سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مرعي الشبلي: “بالحوار البنّاء سنصل إلى الحلول للأزمة السورية”

يتعقّد المشهد العسكري والسياسي في إدلب يوماً إثر آخر، حيث حقق النظام السوري تقدماً سريعاً ومفاجئاً على حساب المجاميع التي ترعاها وتدعمها دولة الاحتلال التركي، وعلى رأسها هيئة تحرير الشام؛ ما سبب نوعاً من الخلاف بين الروس والأتراك.
وتعقيباً على ذلك؛ أجرت وكالة أنباء هاوار لقاءً مع عضو المجلس الرئاسي لمجلس سوريا الديمقراطية مرعي الشبلي الذي تحدث قائلاً: “في هذه الظروف العصيبة التي تمر على سوريا نلاحظ في الآونة الأخيرة أن الدول تقودها المصالح دون أدنى شك وهذا ينطبق على تدهور العلاقات التركية – الروسية، والسبب المباشر لذلك هو حدوث تقارب أمريكي – تركي من خلال الاتفاق على ما يخص ما يسمى المنطقة الآمنة، وقد أدى هذا إلى امتعاض الروس من هذه المقاربة. والتدهور في العلاقات أدى إلى انعكاس الخلافات على الأرض من خلال انطلاق عمليات عسكرية ونقض الاتفاقات الموقعة في آستانا بخصوص نقاط المراقبة في إدلب، وكان الحسم في هذا الموضوع التهديد الروسي المباشر للقوات التركية وإعطائها مهلة 24 ساعة للانسحاب من نقاطها بريف حماة”.
 وأشار الشبلي حديثه بالقول: “كانت روسيا تأمل أن تخرج دولة الاحتلال التركي من حلف الناتو وتبعدها من التحالف الغربي”، وأضاف: “كلنا نعلم بأن دولة الاحتلال التركي هي دولة مؤثرة في حلف الناتو من ناحية عدد جنودها يمكن أن تكون الدولة الأولى بالناتو، وإخراجها من هذا الحلف يعني إضعاف الناتو ولو بأي شكل من الأشكال، والروس يريدون سحبها من الناتو لضمها إلى الحلف الصيني – الروسي – الإيراني لبلورة منافس للغرب بشكل واضح وملموس”.
أمر محسوم
وعن شكل المرحلة المقبلة في آستانا التي ستشهد اجتماعاً موسعاً في الـ 27 من أيلول بمشاركة الدول الضامنة إلى جانب ألمانيا وفرنسا قال الشبلي: “الملاحظ في هذا الاجتماع الأخير أننا كنا قد قلنا في الفترة الحالية إن خروج كل من الأتراك والإيرانيين من سوريا أمر لا بد منه، والذين سيبقون على الأرض هم فقط الأمريكان والروس وانضمام ألمانيا وفرنسا هو لملء الفراغ الذي سيحصل جراء انسحاب الأتراك ومرتزقتهم”.
وبخصوص تصريحات الإدارة الأمريكية في الآونة الأخيرة التي أشارت بأنه يقع على عاتقها ملاحقة الإرهابيين في سوريا، وجبهة النصرة مصنفة ضمن قائمة الإرهاب لدى أمريكا، وهل سنشهد تحركاً أمريكياً في إدلب ضد تلك الجماعات أوضح مرعي الشبلي بقوله: “جبهة النصرة بدون أدنى شك إرهابية والدول العظمى لها يد وبعد طويل في تصنيع الإرهاب لاستخدامه كأدوات لتثبيت المصالح في المكان الذي يريدونه والزمان الذي يختارونه هم، فإن أصبح هنالك توافق روسي – أمريكي في المنطقة سيحدث شيء يغير مجريات تواجد النصرة في إدلب التي استخدمت من دول عديدة وانتهت صلاحيتها”.
“سنسترد أرضنا من المحتلين”
وحول ما سيظهر خلال المرحلة المقبلة تحرير الأراضي السورية، تحدث مرعي الشبلي؛ قائلاً: “بالتكاتف يتم تحرير الأراضي وهذا التحرير سيتم على أيدي أبناء الشعب السوري، فالحق سيسترد بالقوة، ويمكننا القول بأنه سيكون هنالك قوات سورية متحالفة مع بعضها لاسترداد الأراضي من كل المحتلين الذين نهبوا خيراتنا وكانت لهم يد في قتل شعبنا”.
وتابع الشبلي حديثه بالقول: “أود الإشارة إلى أن حلب ما زالت تحت مرمى نيران القوات التركية ومرتزقتها التي لا تبتعد سوى ثمانية كيلومترات عن مركز المدينة، كما أن أردوغان لا يزال يعود إلى التاريخ ويشير إلى أن حلب كانت ولاية تركية وهو حلم لا أكثر. ويمكننا القول بأن التدخل التركي في سوريا كان لقتل المشروع العلماني الذي نسعى إليه من أجل بناء سوريا جديدة لا مركزية وتعددية”.
وفي نهاية حديثه؛ أكد عضو المجلس الرئاسي لمجلس سوريا الديمقراطية مرعي الشبلي أن ما وصلت إليه الأمور في سوريا لن يُحل بسهولة إلا بمؤتمر وطني شامل لكل السوريين، ودعا من خلال حديثه جميع أطراف المعارضة إلى الحوار البنّاء لحل الأزمة السورية وفق مخرجات جنيف والقرار الأممي 2254.