مزارعو كوباني يشتكون من نقص الحصادات في منطقتهم

تقرير/ سلافا أحمد –

روناهي / كوباني – يشتكي المزارعون في كوباني من قلة عدد الحصادات الزراعية في مناطقهم مقارنةً بالسنوات السابقة، الأمر الذي أدى لأضرار كبيرة في محصولهم الزراعي وبشكلٍ خاص محصول الشعير الذي بدأت حبوبه بالتساقط نتيجة تأخر حصاده، إضافةً إلى احتراق آلاف الهكتارات الزراعية في المنطقة.

تشتهر مناطق شمال وشرق سوريا بمناطق زراعية ذات التربة الخصبة، ويعتمد أغلب أهاليها على زراعة أراضيهم كدخل أساسي لإعالة عوائلهم.

وصف الأهالي هذا العامٍ بعامٍ بأنه عام استثنائي عم فيه الخير بالنسبة للزراعة في شمال وشرق سوريا، لكن غياب الحصادات الزراعية واندلاع الحرائق في محاصيل الأهالي، أدت إلى عدم تحقيق أحلام وآمال الأهالي بالحصول على خيرات أراضيهم.

غياب الحصادات كبدت المزارعين خسائر كبيرة

واتجهت أغلب الحصادات الزراعية إلى ريف الرقة ودير الزور والحسكة لأسباب عدة منها أن محاصيل تلك المناطق نضجت قبل محاصيل كوباني بعشرة أيام تقريباً، إضافةً إلى أن اتساع رقعة المزروعات في أرياف المدن الأخرى وإنتاجها الوفير، وارتفاع سعر الحصادات في تلك المناطق.

هنا اشتكى الأهالي بعدم توفر الحصادات اللازمة لحصد المحاصيل في كوباني مقارنة مع غيرها من المناطق الأمر الذي عاد بالضرر على المحاصيل أي عدم توفرها لسد الحاجة وبالتالي على المزارعين بعدم جني محصولهم في الوقت المناسب، وقال أحد المزارعين من قرية حلنج، شرقي كوباني سيامند أمين, بأن المزارعين بحاجة ماسة للحصادات، مشيراً إلى أن الجهات المعنية قد وزعت مادة المازوت لأصحاب الحصادات الذين بدورهم ذهبوا إلى مناطق أخرى خارج كوباني، من هنا يجد سيامند بأنه كان يجب وضع خطة من قبل الجهات المعنية لإبقاء الحصادات اللازمة في المنطقة حتى لا تفتقر لها كما حصل مع المزارعين في الوقت الحالي من تضرر بالمحاصيل لعدم حصدها في الوقت المناسب.

وكانت هيئة الاقتصاد ومديرية المحروقات في كوباني قد أوقفت توزيع مادة المازوت على المزارعين ووزعتها على أصحاب الحصادات ليقوموا بحصد الأراضي في منطقتهم، إلا أن أصحاب الحصادات استلموا /3/ آلاف لتر من المازوت، ولم يلتزموا  بالبقاء في المنطقة واتجهوا نحو المنطقة الشرقية (ريف الرقة ودير الزور والحسكة)، تاركين المزارعين في كوباني بدون حصادات.

وأشار أمين إلى أن الموسم الزراعي يعتبر جيداً مقارنةً مع المواسم الزراعية السابقة، وأن الإنتاج كان سينقذ الأهالي من وضعهم الاقتصادي المتردي، لكن تأخر الحصاد والتهام الحرائق للمحاصيل الزراعية, حال دون ذلك.

بدورها أوضحت المزارعة زركة كنجو، أن الفلاحين والمزارعين ينتظرون بفارغ الصبر حصاد أراضيهم وبيع إنتاجهم في الموسم الحالي، وخاصةً أن أغلب المواسم السابقة كانت خاسرة بالنسبة لهم.

وأضافت زركة بأنهم يبحثون عن حصادات لتحصد أراضيهم الزراعية لكن دون جدوى، فأغلبها اتجهوا لمناطق الجزيرة والرقة.

وأردفت قائلةٌ: “يبدو أن أصحاب الحصادات, لم تناسبهم النسبة التي حددتها الإدارة الذاتية من إنتاج المحاصيل الزراعية، ولكن النسبة كانت جيدة بالنسبة لهم وللمزارعين”، لافتةً  إلى أن المزارعين بكوباني تعرضوا للغبن والظلم ولا يعرفون كيف سيتصرفون ومن أين سيؤمنون الحصادات للاستفادة من إنتاج أراضيهم، وإنقاذ محاصيلهم من الحرائق والتلف.

التهام النيران آلاف الهكتارات من المحاصيل الزراعية

وقد التهمت نيران الحرائق آلاف الهكتارات من المحاصيل الزراعية من (القمح والشعير) التي احترقت خلال الأيام الماضية، وقد سارعت سيارات الإطفاء والأهالي لإخماد الحرائق، فسلمت آلاف الهكتارات من الأراضي من هذه الحرائق.

وبلغ عدد الحصادات المسجلة لدى هيئة الاقتصاد هذا العام /642/ حصادة زراعية مختلفة الأحجام، حيث قامت الهيئة بالتعاون مع مديرية المحروقات “سادكوب” بتوزيع /3/ آلاف لتر لكل حصادة قبل بداية الموسم الزراعي.

وفي هذا السياق أوضح المتحدث باسم لجنة الاقتصاد في كوباني، خليل شيخ مسلم، أن الهيئة وزعت المحروقات على أصحاب الحصادات مبكراً،  ليستطيعوا حصاد الأراضي في كوباني في ظل الإنتاج والموسم الجيد بأسرع وقت، مشيراً إلى أن أصحاب الحصادات لم يؤودوا واجبهم تجاه أصحاب الأراضي الزراعية.

وأكد شيخ مسلم أنهم ينتقدون أنفسهم بسبب ما حصل, في ظل وجود عشرات الحصادات في كل قرية، إذ لم يبق ربعها في المنطقة، وهي لا تكفِ الأراضي الزراعية التي تم زراعتها بشكلٍ كامل تقريباً.

ويشار إلى أن لجنة الاقتصاد أصدرت تعميماً أوضحت فيه أسعار الحصادات في إقليم الفرات بنسبة 7% لمحصول الشعير البعلي، و8% لمحصول الشعير المروي، فيما حددت سعر حصاد القمح بنسبة 5%، سواءً أكان المحصول بعلي أو مروي، لكن أصحاب الحصادات لا يتقيدون بتلك الأسعار في ظل نقص عدد الحصادات، وحاجة المزارعين إليهم.