قامشلو/ رشا علي –
بمبادرة تشجيعية يسعى معلمو ومعلمات مدرسة جولان الابتدائية في مدينة قامشلو، لاكتشاف مواهب الطلبة، في الفن، والرسم، والموسيقا، والمسرح، والاهتمام بها، والنهوض بها من خلال التدريب والتقييم، وممارسة أدائها، حتى إتقانها بشكل تدريجي، يؤهل الطلبة على مزاولتها كمهنة يعود نفعها عليهم في المستقبل.
للمدرسة أهمية كبيرة في رعاية الموهوبين، والاهتمام بهم؛ إذا إنّها الحضن التربوي، الذي يقضي فيه الطفل ثلث يومه وهو في سن مبكرة من عمره، ومن هنا تأتي أهمية المدرسة في اكتشاف الموهوبين وتنمية مواهبهم، أما المعلمون والإدارة فهما أصحاب التأثير المباشر والفعَّال في الموهبة، لأن الموهوب يحتاج إلى علاقاتٍ سويةٍ يوفرها المُعلِّم، وتوفرها الإدارة، ويحتاج إلى فرص رعاية توفرها الإدارة، وأسرة التدريس، فالمُعلِّمون الأكفاء، الذين يكتشفون المواهب، ويجيدون التعامل مع شخصيَّة الموهوب، ويستطيعون إثارة عقل، ووجدان الموهوب ويقدرون احتياجات المرحلة السنية، وخصائصها، هؤلاء المعلمون هم صناع المواهب.
الاهتمام والتشجيع يطوران المواهب
وفي مدرسة جولان بحي الهلالية في مدينة قامشلو، هناك مبادرات تشجيعية من قبل بعض المعلمين للطلبة في المدارس، فاكتشاف المعلمين والمعلمات للمواهب الجيدة، ينمي لدى الطالب روح التعلم واكتساب المهارة، وفي جذب اهتمام الأهل لتولي المسؤولية أكثر تجاه أطفالهم الموهوبين، لتصبح هذه المدرسة نموذجاً يحتذى به المدارس الأخرى.
وحول مواهب الأطفال داخل المدارس، وأهميتها وسبل اكتشافها، وتطويرها، التقت صحيفتنا “روناهي” مع القائمين على العملية التربوية في المدرسة، ومع طلبة مدرسة الجولان، فتحدثت في البداية المعلمة جيهان أوسي، وهي معلمة الصف الثالث، فإلى جانب حصصها التعليمية، تقوم بتعليم الطلبة خطوات بداية الرسم، وطريق رسم الأشياء التي يرغبون برسمها، فأوضحت جيهان: “مستوى بعض الطلبة جيد في فن الرسم، أعلمهم الخطوات الأساسية، وأجدهم يستوعبون جيداً، فحبهم للرسم يلفت النظر، وهم يرغبون برسم أي شيء يجذب الانتباه”.
وبينت جيهان: أنه يجب الاهتمام بالحصص الترفيهية بشكل أكبر، كمادة الرسم، والموسيقا، والرياضة، لأنه عن طريق هذه الحصص، تُكتشف مواهب الطلبة، فالطلبة أنفسهم يكتشفون المهارة، التي يستطيعون أن يمارسوها، ويهتموا بها إلى جانب معرفة موهبتهم وتحديدها: “قبل ثورة روج آفا لم يكن هناك اهتمام بمواهب الطلبة، أما الآن فهناك العكس، حيث نجد اهتماما أكثر بها، وبذلك الاهتمام تخلق الكثير من المواهب بين الطلبة”.
طلبة يملكون أكثر من موهبة
أما المعلمة خناف خلف، وهي معلمة مادة الموسيقا، فأشارت في حديثها إلى تنوع المواهب بين الطلبة، واهتمام البعض منهم بأكثر من موهبة، منسبة ذلك إلى قدراتهم المهارية: “طلابنا متمكنين في الكثير من المواهب كالمسرح، والموسيقا، والرسم، وكتابة القصص، وكتابة سيناريو المسرحية وتقديمها، وتم تخصيص ثلاث حصص في الأسبوع للموسيقا، ويفضلون أكثر الطلبة الغناء للفنان محمد شيخو، ونحن بدورنا نعتني بموهبتهم ونشجعهم ليتقدموا، ويشاركوا في المسابقات الثقافية مع المدارس الأخرى”.
ومن بين الطالبات الموهوبات اللاتي يمتلكن موهبة كتابة سيناريو المسرحية، الطالبة دارين عثمان، البالغة من العمر عشر سنوات طالبة الصف الخامس، تحدثت عن موهبتهما في كتابة القصص القصيرة مع أصدقائها في المدرسة، وتكون هذه القصص إما عن الصداقة، أو نظافة المدرسة، أو الوالدين، وتكون باللغة الكردية وغيرها من اللغات، كما يتم عرض المسرحية أمام أصدقائهم ومعلماتها.
إن إنماء المواهب يلزمها اهتمام واعتناء أكثر من جهة، فالعائلة لوحدها لا تكفي، والمدرسة لوحدها لا تكفي. وبهذا الخصوص ذكرت دارين الدعم، والتشجيع المقدم لها من قبل المعلمين والمعلمات، والأهل: “أتلقى التشجيع من والدتي والمعلمين والمعلمات في المدرسة، وفي النهاية أتمنى لجميع أصدقائي التوفيق والنجاح، وأن يمارسوا هواياتهم والمشاركة في الفعاليات الثقافية للأطفال كلها”.