تقرير/ حسام اسماعيل –
روناهي/ عين عيسى ـ بعد تحديد هيئة الاقتصاد والزراعة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا سعر استلام محصول القمح للموسم الزراعي الحالي، بسعر 225 للكيلو غرام الواحد؛ يبقى السؤال الذي يطرح نفسه إلى أي مدى يستطيع هذا السعر سد التكاليف الباهظة التي أثقلت كاهل الفلاح مع الغلاء الواضح الذي تسبب به انهيار الليرة السورية أمام العملات الصعبة؟!، وارتفاع تكاليف زراعة المحصول الزراعي الحالي، وقدرته على مواصلة العمل الزراعي بدعم من الجهات المعنية لهذا العام!!.![]()
الجهات المعنية دعمتنا ولكن بشكل متأخر
حول هذا الموضوع؛ كان لصحيفتنا لقاء مع بعض المزارعين، وحدثنا المزارع من بلدة الهيشة التابعة لناحية عين عيسى خلف الأحمد؛ قائلاً: “إن السعر الذي تم إعلانه من قبل الجهات المعنية لا يناسب الظرف الحالي، مع تدهور العملة السورية أمام العملات الصعبة، والتكاليف الباهظة التي قمنا بصرفها على محصول القمح لهذا العام، وبخاصة بالنسبة للأراضي التي تروى عن طريق (محركات الديزل)، فبسبب انقطاع مياه الري في ذروة الموسم بعد توقف (مضخة رفع تل السمن) والتي نعتمد عليها بشكل كبير في ري الحقول الزراعية بالبلدة لعدة أشهر حتى نهاية شهر آذار سببت خسارة كبيرة لشريحة واسعة من المزارعين بعد زراعة الحقول وتحمل تكاليف البذار والفلاحة”.
وأضاف الأحمد: “الجهات المعنية زودتنا بالمحروقات خلال هذا الموسم. ولكن؛ كان هنالك تأخير في تسليم الأسمدة إلى نهاية هذا الشهر الحالي، وبات رش المحصول بالأسمدة غير مجدي، كان الأولى تسليمها في شهري شباط وآذار لينتفع النبات بها”.![]()
تكاليف وصعوبات تسويق المحصول تؤرق المزارع
وبدوره؛ أبدى المزارع خليل الموسى مخاوفه من تسويق محصوله لهذا العام؛ بسبب عدم تحديد مراكز استلام المحصول لهذا العام بسبب العدوان التركي والهجمات المتكررة على المناطق التابعة لناحية عين عيسى؛ كونها المكان الذي قام بتوريد محصوله من القمح لصوامعها قبل العدوان التركي الأخير، واحتلاله لمناطق بمقاطعة كري سبي/ تل أبيض، ونهبه لصوامعها وتدميرها.
وأضاف الموسى: “إذا تم توريد المحصول لهذا العام إلى مراكز بريف الرقة الشمالي؛ سيكون هنالك صعوبات كبيرة بالنسبة لنا كمزارعين كبعد مسافة التسويق إلى المراكز، وارتفاع أسعار النقل وتحميل الأكياس وغيرها. لذلك؛ نأمل من الجهات المعنية تقديم التسهيلات المطلوبة ليتسنى لنا تسويق محاصيلنا بشكل آمن، أو التكفل بجزء من تكاليف التسويق”.
ورأى المزارع خليل الموسى بأنه قبل بدء الموسم ظهرت مشكلة ارتفاع تكاليف أكياس القمح الفارغة، والأسعار المرتفعة المتداولة الآن لسعر التحميل والتسويق والحصاد بين أصحاب آليات التسويق والتحميل والمزارعين، وبين: “يصل سعر الكيس لحوالي 275، وسعر 250 ليرة سورية أجرة تحميل الكيس، وأجرة غير رسمية للحصاد تصل إلى 7000 ليرة سورية للدونم الواحد إلى جانب تحكم أصحاب آليات التسويق بالنقل سواءً بالطن، أو بالأجرة المقطوعة”.
وناشد كل من الفلاحين في نهاية حديثهما الجهات المعنية بأن تكون في صورة الوضع الحالي، وأن تجد الحلول المناسبة للمشاكل آنفة الذكر، وطالبوا بتوفير الدعم قدر المستطاع ليتسنى لهم مواصلة العمل الزراعي للموسم المقبل.
التدابير مُتخذة وآلية التسويق وتأمين الموسم قيد البحث
وبدوره أكد الرئيس المشترك للجنة الاقتصاد والزراعة بعين عيسى محمد عدنان: “قامت اللجنة باتخاذ التدابير المطلوبة، وبحسب الإمكانات المتوفرة، من آليات إطفاء حريق وخزانات مياه وجرارات حراثة للمساعدة في تأمين موسم القمح والشعير لهذا العام”.
وأضاف: “إن اللجنة والجهات المعنية الأخرى كشركة تطوير المجتمع الزرعي تبحث مسألة تسويق الموسم، وتحديد مراكز استلام المحصول والآليات الأخرى التي تسهل التوريد كالقبان وطريقة التسويق وضمان تسويق أمن للمزارعين سواء مع الإدارة المدنية بالرقة أو الجهات المعنية”.
واختتم الرئيس المشترك للجنة الاقتصاد والزراعة بعين عيسى محمد عدنان حديثه بالقول: “إن لجنة الاقتصاد والزراعة تعمل قدر الإمكان على دعم المزارعين وتقديم التسهيلات الأخرى كالأسمدة والمحروقات بالوقت الحالي بحسب الإمكانيات المتوفرة، والظروف الاستثنائية الراهنة”.
