز شيخ محمد“، ابن قرية بابا محمود، التابعة لمدينة الدرباسية في مقاطعة الجزيرة هذا الأمر، ما دفعه للاستفادة من أرضه من خلال زراعتها بمختلف صنوف الخضروات، الصيفية والشتوية، والتي يؤمّن من خلالها مؤنة منزله، إضافةً إلى بيع الكمية الزائدة في الأسواق.
أرض الآباء والأجداد
وعن أرضه هذه، يتحدث لصحيفتنا المزارع عزيز شيخ محمد: “نقطن في هذه القرية منذ القِدم، حيث جاءها أجدادنا وآباءنا، وها نحن اليوم فيها، ونُربي أولادنا على التمسك بها أيضاً، حيث تعتبر هذه الأرض جزء من هويتنا التاريخية، ونرى بأنه من الواجب الحفاظ عليها والاهتمام بها، فالأرض لن تُعطيك ما لم تُعطيها أنت”.
وأضاف: “وفي هذه الظروف التي نمر بها، باتت الحاجة إلى الأرض أكثر إلحاحاً، وذلك لتقليص الاعتماد على السوق الخارجية، خاصةً تلك التي نستورد منها من الخارج، حيث أننا نسعى من خلال هذه الأرض إلى الوصول إلى نوع من الاكتفاء الذاتي، لا سيما وإنني أقوم بتأمين كل مستلزمات المنزل منها، إضافةً إلى عرض الفائض منها، ولو كان بكمية قليلة، أعرضها في السوق المحلية، ولا شك بأن ذلك يؤدي إلى انخفاض أسعار هذه المنتجات، وخاصةً إذا ما تم توسيع مثل هذه المشاريع، حيث أن المساحات في منطقتنا تسمح بذلك”.
خيرات الأرض
وأشار محمد إلى أنه يزرع العديد من أصناف الخضروات في هذه الأرض، حيث أنه يزرع المواسم الشتوية والصيفية، ففي الوقت الحالي، يزرع محمد في بستانه الخضروات الصيفية، كالخيار والطماطم والباذنجان، إلى جانب البامية والثوم والبصل، إضافةً إلى جانب الفليفلة والبطاطا. وغيرها من المنتجات الصيفية، كما أنه يزرع خلال فصل الشتاء شتى أنواع المنتجات الشتوية، ويقوم بسقاية البستان بانتظام، حيث يسقيه كل عشرة أيام مرة، وذلك من خلال الري بالتنقيط.
فوائد هذه المشاريع
فيما لفت محمد: “إلى جانب كل ذلك، فإن الأرض جزء من الشرف والكرامة التي لطالما ناضلنا من أجل الحفاظ عليها، وإذا ما فرطنا بهذه الأرض؛ فإننا نُفرط بجزء من كرامتنا، وهذه الكرامة هي أهم ما يحاول الأعداء سلبنا إياه”.
واختتم المزارع “عزيز شيخ محمد” حديثه: “إن مساحة أراضينا الزراعية شاسعة، لذلك علينا الاستفادة منها قدر الإمكان، وأدعو كل من يستطيع البدء بهكذا مشاريع، نظرياً لأهميتها الكبيرة التي ستنعكس على مناطقنا، لا سيما إذا كان هناك إقبال واسع عليها، كما أدعو إلى التشجيع على تنفيذ هذه المشاريع لأنها تُعتبر ثروة وطنية ذات مردود عالي”.