سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مزارعو الشعير يتوجهون لبيع محصولهم بالسوق السوداء… أسعاره لا تُحقق المأمول…!

عين عيسى/ حسام إسماعيل ـ يأمل مزارعو محصول الشعير بمناطق إقليم شمال وشرق سوريا بتسهيل آلية الاستقبال لمحصولهم ومراجعة التسعيرة، لتحقيق “مفاضلة تنافسية” بعد الإعلان عن نية الإدارة الذاتية الديمقراطية استقباله، فيما يتوجه مزارعوه لبيعه في السوق السوداء لأسباب عدة.

وبحسب معنيين في هيئة الزراعة لإقليم شمال وشرق سوريا، فإن المساحة المزروعة بمحصول الشعير في عموم مناطق إقليم شمال وشرق سوريا وصلت إلى 735 ألف و56 دونم بشقيه المروي والبعلي، فيما يبلغ متوسط الإنتاج للهكتار الواحد 1500 ـ 2000 كيلو.

لا بوادر لتوريده حالياً

وشهدت زراعة محصول الشعير هذا العام إقبالاً واسعاً من المزارعين بسبب مصاريفه وتكاليفه المنخفضة نسبياً مقارنةً بالمحاصيل الزراعية الأخرى لقله مصاريفه المتعلقة بالسقاية والأسمدة.

وأعلنت الإدارة الذاتية الديمقراطية بقرار حمل الرقم (5) عن شراء محصول الشعير وسعرته بمبلغ وقدره 16 سنتاً للكيلو غرام الواحد من الشعير الأسود، وبسعر 15 سنتاً للكيلو غرام الواحد من الشعير الأبيض، وتخضع الأصناف المذكورة من الشعير لنظام الدرجات العددية مع إضافة 10 دولار أميركي للطن الواحد فيما خصصت الإدارة الذاتية الديمقراطية مركزين للاستقبال هما (الميلبية في مقاطعة الحسكة ـ كبش في مقاطعة الرقة).

ويُذكر أنه لم يشهد المركزين المخصصين للاستقبال في مقاطعتي الرقة والحسكة تسويقاً من قبل مزارعي الشعير حتى الآن لأسباب تتعلق بالتسعيرة المعلنة من قبل الإدارة الذاتية كذلك مصاريف الشحن الباهظة المترتبة على التسويق التي تُحسب بالدولار الأميركي إذ يبلغ أقلها 10 دولار للطن الواحد في حدود المقاطعة الواحدة، حيث يرتفع هذا السعر بحسب الاتفاق بين المزارع وأصحاب سيارات الشحن بحساب المسافات.

الأسعار المُعلنة مُتدنية…!

وبهذا الصدد علّق المزارع “محمود حمي” على تسعيرة الإدارة الذاتية الديمقراطية المعلنة بأنها غير مناسبة إذ يُباع الشعير الأسود بسعر يتراوح بين (18ـ 19) سنتاً أمريكياً للكيلو غرام الواحد في السوق السوداء، وتتراوح أسعار الأصناف الأخرى منه بين (15ـ 17) سنتاً أمريكياً للكيلو غرام الواحد لذلك لم يتوجه المزارعون إلى المراكز التي افتتحها الإدارة الذاتية الديمقراطية لعدم مناسبة أسعارها، ووجود تكاليف شحن وعمالة وغيرها تترتب عليه.

ويفضل المزارع حمي بيع محصوله من الشعير في السوق السوداء، وللتجار للأسباب المذكورة، متأملاً أن تُراجع الإدارة الذاتية الديمقراطية التسعيرة وأن تكون أسعار “الشعير” تنافسيّة بحيث تعطي أفضلية للبيع والشراء للمزارع بأعلى سعر يحقق الفائدة.

فيما طالب المزارع الجهات المعنية في الإدارة الذاتية برفع تسعيرة محصول الشعير المعلنة بعد دراسة التكاليف من قِبل اللجان المختصة من المزارعين والمديريات الزراعية، والأخذ بعين الاعتبار عدم وجود دعم للمحصول ضمن خطة الدعم الزراعي في كل عام… ومطالباً بوضعه على قائمة المحاصيل الزراعية المدعومة ولتحقيق التنافسية في السوق لصالح المزارعين.

هذا واتجهت نسبة كبيرة من المزارعين هذا العام لزراعة محصول الشعير لقلّة المصاريف المترتبة عليه إذ لا يحتاج الشعير سقاية مكثفة ومنتظمة كما الزراعات الأخرى، ويعد من المحاصيل الهامة والضرورية للثروة الحيوانية على وجه الخصوص.