مرضى غسيل الكلى والمحتاجون للأوكسجين في خطر بعد تعرض المركزين لقصف المحتل التركي

قامشلو/ دعاء يوسف ـ

خرج مركزان طبيان عن الخدمة في قامشلو بسبب قصف الاحتلال التركي؛ ما يهدد حياة مرضى مقاطعة الجزيرة؛ لأن القصف قد أضر بمركز الأوكسجين الوحيد في مقاطعة الجزيرة، والذي يؤدي إلى فقدان أسطوانات الأوكسجين الطبي عن المشافي والمراكز الصحية في المنطقة، وقد أدى القصف أيضا لتوقف مركز غسيل الكلى، الذي يقدم أكثر من30 جلسة غسيل كلى للمرضى يومياً.

تم قصف مركز تصنيع الأوكسجين الطبي في مدينة قامشلو من قبل دولة الاحتلال التركي في الخامس والعشرين من كانون الأول، ما أسفر عن أضرار جسيمة بالمركز، على الرغم من أنه كان يخدم أكثر من مليوني ونصف المليون نسمة، حيث تسبب القصف بخسائر مادية، وتدمير كامل لمركز الأوكسجين الوحيد في مقاطعة الجزيرة، الذي افتتح في تشرين الأول عام 2022، بالقرب من مشفى جيان – كوفيد 19، وتم نقله قبل شهرين إلى باحة مشفى غسيل الكلى، وقد كان دوره الرئيسي تعبئة وتوزيع أسطوانات الأوكسجين إلى المشافي والمراكز الصحية في المنطقة.

مراكز طبية خارج الخدمة

ويعمل في المركز ثمانية أشخاص من الكوادر الطبية، لم يكونوا متواجدين في وقت القصف، ويتألف المعمل من خطي إنتاج، كل خط ينتج قرابة 150 أسطوانة أوكسجين كبيرة ومتوسطة يومياً، بنقاوة تصل من 90 إلى 95 بالمائة، وتتسع لـ 12 ليتر أوكسجين، كانت توزع أسطوانات الأوكسجين على المشافي العامة مجاناً، والخاصة بأسعار رمزية، وقد وصلت تكلفة المشرع في ذلك الوقت إلى464,66 ألف دولار أمريكي.

وخرج أيضاً مركز غسيل الكلى عن الخدمة كونه قريباً من مركز تصنيع الأوكسجين، فقد ألحقت به أضرار مادية كبيرة فقط، إذ أُخلي المركز قبل القصف بنصف ساعة بحسب تصريح الإداري في مركز غسيل الكلى “رافع عباس” فقال: “اضطررنا لإغلاق المركز، بسبب النشاط الجوي وتحليق الطائرات فوق المنطقة، لحسن الحظ، لم يكن هناك أي من زملائنا داخل المركزين في ذلك الوقت”.

مركز غسيل الكلى يعد المركز الوحيد في قامشلو إذ تم افتتاحه في عام 2021، يتميز المركز بتوفّر ستة أجهزة لغسيل الكلى ويعمل فيه كادر طبّي يضم 24 فردًا، ليقدم العلاج لحوالي 70 مريضًا بشكل دائم ويستقبل أيضًا العديد من المرضى الآخرين، كما يُقدم المركز من 24 لـ 34 جلسة لغسيل الكلى يومياً.

أضاف عباس أن المركزين يعتبران من أهم المراكز التي تقدم الخدمات الصحية بشكل يومي على مدار الساعة لسكان المنطقة، وخروجهما عن الخدمة سيخلق كارثة بحق المرضى..

وحول الهجوم قال عباس: “استهداف معامل ومراكز تصنيع الأوكسجين متعمد، وخروجهما عن الخدمة جريمة إنسانية بحق مرضى المنطقة الذين حرموا من جلسات الغسيل والأوكسجين”.

حياة 70 مريضاً في خطر

بعد يومين من خروج مركز غسيل الكلى عن الخدمة نتيجة القصف، توفي المريض “أحمد عبد الرحمن خضر” ذو الـ 65 عاماً نتيجة عدم توفر الأدوية، وخروج المركز عن الخدمة وعدم تلقيه جلسته المعتادة، حيث كان يتلقى المريض جلسات غسيل الكلى في المركز لثلاث مرات أسبوعياً، منذ أكثر من عامين.

فيما أكد عباس أن حياة جميع المرضى في خطر: “لم يتلقَ مراجعو المركز الخدمات الطبية اللازمة بعد توقف المركز، وحياتهم في خطر إذ هناك أكثر من عشرة مرضى كانوا يتلقون ثلاث جلسات غسيل كلى في الأسبوع”.

وبيَّن عباس أن مركز الأوكسجين هو الأكثر تضررًا وتدميرًا، لكن مركز غسيل الكلى أيضًا تعرّض لأضرار مادية، وهذا الضرر تسبب مشكلة كبيرة للمرضى، حيث يعالج المركز 70 مريضًا دائمًا من مناطق عدة مثل الدرباسية، عامودا، وتل حميس وتربه سبيه، وبعض هؤلاء المرضى يحتاجون لجلسات غسيل الكلى مرتين أو ثلاث مرات أسبوعيًا.

وأشار إلى أنه بعد خروج المركزين عن الخدمة سيعاني مرضى غسيل الكلى، كونه يعد المركز الوحيد الذي يقدم هذه الخدمات في المنطقة، بينما باتت محطة الأوكسجين غير قادرة على تلبية حاجة المرضى من الأوكسجين ولا يوجد مراكز بديلة عن هذين المركزين في الوقت الراهن.

اختتم الإداري في مركز غسيل الكلى رافع عباس حديثه مديناً هذه المجزرة بحق المرضى: “أن مركز الأوكسجين دُمر بالكامل، وتضرّرت أسطوانات الأوكسجين والمعدّات والأجهزة الطبيّة كلها، التي كانت تغذي المشافي في مقاطعة الجزيرة، وهذا الاستهداف يعد جريمة يجب المحاسبة عليها؛ فحياة العديد من المرضى الذين بحاجة إلى أوكسجين في خطر الآن”.