سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مركز ستراتفور الأمريكي: “نهاية أردوغان باتت وشيكة”

قال مركز ستراتفور الأمريكيّ للدراسات الاستراتيجيّة والأمنيّة إنّ خسارة اردوغان في إسطنبول فتح الطريق لانشقاق مسؤولي حزب العدالة والتنمية وإنشاء حزب جديد منافس للعدالة والتنمية، مشيراً إلى أنّ بداية نهاية أردوغان بات وشيكاً.
أشار المركز الاستخباراتيّ الأمريكيّ (ستراتفور) إلى أنّ حزب العدالة والتنمية الحاكم (AKP) تعرّض لخسارة المدن الكبرى ليس فقط في إسطنبول ولكن أيضاً في العاصمة أنقرة وفي أماكن أخرى. وأكد الموقع على أن الأيام أو الأسابيع المقبلة، ستشهد انشقاق مسؤولين سابقين في حزب العدالة والتنمية وحلفاء أردوغان عن الحزب الحاكم وإنشاء حزب سياسيّ منافس.
ورأى المركز أنّ هذه الخطوة ستضعِفُ قاعدة حزب العدالة والتنمية وأردوغان وستجرّدُه من قوته وسيكون على أنصاره الاختيار بين أردوغان والمجموعة المنشقّة، فقد أنتجت عملية إعادة انتخاب عمدة اسطنبول في 23حزيران نتيجة محرجة لأردوغان
 وبرأي المركز فإنّ هذه النتيجة عكست إحباط الناخبين من محاولة أردوغان فرض النصر في إسطنبول بإلغاء نتيجة الانتخابات الأولى “ويمكن اعتبار النتيجة أيضاً تعبيراً عن استياء الناخبين من الطريقة التي يُدارُ بها الاقتصاد التركيّ وعدم الاهتمام الذي يوليه حزب العدالة والتنمية لمخاوف المواطنين العاديين بشأن التضخم والبطالة والخطاب السياسيّ المثير للانقسام”.
ولفت المقال إلى أنّ أردوغان لم يستطع حتى الآن استيعاب الصدمة وتوقع المركز أنّ تكون استجابة حزب العدالة والتنمية من خلال سحب العديد من سلطات والقرارات من يد البلدية، مثل إصدار تصاريح تقسيم المناطق ومناقصات المشتريات العامة، وإضفاء الطابع المركزيّ عليها في ظل السلطة الرئاسيّة.
وبمرور الوقت، قد يستاء الناخبون بشكل متزايد من رؤساء البلديات الجدد لأنّهم قد يفشلون بتقديم خدمات المدنيّة لناخبي مرشحي المعارضة ويقرّرون إعادة مرشحي حزب العدالة والتنمية إلى مناصبهم في الانتخابات القادمة – أو هكذا يأمل حزب العدالة والتنمية وأردوغان.
وعلى النقيض من ذلك، أدار إمام أوغلو حملة إيجابيّة وشاملة إلى حدّ كبير، وقد كافأه الناخبون، ويبدو أنَّ المدّ قد انقلب ضد أردوغان وحزبه العدالة، وأصبح لإمام أوغلو الآن وجود وطنيّ مواتٍ يمكن أن يضعه بمواجهة اردوغان للرئاسة بالانتخابات الوطنيّة المقبلة عام 2023.
وتوقّع المركز أن يعملَ أردوغان على مدار الأعوام الأربعة المقبلة على تقويض عمل رؤساء بلديات المعارضة المنتخبين حديثًاً، ليس فقط في إسطنبول ولكن في أنقرة أيضاً، محاولاً تعزيز فكرة مفادها أنَّه هو وحزب العدالة والتنمية فقط يمكنهم حكم تركيا بنجاحٍ.
ولفت المقال إلى أنّ تلك التصرفات والمتغيرات قد يؤدي إلى زوال أردوغان السياسيّ وابتعاده النهائيّ عن السلطة.
ويستعد المسؤولون السابقون في حزب العدالة والتنمية للاستقالة من الحزب وتأسيس حزب سياسيّ جديد نتيجة شعورهم بقرب نهاية أردوغان (كمن يرمي بنفسه للبحر من سفينة آيلة للغرق).
 وتفيد التقارير أنّ الرئيس السابق عبد الله جول ووزير الماليّة السابق علي باباجان يقودان هذا الجهد. وقد أحيل هؤلاء الأفراد إلى الهامش لعدة سنوات، مستاءين من مسار تركيا تحت حكم أردوغان، لكنهم خائفون من تحدّيه خوفًا من الانتقام. ويبقى أن نرى ما إذا كان الناخبون سيجدون هذا الحزب الجديد بديلاً موثوقًا به. والأمر سيسببُ انقساماً أساسيّاً بحزب العدالة والتنمية، وسيتعين على الأفراد اختيار ما إذا سيكونون مع أردوغان أو معارضيه.
وبغض النظر عن كيفية ظهور هذه المتغيرات، فمن الواضح أنّه  تمَّ إضعاف أردوغان وحزبه، ومن غير المؤكد والأقل احتمالاً أن يتمكنوا من استعادةِ ثقةِ الناخبين. بالمقابلِ وجد حزبُ الشعب الجمهوريّ طريقة للتواصل مع الناخبين وإقناعهم بأنّه قد يكون لديهم مرشحين ومنصة انتخابيّة تركّز على سياسات موثوقة من شأنّها حلّ المشاكل المجتمعيّة، في حين يبدو أنَّ أردوغان وحزب العدالة والتنمية يهتمون فقط بالحفاظ على قاعدة سلطتهم.