مركز بيسان الطبيُّ يبدأ رحلة العلاج بناحية جل آغا… والطموح بالتوسع

روناهي/ أمل محمد –

اُفتُتِح مركز بيسان الطبي في ناحية جل آغا في شهر تشرين الأول المنصرم، والذي يختص بمعالجة التوحّد واضطرابات النطق، والاستشارات النفسية لدى الأطفال، تحت إشراف الاخصائيّة، ميسم الحصرية.

بعد النجاح المبهر الذي حققته الاخصائية، ميسم الحصريّة، في كلٍّ من دمشق، ومدينة قامشلو، افتتحت فرع لمركز بيسان الطبي في ناحية جل آغا، والهدف الرئيسي هو: مد يد العون، وعلاج الأطفال، ممن يعانون من التوحد أو اضطرابات في النطق وعدم القدرة على المشي، بالإضافة إلى تقديم الاستشارات النفسية لكلٍ من الأطفال والأهالي على حدٍ سواء.

ومن خلال زيارتنا للمركز، حدّثنا مدير المركز “ماهر الجلعو” عن آلية العمل في المركز: “مشروعنا إنسانيٌّ أولا، وتوعويٌّ وعلاجيٌّ ثانياً، وهو مختص بعلاج أطفال التوحّد، وصعوبات التعلّم، ونقص اكتساب، وفرط النشاط لدى الأطفال، مركزنا الرئيسي في قامشلو مع وجود فرع في مدينة الحسكة، اخترنا ناحية، جل آغا، بالذات لنغطي مناطق شرق قامشلو، بعد أن وجدنا إقبالاً من أهالي هذه المناطق، ولكي نخفّف العبء عنهم، وتلبيةً لاحتياجاتهم قمنا بافتتاح فرعنا هنا”.

الدعمُ النفسيُّ بعيداً عن الدواء

يستقبل المركز أطفالاً من عمر السنة، حتى عمر ،18، من الساعة الثامنة صباحًا حتى الساعة الواحدة ظهراً، يشرف على الأطفال كادر مؤلّف من ثمانية مدرّبين، حاصلين على شهادة في التدريب، والعلاج الفيزيائي، وكيفية التعامل مع الأمراض المذكورة سابقًا، وقد بلغ عدد الأطفال المنتسبين إلى الآن للمركز 30 طفلاً.

وتابع الجلعو حديثه: “العلاج يبدأ من التشخيص الأوّل للطبيبة، ميسم الحصرية، للطفل ومن هذا التشخيص تحدد نوع المرض الذي يعاني منه الطفل، ومن ثم يخضع لعدة اختبارات لوضع خطة علاجية، وهذه الخطة تشمل أهدافاً سلوكية معرفية حركية شعورية، بعد مرحلة العلاج، تأتي مرحلة الدمج، وبعد الحصول على نتائج، تأتي مرحلة التخرج، ولكلّ حالة برنامج خاص بها، وفترة العلاج تتراوح من 8 لـ 18 شهراً، وهذا عائد لحالة كلّ طفل ولنوع المرض المشخّص به، العلاج يتمّ من خلال جلسات فيزيائية، دون الدواء مع وضع برنامج خاصّ بالغذاء مع التركيز على الحالة النفسية للطفل وإعادة ثقته بنفسه، لا يتمّ دمج الأطفال من أمراض مختلفة مع بعضهم البعض، بل لكلّ مرض مجموعة خاصة به منفصلة عن الأخرى”.

واختتم ماهر الجلعو حديثه: “وجدنا حالات كثيرة من الأهالي الرافضين الاعتراف بأمراض أطفالهم، وهذا بحد ذاته مرض، أتمنّى من الجميع، عدم الرضوخ لنظرة المجتمع، والاعتراف بالمرض هو بداية العلاج والتشخيص المبكر للحالة المرضية تساهم بشكل كبير في علاجها”.

وبدورها حدثتنا “بثينة عليكو” والدة الطفل يوسف علي، والذي يعاني من نقص اكتساب من تربه سبيه قائلةً: “يعاني طفلي من نقص في الاكتساب منذ الولادة، والذي يمنعه من المشي، وبعد أن سمعت عن المركز والنتائج الجوهرية التي حصل عليها العديد من الأطفال، سجلّت طفلي هنا، لمست تحسُّناً، لا بأس به وبدأ يوسف بالمشي، ولكن رحلة العلاج لا تزال طويلة، ولكنّي أصرّ على المتابعة والمضيّ قدماً”.

وتابعت: “لقد كنت أعاني انعدام وجود مثل هذه المراكز القريبة منّا، الفرع الأقرب لنا كان في قامشلو، ولكن لأسباب شخصية، لم أتمكن من علاج طفلي هناك، فرحت كثيراً بافتتاح المركز هنا”.

والجدير بالذكر، أنّ التشخيص في المركز يكون بشكل مجاني، وقد شهد مركز بيسان في مدينة قامشلو تخريج عدد كبير من الأطفال، الذين عانوا من الأمراض المذكورة أعلاه، وبدؤوا بالانخراط في المجتمع بعد التعافي.