سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مرثية لابنة القصب

عبير دريعي_

“إلى رُوْحِ أَبِي الْفَنَّانِ، وَرُوْحِ أُخْتِي سَمَرِ الْفَنّانَةِ”
يَا أَبِي..!
سَمَرٌ في مَقَرِّ إقَامَتِكَ
إِلَيكَ اِشْتَاقَتْ
ولِأَنَّهَا وَفِيَّةٌ لِمُعَلِّمِهَا الْأَوَّلِ
إِلَيْهِ….
سَأَهَبُ لِلْقَصَبِ كُلَّ نِيْرَانِي
وَأَرْمِي بِأَلْوَانِ الْحُقُوْلِ
نَحْوَ خَيْبَاتِ الذُّهُولِ
الْفَرَاشَةُ الّتي اِرْتَدَتْ
وُجُوْهَنَا
قَدْ غَادَرَتْ بَيَادِرَنَا
وَهَجَعَتْ
اِبْنَةُ الشَّمْسِ
الّتِي لَمْ تَنْسَ
رَسْمَ وُجُوْهِنَا
الّتِي لَمْ تَنْسَ فِنَاءَ دَارِنَا
قَدْ غَادَرَتْ قَامَتُهَا الْظِّلَالَ
…….
سَمَرُ الْجَلِيْلَةُ
الْغَزَالَةُ الْكُرْدِيَّةُ
فِي دُرُوْبِ الرّحِيْلِ
صَدِئَتِ الْأَقْفَالُ
وَمَا عَادَ الطّرِيْقُ
يأْخُذَنَا إلى الْبَيْتِ
كَانَ بَابُ أَبِي مُشْرَعَاً
كَقَلْبِ أُمِّي وَقَلْبِي
“سَمُّوْرَةَ الْهَوَى”
أَيُّ طَارِقٍ أَتَخَيَّلَهُ
عَلَى الْبَابِ…؟
أَيُّ لَوْنٍ …؟
أَيُّ نَغَمٍ …؟
مَنْ كَانَ بِشَارَةَ قَلْبِي؟
قَدْ كَانَتْ هِيَ
كُلَّ أَسْرَابِ الْفَرَاشِ
وَكُلَّ بَيَاضِ اللَّوْحَةِ
فَمَنْ لَطَّخَ الثَّلْجَ الْحَارَّ
بِالسَّوَادِ …؟!
كَانَتْ سَمَرُ …أُخْتِي
وَابْنَتِي …
كَانَ قَلْبُهَا قَلْبَ نَبِيْ
وَكَانَ قَلْبِي قَلْبَ أَبِيْ
هَيْهَاتَ أَنْ يَعُوْدَ
الزَّمَانُ
يَعْزِفُ أَبِي…
وَتُلَوِّنُ سَمَرٌ
وَرْدَ الْخَرِيْفِ لأيلول
وَنَغَمٌ تُغَنِّي…
وَأَنَا أُلَمْلِمُ الْخَطَايَا
أَرْمِيهَا
مَعَ رَمَادِ سَجَائِرِ أَبِي..
نَغَمٌ…
كُنُتِ فِي حَضْرَةِ شَهْقَةِ
أَبِي الْأَخِيْرَةِ…
لَيْتَنِي كُنْتُ أَنَا…
لَيْتَنِي كُنْتُ
صَاحِبَةَ الشَّهْقَةِ الْأخيرةِ.